الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثلاثة دولارات للصوت··· في انتخابات الرئاسة الأميركية

ثلاثة دولارات للصوت··· في انتخابات الرئاسة الأميركية
17 مارس 2008 01:33
تعرض نظامنا الخاص بالتمويل العلني للحملات الانتخابية الرئاسية إلى أضرار جسيمة، وهو ما يعرفه مشرعو القوانين الأميركيون، ويجب عليهم بالتالي أن يقرروا ما إذا كانوا سيتخلون عن هذا النظام، أم سيعملون على زيادة مقدار الأموال المتاحة للمرشحين المشاركين فيه، وبحلول الخامس عشر من إبريل المقبل سيكون ما يقرب من 130 مليــون أميركي قـــد فعلـوا ذلك· يعتمد نظام التمويل العلني الفيدرالي بشكل كامل على القرار الذي سيتخذه كل دافع ضرائب، والذي سيعبر عنه من خلال وضع كلمتي'' نعم'' أو'' لا'' في الخانة التي تقع في الجزء العلوي من النموذج رقم 1040 المعتمد في المعاملات الضريبية الأميركية، فإذا ما اختار الشخص وضع كلمة'' نعم'' في هذه الخانة، فإن ذلك سيعني أن الحكومة الفيدرالية ستكون مطالبة في هذه الحالة بتخصيص مبلغ 3 دولارات من حصيلة الضرائب التي يدفعها الناخب لتمويل هذا البرنامج، وعندما يقرر الكونجرس ما إذا كان سيقوم بإصلاح نظام التمويل الانتخابي، أو التخلي عنه، فإنه سيلتفت بشكل خاص إلى حقيقة مهمة، هي أن مساهمة دافعي الضرائب قد ظلت تنخفض بشكل منتظم من 28 في المائة من إجمالي الممولين عام 1981 حتى وصلـــت إلى 10 في المائة فقط، خلال السنوات الأخيرة· وسواء كان ذلك بسبب المعارضة الأيديولوجية لعملية التمويل العلني، أو بسبب الجهل بما سيترتب على الكلمة التي سيتم وضعها في الخانة المشار إليها، أو بسبب الاعتقاد الخاطئ بأن المشاركة في الانتخابات ستؤدي إلى زيادة قيمة فاتورة الضرائب، فإن، تسعة من بين كل عشرة من دافعي الضرائب الأميركيين قرروا عدم المساهمة بأي قدر من الأموال التي يدفعونها كضرائب في البرنامج الحالي، إن ذلك أمر يدعو للخجل في الحقيقة، لأن البرنامج، وبكافة المقاييس قد سار بشكل جيد للغاية· إذن ما الذي يكمن وراء الأزمة الحالية؟ الذي يكمن وراءها هو وضع حد أعلى للإنفاق، وهو إجراء يعتبر شرطا لازما لقبول أي تمويل علني، في العام الحالي، وصل هذا الحد الأعلى للإنفاق إلى 50 مليون دولار في الانتخابات التمهيدية، و85 مليون دولار في الانتخابات العامة بالنسبة للمرشح الواحد، قد يبدو هذا المبلغ كبيرا ولكننا إذا ما نظرنا إليه في سياقه، فسنجد أن الرئيس ''بوش'' والسيناتور ''جون كيري'' -على سبيل المثال- قد اختارا ألا يتلقيا أي تمويل علني في الانتخابات التمهيدية عام ،2004 ومع ذلك تمكن الاثنان معا من جمع ما يزيد عن 500 مليون دولار، أي ما يزيد عن خمسة أضعاف الأموال التي كان سيسمح لهما بإنفاقها معا، وفقا للحد الأعلى على الإنفاق الذي كان مطبقا في ذلك العام· في الحملة الانتخابية الحالية، نجد أنه على الرغم من أن كلا من ''أوباما'' و''هيلاري'' قد اختارا عدم المشاركة في نظام التمويل العلني في الانتخابات التمهيدية، إلا أن كلا منهما تمكن من جمع 150 مليون دولار قبل الموعد المحدد لعقد مؤتمر الحزب بخمسة شهور كاملة· ويشار إلى أن ''جون ماكين'' يخطط للخروج من نظام التمويل العلني، وذلك بعد أن جمع الأموال اللازمة لتمويل حملته وأنفقها كلها تقريبا -54 مليون دولار تقريبا-، وعلى الرغم من أن ''ماكين'' يأتي وراء الديمقراطيين فيما يتعلق بجمع الأموال حتى الآن، فإنه يعلم دون شك أن ''كيري'' قد تمكن في انتخابات 2004 من جمع 80 في المائة من الأموال المسموح له بجمعها خلال الانتخابات التمهيدية بعـــد يوم الثلاثـــاء الكبير، وذلك بعد أن كــان قد ضمــن الترشيح بالفعل· قد يكون من المعقول بالنسبة لـ''ماكين'' أن يتوقع أن أفضل أيام جمع الأموال في الدورة الأولى من الانتخابات لا تزال أمامه، إلا أن المفارقة المتعلقة به، أنه هو شخصيا يعتبر مسؤولا عن الارتفاع في مقدار الأموال التي يتم جمعها، فقانون تمويل الحملة الانتخابية عام ،2004 الذي تصدى للدفاع عنه، هو الذي أدى إلى رفع الحد الأعلى المحدد للمساهمات المقدمة من الأفراد، وجعله عرضة للتضخم المستمر لدرجة أنه ارتفع من 1000 دولار في ذاك العام إلى 2300 دولار في العام الحالي· لا أحد يعتقد أنه يمكن إنقاذ هذا النظام من دون رفع الحد الأعلى المسموح للمرشح بإنفاقه، أو من دون زيادة مقدار الأموال التي يرغب دافعــــو الضرائــب فـــي إنفاقهـــا على البرنامـــج، وهــذا تحديدا هو الخيار السياسي الذي سيواجهه الكونجرس والشعب الأميركي عما قريب، ففي الخامس عشر من إبريل القادم سيكون كثير من الأميركيين قد أعلموا مصلحة العوائد الداخلية الأميركية، بما إذا كانوا سيدعمون التمويل العلني للحملات الانتخابية الرئاسية أم سيكون لهم خيار آخر، ولا شك أن هذا الاختيار سوف يحدث فارقـــا، ســواء من حيــث السماح للحكومات بتخصيص الأموال اللازمة للدفع من أجل انتخابات ،2008 أو من حيث السماح لها بعد انتهــــاء تلك الانتخابات بتخصيص الأموال اللازمة للبرنامج طيلة عمره، لقد ســــار البرنامج بشكل جيد للغاية، ويجب أن نعمل على تطويره أكثر، وهو ما يدفع للقول بأنني سأقــــوم حتمــــا بالتأشير على الخانة المعنية بكلمة '' نعم''· روبرت دي· لنهارد الرئيس السابق للجنة الانتخابية الفيدرالية في الولايات المتحدة ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©