الفريق المعالج لـ الممرضات والطبيب: نفسياتهم تشبه حالة البحارة في الغواصات

حاولت الممرضات والطبيب البلغار الذين كانوا مرهقين لكنهم في غاية السعادة بعد إفراج ليبيا عنهم وإصدار بلغاريا عفواً عنهم، استعادة نمط عيش طبيعي لدى وصولهم الى بلادهم، بعد ان امضوا اكثر من ثماني سنوات في السجون·وقالت الممرضة كريستيانا فالتشيفا خلال اول مؤتمر صحفي منذ الإفراج عن الفريق الطبي: ''نعلم بأننا خرجنا من الجحيم للعودة الى الجنة''، واضافت ''لا نريد ان نعود بالذاكرة الى المآسي التي مررنا بها، ونود ان ننسى ما حصل طوال السنوات الثماني والنصف الماضية وان نبدأ حياة جديدة''· وكشف المستشفى العسكري في صوفيا- حيث نقلت الممرضات الخمس والطبيب للخضوع لفحوصات طبية دقيقة- أنهم يعانون من مشاكل نفسية مرتبطة باحتجازهم لفترة طويلة في حيز ضيق وباعمال التعذيب التي تعرضوا لها لانتزاع اعترافات منهم، وقال مدير المستشفى ستويان تونيف: إن حالتهم النفسية شبيهة بحالة البحارة في الغواصات بعد أن امضوا فترة طويلة في مكان مغلق في شروط سيئة''، واضاف: أن الفريق الطبي واسرهم يمرون حالياً باصعب مرحلة ويصعب التكهن كيف سيتصرفون بعد فترة من الارهاق والتوتر· وغاب عن المؤتمر الصحفي الذي تأخر ساعتين ثلاث ممرضات لم تسمح حالتهن النفسية بالمشاركة· ورفض الفريق الطبي الذي حكم على أفراده بالاعدام بتهمة نقل فيروس الايدز الى اطفال ليبيين التطرق بالتفصيل الى شروط الاعتقال، كما لم يتحدث مباشرة عن اعمال التعذيب· وقال الطبيب البلغاري الفلسطيني الاصل اشرف جمعة الحجوج: ''إننا أبرياء، ولهذا السبب نقف هنا اليوم، إنها الرسالة التي اريد ان اوجهها الى العالم''· فيما قالت الممرضة ناسيا نينوفا (40 عاماً): إن السنوات الاولى من الاعتقال كانت الاصعب خصوصاً السنة الاولى، واضافت ''اعتقل كل واحد منا في زنزانة معتمة دون ان يعلم احدنا ما كان يحصل للآخر''، واضافت: أنها مستعدة مع اثنين من زملائها للادلاء بشهادتها ضد 11 ضابطاً ليبياً اتهموهم بالافتراء عليهم بسبب إعلانهم خلال محاكمتهم أنهم تعرضوا للتعذيب لانتزاع اعترافات منهم، في اطار دعوى قضائية اطلقتها النيابة البلغارية في يناير· فيما قال المدعي العام بوريس فيلتشيف الاربعاء: إنه لا علاقة بهذا الاجراء بالاتفاق المبرم مع ليبيا لتسليم صوفيا الفريق الطبي· وكانت زوركا اناتشكوفا والدة الممرضة كريستيانا فالتشيفا كشفت اعمال التعذيب التي خضعت لها ابنتها، وقالت: ''كانت تستجوب عارية ومعصوبة العينين، وتتعرض للضرب، وعندما كان يغمى عليها كان يعاد انعاشها بالصدمات الكهربائية، كما كان احد الشرطيين يطفئ سيجارته على اظافر قدميها، وعندما كانت تطلب كوباً من الماء كانت حارسة تضع حذاءها في فمها، ولا ادري حتى كيف بقيت على قيد الحياة''·