الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة الطابعات الألمانية تدخل مرحلة «الأوقات الصعبة»

6 فبراير 2012
فقد قطاع صناعة الطابعات الألماني، الذي يشكل 60% من السوق العالمية، مقدرته على جني الأرباح. وما زالت ألمانيا وحتى يومنا هذا تهيمن على هذا القطاع الذي اخترعته منذ أكثر من 500 عام. وتواجه معظم الشركات الهندسية الألمانية معاناة في الوقت الحالي نتيجة إحجام البنوك عن تمويل العمليات الكبيرة، مما فاقم عملية التحول الكبيرة في القطاع الناتجة عن فائض الإنتاج وتفضيل المستهلك الغربي للمحتوى الرقمي على المكتوب. ونتيجة لذلك، تعاني أكبر ثلاث شركات ألمانية لصناعة الطابعات “هديل برجر درك”، و”كونج آند بير”، و”مان رولاند”، التي تشكل مجتمعة 60% من السوق العالمية، في سبيل تحقيق الأرباح. وربما يبدو تقدم “مان رولاند”، أكبر شركة لصناعة ماكينات طباعة الصحف في العالم، بطلب حماية للدائنين من الإعسار في نوفمبر الماضي شاذاً، خاصة أن شركات صناعة الآليات الأخرى في البلاد تعافت من الركود الاقتصادي بسرعة. وجاء هذا الطلب بعد رفض مالكيها شركة “مان” للشاحنات وذراع الأسهم الخاصة لمؤسسة “أليانز” للتأمين، ضخ المزيد من الأموال بعد تراجع طلبياتها منذ يوليو الماضي. وتقدر عائدات 2010 التي بلغت 942 مليون يورو، بنحو نصف ما حققته في 2007، نظراً لتسريح الشركة لنحو 2?000 موظف في ذلك الوقت. كما أن نصف موظفي الشركة البالغ عددهم 6?200 مهددين بفقدان وظائفهم، في ظل تحول ملكيتها لإدارة جديدة. وتملك الشركة عملاء كبارا مثل “نيوز إنترناشونال” التي تقدمت في 1987 بأكبر طلبية في تاريخ الطباعة بلغ مجموعها نحو مليار مارك ألماني في ذلك الوقت. ومع ذلك، قضى الركود، الذي يسود الإعلام المطبوع، على طلب مثل هذا النوع من الطباعة، في وقت يسعى فيه الناشرون إلى تعزيز الإنتاج في معظم الدول الغربية. وفي غضون ذلك، بدأت الطابعات الرقمية في خفض حجم طلب الطابعات الورقية التي تستخدم لطباعة كميات صغيرة. وعلى الرغم من توقعات الخبراء بعودة النمو بعد أزمة 2008 – 09، إلا أنه تراجع لما بين 60 إلى 70% مقارنة بالمستويات السابقة. وأعلنت “هديل برجر درك”، أكبر شركة لصناعة الطباعات في العالم التي تسلمت تمويل دعم من الحكومة الألمانية إبان الأزمة المالية العالمية والتي بلغت خسارتها ملايين الدولارات خلال الثلاث سنوات الماضية، عن تسريح نحو 2?000 من موظفيها البالغ عددهم 16?000. وانخفضت مبيعات الشركة بنحو الثلث خلال أربع سنوات. وحقق سهمها رقماً قياسياً في 2000 عند 45 يورو، إلا أنه تراجع للنصف بحلول 2007، وإلى 1?63 يـورو حالياً. وتقول ماريتا ويبر، مديـرة اتحاد عمال “آي جي ميتال” في مدينة أوفينباخ: “الحقيقة أنه لم يعد هناك من يرغب في شراء الصحف في ألمانيا، حيث يدرك الجميع أن قطاع الطباعة لن يعد إلى ما كان عليه قبل ست أو سبع سنوات”. ولا تبدو النظرة العامة للقطاع قاتمة كما هي الحال بالنسبة لنموه، حيث أصبح للمستهلك في الأسواق الناشئة نهم كبير لوسائل الإعلام المطبوعة مما قاد “هديل برجر” لفتح مصنع في الصين للاستفادة من زيادة الطلب هناك. ووسعت الشركات الألمانية لصناعة الطابعات من دائرة نشاطاتها في حقول مثل الإعلان والتغليف وخدمات الطباعة التي لا تزال تحقق نمواً قوياً. وفي غضون ذلك، طرقت “كونج آند بير” ثانية كبريات الشركات في ألمانيا، أبواباً جديدة للربح مثل فتح مطابع العملات وعمل الزخارف المعدنية وغيرها، بالإضافة إلى الطباعة الرقمية، مما مكنها من تحقيق أرباح مناسبة. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©