الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدرك الأسفل

9 يناير 2016 22:57
عام مضى ككابوس من كثرة مشاهد الدمار والبؤس والتشرد، وأهم أسباب الدمار هو الإنسان ذاته، فمع تقدم البشرية ازدادت الوحشية، وتعددت وسائل التدمير الشامل والصامت، وقوى عالمية تتصارع في حروب لا تُبقي ولاتذر، بلا قوانين، بلا إنسانية، بل تحت ذرائع السلام ومكافحة الإرهاب والتطرف، والقوى ذاتها هي أكبر استخداماً للإرهاب الحقيقي، وهي أكثر تطرفاً من تلك التي يتهمونها بالإرهاب. تباد المدن والقرى عن بكرة أبيها، بساكنيها، وشجرها وثمرها، وحجرها وحضارتها، ويشرد الأطفال والنساء، وتثكل الأمهات كل لحظة، تجري أنهار الدموع وأنهار الدماء، ونتسمر أمام مشاهد لم نكن نتصور يوماً أن نراها، وها نحن نعتادها ونمر عليها مرور الكرام. حين يفقد الإنسان إنسانيته يصبح أكثر وحشية من الوحش ذاته، فيتفنن في سوق ألوان التنكيل بأخيه الإنسان، يتحول الحب إلى حقد وغل، ووحشية، «فما يبقى من الإنسان حين يصير قصديراً» حين يصبح القتل هواية وشطارة لا نستغرب ما نراه من فنون قتل البشر، والتدمير. حين نفقد إنسانيتنا نكون قد وضعنا أقدامنا على شفير الهاوية، وحين نتخلى عن الإنسان فينا، فنحن بالتأكيد إلى الدرك الأسفل من التردي الأخلاقي. حين نفقد أخلاقنا فنحن أكثر بهيمية من البهائم، لأننا جندنا عقولنا لنذيق إنساننا ألوان القهر والعذاب. لا نستغرب اليوم ما يحدث فقد ماتت قلوبنا وتجمدت عقولنا أو تشيطنت، فأصبحنا أكثر شيطنة من شياطين الجن. ندى محمد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©