مبعوث أوباما: الوضع الإنساني في دارفور على شفير أزمة أعمق

حذر الموفد الأميركي الخاص إلى السودان سكوت جريتون أمس من احتمالات تفاقم الأزمة الإنسانية في دارفور ''قريبا'' بعد شهر من قيام السلطات السودانية بطرد 13 من كبرى منظمات الإغاثة الإنسانية في الإقليم المضطرب، وأعلن دعمه للمفاوضات التي ترعاها الدوحة بين الحكومة السودانية ومتمردي ''حركة العدل والمساواة'' بمشاركة الاتحاد الأفريقي· وفيما رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، باعلان السودان تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية في فبراير المقبل هي الأولى منذ 24 عاما، أعلنت اللجنة العاليا المشتركة للعودة الطوعية التى تضم الأمم المتحدة ووزارة الشؤون الإنسانية السودانية وحكومة جنوب السودان، عن عودة ألف ومئة لاجئ سوداني من مصر خلال الشهر الحالي· وقال جريتون لمجموعة من الصحفيين بعد زيارة قام بها صباح أمس إلى مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور''انني قلق للغاية بعد ما رأيت وأعتقد أننا على شفير أزمة أعمق في دارفور''· وأضاف مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما الجديد، ''ينبغي ان نتخذ إجراءات فورية من أجل انقاذ أرواح''· وكان الرئيس السوداني عمر البشير طرد مطلع مارس الماضي 13 من كبرى منظمات الاغاثة الدولية غير الحكومية في دارفور ردا على مذكرة التوقيف التي أصدرتها بحقه المحكمة الجنائية الدولية التي اتهمته بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور· وأكد الموفد الأميركي أن ''المشكلات الفورية هي المياه والرعاية الصحية'' غير أنه اعتبر بالإمكان تجنب تفاقم الأزمة· وقال ''هذه الأزمة يمكن تجنبها إذا ما طرحنا خطة مرنة وخلاقة وقابلة للتحقق لتأمين حصول هؤلاء الناس على الرعاية الطبية الأساسية والمساعدة الغذائية أيضا''· وأكد جريتون ضرورة ''العمل مع المنظمات غير الحكومية المحلية''، مشيرا إلى انها ''يمكن ان تملأ بعض الفراغ'' الناجم عن طرد المنظمات الدولية التي كانت تتولى توزيع المساعدات الإنسانية على 2,7 مليون نازح في إقليم دارفور· وتابع ''نريد مناخا يمكننا من استخدام كل المصادر المتاحة والحصول على مساعدة المنظمات غير الحكومية المحلية وربما منظمات غير حكومية من دول غربية، منظمات غير حكومية إضافية من الدول المانحة''· وشدد الموفد الأميركي على ''الحاجة كذلك إلى اطلاق عملية قصيرة الأجل ومكثفة لإحلال السلام في الإقليم'' المضطرب مؤكدا دعمه للمفاوضات التي بدأت في الدوحة برعاية قطر ومشاركة الاتحاد الأفريقي· وقال ''أتيحت لي الفرصة لمقابلة مسؤولي الاتحاد الأفريقي ووافقت على دعم جهود هذه المنظمة الإقليمية في الدوحة''· وأضاف جريتون ''سأجري كذلك مشاورات مع قادة المنطقة، خصوصا في جوار السودان قبل أن أذهب إلى قطر'' في إشارة على ما يبدو إلى مصر· وتابع ''سأبذل قصارى جهدي لتأمين انضمام كل الأطراف التي ينبغي أن تمثل في مفاوضات قطر وسوف نعمل على الحلول الوسط للأزمة للوصول إلى تسوية سياسية دائمة وقابلة للتحقق فعليا''· وكانت الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة وقعتا في فبراير الماضي في الدوحة اتفاق حسن نوايا يمهد الطريق أمام اتفاق-اطار لمؤتمر حول السلام في دارفور· وهددت الحركة بإنهاء هذه العملية السلمية ما لم تتراجع السلطات السودانية عن قرارها بطرد منظمات الإغاثة الدولية العاملة عقب صدور مذكرة توقيف البشير· وفي تطور آخر، قال منسق عمليات العودة الطوعية بحكومة جنوب السودان لورماج شول فى تصريحات أمس ان اللجنة المسؤولة عن العودة الطوعية للاجئين السودانيين، ستقدم تقريرا لحكومة الخرطوم يتضمن حقيقة أوضاع اللاجئين في مصر· لاسيما ان عدد اللاجئين فيها والراغبين فى العودة الطوعية يبلغ 18 الف لاجئ مؤكدا أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين قامت بحصر وتسجيل المواطنين الراغبين فى العودة للبلاد· وقال ان منظمة الهجرة التزمت بترحيلهم وانها تكفلت بدفع مليون دولار مشيرا لإعطاء الأولوية إلى العجزة والأطفال والنساء·