الاتحاد الأفريقي يدعو متمردي دارفور إلى اتفاق موحد

دعا الاتحاد الافريقي امس جميع متمردي دارفور الى حضور اجتماع في اروشا بتنزانيا الأسبوع المقبل لاتخاذ موقف موحد يمهد لاعداد مفاوضات سلام مع الخرطوم يضع حداً للفوضى في الاقليم السوداني المضطرب· وقال سالم أحمد سالم مبعوث الاتحاد الخاص بدارفور إن المؤتمر الذي يعقد من الثالث وحتى الخامس من اغسطس المقبل في اروشا سيناقش الزمان والمكان اللذين قد تجرى فيهما جماعات المتمردين محادثات مع الحكومة السودانية وكيفية تشكيل موقف تفاوضي مشترك بينها، وقال ''نرغب في أن يشارك الجميع كباراً وصغاراً لاننا نريد ان يحظى الاتفاق بقبول جميع الأطراف المعنية لا سيما وان اجتماع اروشا الذي لن تحضره الخرطوم سيكون الأخير قبل بدء المحادثات النهائية الرامية لحل الصراعات في دارفور''· الى ذلك، وفيما بدأ وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير محادثات مع رئيس المفوضية الافريقية الفا عمر كوناري ورئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي في اديس ابابا حول مستقبل دارفور وقوة السلام المشتركة الافريقية والاممية التي ستحل محل قوة الاتحاد الافريقي في الاقليم قريباً· زادت حدة التوتر والتذمر وسط جنود قوات حفظ السلام الأفارقة مع دخولهم الشهر الخامس دون صرف رواتبهم، واكد سام ايبوك نائب مفوض السلم والأمن الأفريقي لـ''الاتحاد'' صحة ما تردد عن فشل الاتحاد في دفع المرتبات مما أدى إلى حالة تذمر وسط القوات وعدد من الحوادث المحدودة، لكن من دون أن يشير إلى تفاصيلها، وقال إن عدم أداء الجنود الأفارقة مهامهم بالشكل المطلوب يعود إلى الحالة النفسية السيئة والإحباط الذي يعيشونه، لافتاً الى أن الاتحاد الأفريقي قرر تشكيل لجنة لإجراء تحقيق عاجل حول تأخر صرف مرتبات الجنود في الميدان، ونافياً وجود أي شبهة حول اختلاس أموال المرتبات· واقترح كوشنير تعزيز قوة الاتحاد الافريقي المنتشرة في دارفور بثلاثة آلاف جندي بانتظار نشر القوة المشتركة بين الاتحاد الافريقي والامم المتحدة في الاقليم، مشيرا الى ان هذه المرحلة الانتقالية تهدف الى تفادي انهيار القوة الافريقية المنتشرة حاليا قبل ان تحل محلها القوة المشتركة، وقال ''نعمل مع الاتحاد الافريقي لكي تكون هناك مرحلة قبل وصول القوة المشتركة من الان وحتى اكتوبر''· فيما دعا رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الى اعتماد قرار من مجلس الامن بشأن القوة المشتركة سريعا· من جهتها، قالت مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الافريقية جينداي فريزر ان الولايات المتحدة تريد ان تعمل القوة المشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور اعتباراً من اول اكتوبر المقبل اي قبل ثلاثة أشهر من الموعد المقترح في مشروع قرار للامم المتحدة، واضافت ''الناس يموتون ولا يوجد سبب للانتظار حتى 31ديسمبر''· واشارت فريزر ان نحو 7000 جندي من القوات الافريقية في دارفور يجب ان ينضموا الى القوة المشتركة بحلول اول اكتوبر وليس الموعد المستهدف في مشروع القرار الذي قد يتم التصويت عليه في الايام المقبلة، وقالت ''انهم مؤهلون تماماً لان يكونوا العناصر الاولى في القوة·· لدينا قوات على الارض فلماذا لا نبدأ''· واضافت ان قوات الاتحاد الافريقي الموجودة حالياً في دارفور مثل البطة العرجاء لا تحصل على رواتبها وتجهيزاتها سيئة وهي مشكلات يمكن تصحيحها بسرعة بمجرد انضمام الامم المتحدة· ونفت ان الاستعجال يرجع الى جدول زمني سياسي محلي في الولايات المتحدة، وقالت ''من الضروري التحرك بسرعة قبل التغييرات الكبيرة في السودان''· من جهة اخرى، حكم قاض اميركي امس بان يدفع السودان 7,9 مليون دولار لعائلات 17 بحاراً اميركيا قتلوا في الهجوم على المدمرة الاميركية ''يو اس اس كول'' في اكتوبر 2000 في اليمن· وقام يمنيان من تنظيم القاعدة بتنفيذ هذا الاعتداء بعد تلقيهما تدريبات في السودان· واعتبر القاضي روبرت دومار ان مسؤولية السودان واضحة في الهجوم، وفي ضوء ذلك امر السلطات بتسديد هذه التعويضات لعائلات ضحايا الاعتداء الذي ارتكب في ميناء عدن (جنوب اليمن)·