الهاملي: إخلاء المستأجرين قبل موافقة اللجنة غير جائز

التقط سكان بناية سكنية تقع في نهاية شارع مازدا القديم بمنطقة النادي السياحي أنفاسهم أمس بعد أن قام مالك البناية بإصلاح مكيفاتها بعد تعطل استمر لمدة أسبوع كامل ذاق فيه سكان البناية وأطفالهم ويلات الحر والرطوبة· ورصدت ''الاتحاد'' أمس فرحة عارمة بين أطفال ونساء وعواجيز البناية الذين اكتووا على مدار7 أيام بحرارة أبوظبي، واضطر بعضهم للنوم في بركة مياه مصغرة ليلا من شدة الرطوبة، بينما اضطر بعضهم لتسريح أبنائهم لدى الجيران والأقارب· وكان مستأجرو البناية المكونة من 36 شقة، قد فوجئوا يوم الخميس الماضي بتوقف المكيفات المركزية للبناية عن العمل نهائيا بعد أن وجه لهم المالك إنذارات بالإخلاء لإجراء ''تحسينات وديكور'' في البناية· وشكك المستأجرون في نوايا المالك بعد أن اختتم إنذاراته بعبارة ''ومن لم يرغب في استراد القيمة الإيجارية المتبقية فسيحصل عليها''· وتقدم المستأجرون خلال الأيام الماضية بشكاوى إلى لجنة فض المنازعات الإيجارية وقسم شرطة المدينة في أبوظبي، وكثفوا ضغوطهم على المالك أول أمس، مؤكدين أنهم لن يخلوا البناية السكنية، وقام بعض المستأجرين بتركيب مكيفات'' شباك'' ومراوح في شققهم السكنية وطاردوا مسؤولي البناية ليل نهار، كما تدخل محمد راشد الهاملي رئيس لجنة فض المنازعات الإيجارية لحل مشكلتهم أمس· ويؤكد سهيل آل عيد، أحد سكان البناية، أن جميع السكان متخوفون من ألاعيب جديدة للمالك، مشيرا إلى وجود شواهد قاطعة تؤكد أن عطل المكيفات كان مقصودا لتطفيش السكان من البناية· ويذكر أن المالك اضطر إلى إصلاح المكيفات خوفا من استمرارغضب السكان وتضامن الجهات المعنية معهم، إلا أنه مايزال على رأيه بإخلاء السكان· ويؤكد السكان أنهم عاشوا في البناية في راحة واطمئنان على مدار أكثر من 15 سنة، خضعت فيها لإشراف إدارة المباني التجارية التي رفعت القيمة الإيجارية لشققها المكونة من ثلاث غرف وصالة لأكثر من مرة، إلى أن وصلت أخيرا إلى 45 ألف درهم، إلا أنهم فوجئوا منذ شهرين بتحول إدارة البناية من الإدارة إلى المالك الأصلي لها· وبسبب قوة بنيان البناية فإن المالك لم يطلب هدمها، بل قام بالحصول على كتاب من بلدية أبوظبي بإجراء تحسينات وديكور فيها، تشمل، كما جاء في رخصة البناء، عمل أصباغ داخلية وخارجية للبناية بالكامل، إضافة إلى صيانة لتمديدات المياه والصرف الصحي وتبديل وعمل الصيانة لتمديدات الكهرباء والتكييف ونظام الحريق وتبديل سراميك الأرضيات والجدران وتبديل الأسقف المستعارة وتبديل أطقم الحمامات والمطابخ، بالإضافة إلى إزالة القواطع المستخدمة دون المساس بالأجزاء الخرسانية أو الشقق الأصلية وعمل صيانة للمصاعد وتبديل خزانات المياه وعمل صيانة لعوازل الأسقف وتبديل الأبواب والشبابيك الداخلية والخارجية· وأثار مضمون تلك التحسينات حفيظة السكان الذين وصلتهم معلومات تؤكد أن المالك يريد مضاعفة القيمة الإيجارية، إلا أنه لن يتمكن من ذلك لمخالفته قانون الإيجارات فما كان منه إلا أن يطلب إخلاء البناية· وزاد من هذه الهواجس اختفاء شركة الصيانة تماما من البناية وتجاهلها لتليفونات المستأجرين، وكانت الطامة الكبرى هي تعطل المكيفات مما أثار غضب السكان وتجمهروا في شارع مازدا القديم وتقدموا بشكواهم لأكثر من جهة· وحاولت الاتحاد التعرف على جوانب المشكلة من المالك الا ان محاولاتها باءت بالفشل في ظل عدم رد المالك على الاتصالات الهاتفية للجريدة· ويؤكد محمد راشد الهاملي، رئيس لجنة فض المنازعات الإيجارية في أبوظبي، على عدم جواز إخراج السكان من البناية إلا بعد موافقة اللجنة، مؤكدا أن موافقة البلدية لا تغني مطلقا· وطالب السكان بالتوجه إلى اللجنة في حالة رفع المالك للقيمة الإيجارية بنسبة تزيد عن 7%، مشيرا إلى أن عليهم التقدم بدعوى قضائية ضد المالك وإيداع قيمة الإيجار القديم في البنك والبقاء في شققهم السكنية إلى أن تفصل اللجنة في دعواهم· وكانت ''الاتحاد'' قد أخطرت الهاملي أمس بمشكلة سكان البناية وقام على الفور بالاتصال بجهات مسئولة لإنهاء المشكلة في أقرب وقت·