الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ثقافة الانتصار

27 يوليو 2007 02:08
ليس هناك ما هو مستحيل طالما تمتلك ثقافة الانتصار وارادة قوية وعزيمة الرجال·· هنا تستطيع ان تقهر كل الظروف وتهزم أغنى الرجال· فالمنتخبان السعودي والعراقي ضربا أروع الأمثال وقدما لنا هدية لم نتذوق حلاوتها منذ العام 96 حين كان النهائي الآسيوي عربيا بالعاصمة أبوظبي طرفاه الشقيقان الإماراتي والسعودي· وها هو السيناريو يتكرر في عقر دار شرق القارة وعلى حساب الكمبيوتر الياباني وشمشون الكوري في ملحمتين كرويتين تستحقان الوقوف عندهما لوضعهما تحت ميكروسكوب الدراسة والتمحيص· فالمنتخب السعودي كسر قواعد الخبرة ولعب بنخبة من اللاعبين الشبان نجحوا في اختصار عامل الزمن وظهروا بمستوى يفوق أصحاب الخبرات وكسروا شوكة المنتخب الياباني وحطموا حاجز تفوق الساموراي· والمنتخب العراقي كسر كل القواعد وحتى الاعراف·· فبدون اعداد جيد أو دوري قوي أو امكانات مادية قهروا شمشون الكوري متسلحين بالأسلحة الفتاكة الساحرة المتمثلة في روح التحدي وقهر الظروف والإيمان بإمكاناتهم· صحيح كرة القدم أصبحت علما وعملا منظما لكن مهما كنت متسلحاً بهذا العلم وهذا العمل المنظم ولا تمتلك الروح القتالية وعزيمة الرجال وثقافة الفوز فلن تتذوق طعم الانتصارات· قد يقول البعض لكل قاعدة شواذ·· وما حدث ما هو إلا شواذ القاعدة·· وهنا أقول ليس هذا بصحيح لأن الفوز لم يأت من فراغ ولم يكن بضربة حظ بل كان بتفوق واضح وتعامل تكتيكي منظم من اللاعبين والمدربين البرازيليين للمنتخبين· لكن مشكلتنا الحقيقية تكمن في اننا لا نؤمن بقدراتنا ونضع الحواجز أمامنا دائماً ونسوق المبررات مسبقاً قبل المشاركة في اي بطولة·· فندخلها مهزومين قبل ان تبدأ!! بالله عليكم قولوا لي كيف سيكون المنتخب العراقي لو حصل لاعبوه على فترة الاعداد الكافية ولقي كل الرعاية والعناية المطلوبة للمشاركة في مثل هذه البطولات الكبرى· وماذا كان سيفعل المنتخب السعودي لو استسلم اللاعبون والجهاز الفني للهجمة الشرسة التي تعرضوا لها قبل المشاركة للاستعانة بلاعبين صغار السن والخبرة وابتعاد النجوم وأصحاب الخبرات؟ علينا ان ندرس أسرار الفوز السعودي والعراقي على اليابان وكوريا حتى نتعلم الدرس ونرسخ في أذهان لاعبينا ومسؤولينا وجماهيرنا ضرورة الايمان بقدرات شبابنا وامكاناتهم· فالتسلح بالعوامل الإرادية لا يقل بأي حال من الاحوال عن الجوانب العلمية والتكتيكية والفنية·· ولولا تلك العوامل الإرادية ما فاز المنتخب البرازيلي بالصف الثاني بكوبا أميركا· ولولا التمسك بروح التحدي وارادة الفوز وثقافة الانتصار لن تكتمل المنظومة ولن تحقق الجوانب الاخرى النفع المرجو منه· فالروح الانهزامية لا تصنع الانتصار والتشكيك لا يخلق اجيالا تتمتع بالثقة وتستطيع قهر المستحيل وتحقيق الانتصارات· فهنيئاً للشعبين السعودي والعراقي بأبنائهما وهنيئاً للشعب العربي بهذا الانتصار الذي ولد من رحم المعاناة· وهنيئاً لنا جميعاً بالنهائي الآسيوي العربي الذي أسعدنا جميعاً وسنكون أكثر سعادة عندما يقدم المنتخبان عرضاً يليق بسمعة الكرة العربية ويفتح الأبواب من جديد أمام غد أفضل·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©