السير خلف الجنائز يتحول إلى موكب للرقص

لم يمر يوم على العراقيين إلا وكانوا يسيرون خلف جنائز الأحباب والأصدقاء الذين قضوا في انفجار مفخخة أو عبوة ناسفة كانت مزروعة على قارعة الطريق أو حزام ناسف دخل الحشود في مكان عام بينما كان الناس في غفلة من أمرهم·· وهكذا صار منظر الجنائز اليومية مالوفاً ومتعارفاً عليه لدى العراقيين ومن لا يسير خلف جنازة كان عليه إلقاء تحية الوداع لأشخاص سبقونا إلى مثواهم الأخير حيث الحياة الأبدية بينما نحن ننتظر اللحاق بهم لأن وعد الله حق· هذه المناظر اليومية التي يعيشها العراقيون في بغداد ومحافظات العراق الاخرى انحسرت في لحظة ما وتنفسوا ولو للحظات نسمات الفرح الغائب منذ سنوات·· كان مصدر اشعاع الفرح العراقي الذي جاء على حين غرة ومن دون سابق موعد عن طريق أقدام اللاعبين العراقيين الذين استطاعوا فك رموز الفرح الغائب والعودة به إلى تلك الوجوه التي كادت تختم بالشمع الاحمر على الفرح الذي طال انتظاره وسط موجة من العنف الباكي· قال أحمد عباس ابراهيم أمين السر العام في الاتحاد العراقي المركزي إن المنتخب أصبح اليوم موحداً للشعب العراقي من خلال النجاحات التي حققها في بطولة الامم الاسيوية الرابعة عشرة لاسيما وان اللاعبين العراقيين يمثلون مناطق ومدناً مختلفة من العراق حتى اصبح ''فسيفساء'' جميلة يحمل من البصرة نخيلها ومن واربيل جبالها ومن بغداد دجلتها· وقال إن ماقدمه المنتخب العراقي للعراقيين هو شيء بسيط يزيح عنهم ولو للحظات الحزن الكبير الذي تولده كل يوم الأحداث الصعبة التي تمر عليهم من جراء الانفجارات التي تشهدها البلاد·· وتطرق احمد عباس الى الاحتفالات العفوية التي شهدها العراق فور الاعلان عن الفوز العراقي على المنتخب الكوري الجنوبي وعدها مشاعر جياشة كانت حبيسة مدة طويلة بفعل الاوضاع الصعبة التي يعيشها العراقيون ووجدوا في الفوز العراقي والتأهل الى المباراة النهائية للبطولة الفرصة الكبيرة للتعبير عنها من دون تحفظ ومن دون تكلف· من جانبه قال طارق احمد رئيس لجنة الحكام في الاتحاد العراقي لكرة القدم إن حالة الفوز وحدت الشعب العراقي وكانت الاحتفالات بالفوز عفوية تجانست فيها كل أطياف الشعب العراقي بدليل شاهدنا الجمهور يصعد على مدرعات الجيش العراقي وسيارات الشرطة العراقية للتعبير عن فرحته في اشارة الى عودة الثقة بين الشعب العراقي واجهزة الدولة· وقال طارق احمد ان الاتحاد العراقي لكرة القدم يفخر وهو يساهم في إسعاد الجمهور العراقي من خلال النجاحات المتوالية التي حققها المنتخب الوطني العراقي في بطولة الامم الاسيوية الرابعة عشرة ولاشك في أن هذا الفوز ماكان يتحقق لولا تضافر جهود الجميع من اتحاد الكرة والاعلام الرياضي ودعم اللجنة الاولمبية العراقية من خلال رئيسها بشار مصطفى من أجل أن يحقق المنتخب العراقي النتائج التي حصل عليها· وتابع احمد القول إن الملاك التدريبي واللاعبين اثبتوا تفاهماً واضحاً في جميع المباريات التي لعبها المنتخب العراقي وبالتالي فإن المباراة النهائية امام المنتخب العربي السعودي ستكون امتداداً للمباريات السابقة التي لعبها العراق في البطولة من ناحية المستوى والنتائج·