تحقيقات تظهر صعوبة اجتثاث الرشوة في ألمانيا

يظهر تحقيق تقوم به "ايه·بي·بي'' في رشوة مزعومة صعوبة اجتثاث فساد يرجع إلى عقود للفوز بعقود أجنبية· وفي تكرار للبداية الخافتة قبل عام للفضيحة التي تصاعدت في ''سيمنس'' الألمانية حتى أطاحت برئيس مجلس إدارتها ومديرها التنفيذي، قالت ''ايه·بي·بي'' السويسرية أمس إنها تحقق في مدفوعات مزعومة قام بها بعض الموظفين في الخارج· ولسنوات كثيرة كانت رشوة المسؤولين الأجانب مما يتغاضى عنه في أوروبا بل كانت تخضم من الضرائب· وسيراً على خطى الولايات المتحدة، سنت معظم البلدان الأوروبية في السنوات العشر الماضية قوانين تجرم هذه الممارسة، لكن ما رفع إلى القضاء حالات قليلة· وقالت ''إيه·بي·بي'' إنها تحقق في عدة حالات لمدفوعات مزعومة في آسيا وأميركا الجنوبية وأوروبا، وبصفة خاصة في إيطاليا· وقالت إنه من غير الواضح حجم المال الذي قد تشمله التحقيقات، مضيفة أنها أخطرت السلطات القضائية الأميركية· ويأتي بيان الشركة بأنها ربما خالفت قانون ممارسات الفساد الخارجية الأميركي في أعقاب بيان من مجموعة ''سيمنس'' الصناعية الألمانية بتمديد تحقيقها الداخلي في الفساد· وقالت ''سيمنس'' إنها تتحرى الآن مدفوعات في أقسام المحركات وتوزيع الكهرباء والنقل والخدمات الصحية والصناعية، فضلاً عن مدفوعات بمئات الملايين من اليورو تجري مراجعتها بالفعل في وحدة الاتصالات· وقالت في بيان: ''اكتشفت الشركة في المراجعة زيادة كبيرة في إجمالي مدفوعات اتفاقات استشارات الأعمال''· وأضافت أنها أنفقت 188 مليون يورو ''260 مليون دولار'' على استشاريين من الخارج عينتهم في تحقيقات الفساد خلال الأشهر التسعة الأولى من سنتها المالية· وقالت مؤسسة الشفافية الدولية: ''إن الحالات تظهر أن ممارسات الفساد غالباً ما كانت متجذرة بعمق في ثقافة الشركة وليس من السهل اقتلاعها''·