الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

وحيدة ماالله·· تساؤلات حول مفهوم الدهشة

وحيدة ماالله·· تساؤلات حول مفهوم الدهشة
26 يوليو 2007 03:06
الدهشة عنصر يقود الفن إلى حقيقة الفلسفة ويرسم على القماش نقطة البداية نحو لوحة سريالية عميقة وغارقة في الحلم ، بالأحرى نحن ندور داخل الدهشة لا بل تجرفنا قوة الطرد المركزية حول الدائرة· فالفن وليد الرغبة المقترنة بالدهشة والرافضة للجهل بل تطرق كل الأبواب بحثا عن التجربة أو الإيمان بمصداقية التجربة· الدهشة جعلت من السعي نحو العلم لغاية المعرفة وحدها وليس لغاية نفعية، بذلك يستطيع كسر حاجز الجهل فهو مدرك حقيقة الكون· ولكن هدف الفنان ليس الكون فقط بل الذات أيضا، فالفن يبحث عن العقل الواعي واللاواعي يبحث عن الرقم وليس الجسد فقط ، أي أنه يبحث عن عالم المثل · هناك دائما حوار واضح بين الخارج والداخل نتيجة الدهشة، التي تجعل من الفلسفة حدثا واردا، فالفلسفة تعتبر كلمة يونانية تنقسم إلى قسمين( الفيلو= محبة / سوفي= الحكمة) وتعني محبة الحكمة، وهذا لا يعني أن اليونانيين هم أول من تعاطى الفلسفة بل البابليون والمصريون قد سبقوهم في ذلك ، وأكبر دليل على وجود الفلسفات الشرقية أن أفلاطون قال عندما زرت مصر دهشت بأننا أطفال مقارنة بالمصريين· لكن الفلسفة التي أتحدث عنها هي فلسفة تتعلق بالمادة وبالأخص الذرة، وهذه الفلسفة تقودنا نحو الكون الأعظم المتمثل في الأنا· لم تغب تلك التساؤلات عن الإنسان المعاصر الذي اتخذ من المعرفة وسيلة لعبور الأنا والآخر، لتحقيق ولو جزء بسيط من الرضا الذاتي، وهذه التساؤلات تغرق الفنانة البحرينية وحيدة مال الله لتعيش لحظات تحت الماء مع كرتها ومشاهد من ذاكرتها، فهي تبحث وسط ذرات الماء عن لذة التجربة وعن حقيقة المفردات المقترنة بأمها وأبيها وهي دعوة صريحة نحو البحث عن البراءة وكيف اختفت تلك اللحظات الصادقة عن الذوات البشرية· الدهشة عند وحيدة جعلتها تتأمل الكرة وترغب في ركلها·· شكل الحمار·· النساء وهن يرتدين السواد·· الرجال وهم يرتدون البياض·· عفوية الأطفال· تلك التأملات خلقت لديها نوعا معينا من الفلسفة الذاتية المقترنة بالحركة، فعرض الفيديو يؤكد نظرية وحيدة القريبة من الطلاسم · فهي تطمع في اللحظة وليس ما بعد اللحظة في التجربة التي تعلم عقلها اللاواعي السعادة والرضا؛ الحلم لديها غير موجود، لأنها تتلمس جدران الواقع وتطرق المسامير بقوة كي تستطيع هي أن تسمع صوت المسمار وهو يخترق الجدار وليس الآخر· وحيدة ماالله تجد كاميرتها طفلا شقيا يبحث عن المستقبل من خلال تدوين الحدث وهي تتحدث بتلقائية عن عملها قائلة: ليس هذا هو الطموح أو هذا التفاعل الذي أرجوه·· أعتقد أن قيمة هذا التساؤل الذي جال في نفسي عند إعداد هذا العمل هو التجربة ذاتها التي قد عشتها من خلال (الاكتشاف)·· التأمل، البحث، القراءة، الاطلاع، مشاغبة الآخرين، التعايش والتفاعل مع التجربة بأجوائها المختلفة· لقد ارتسمت خطوط كثيرة في ذاكرتي منها الأبيض والأسود! أردت من جديد الخروج نحو الداخل! أردت مزيداً من العتمة·· مزيداً من النور·· أردت مرة أخرى؟ لطالما كانت خطواتي جريئة وواضحة وأكبر·· تمنيّت أن أنحني، أنكمش·· أن أتجرد حتى!! للأبعد وأن أختبر قدراتي، أن أتوجه، أن أنجز، أن أثير، أن أكون لفتة مغايرة في هذه التجربة، في هؤلاء، في أنا· محاولاتي صغيرة رغم هذا الكم الهائل من الزعزعة·· بدأت في التفاعل مع ما هو متاح·· ولكن لم أستطع أن ألعب به! أن أبدع·'' التجربة تكشف لها عناصر الإبداع وأن الإدراك لديها جعلها تشعر بقصر النظر، لم تدرك أن التجربة كانت عبارة عن إبداع مختلف ومتفرد من نوعه، وجعلها أكثر إصرارا لتحقيق الذات وإن حنت للطفولة، فهي تسعى للمستقبل، هي تطمح لأن يقبل المطر سقف منزلها بينما هي تلعب بالكرة مع الأطفال الذين تعلموا منها السعادة رغم العنصر الدخيل على البشرية الذي جعل النجوم والقمر يضيع وسط أضواءه المغتصبة للطبيعة، لم تهتم وحيدة للمباني التي تخترق السحب ولا لشاشات العرض التي تغزو العقول بل تدرك صوت الأذان ومنارة المسجد وأن هؤلاء الأطفال هم من رواد تلك المساجد، فاللعب أي السعادة تأتي بعد الصلاة، الوجوه الشاحبة الممتلئة بالأورام لا تجد طريقا لأبناء شعبها فهم يؤمنون بحقيقة ذواتهم وهم يمسكون بالإبرة لكي يخيطوا هنداما يغطي أجسادهم ويبعد عنها غول القنوط· من سيرتها مواليد 1978 مملكة البحرين عضوة جمعية البحرين للفن المعاصر منذ العام 1999 ومصممة جرافكس بجامعة البحرين كلية الآداب منذ ،2003 حصلت على منحة اقامة فنان في معرض تاون هاوس في القاهرة عام 2005 ، واقامت العديد من المعارض الفردية والمشتركة والجماعية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©