إعمار تستثمر 220 مليار درهم في الشرق الأوسط

أخذت شركة إعمار العقارية زمام المبادرة بالتوسع الخارجي، في إطار استراتيجية بعيدة المدى تستهدف التحول إلى أكثر الشركات قيمة عالمياً· وجاء خروج ''إعمار'' إلى الأسواق الخارجية بعدما أوشكت في فترة سابقة على تطوير غالبية الأراضي التي تحت يديها· وقد نقلت الشركة نموذجها في تطوير المشروعات إلى العديد من دول المنطقة، كما حلقت بأجنحتها إلى العديد من الأسواق المتطورة، وفي مقدمتها السوق الأميركية من خلال عمليات تملك كبرى لفتت الأنظار مؤخراً، لعل أبرزها صفقة تملك شركة جون لينج الأميركية بقيمة تصل إلى 3,8 مليار درهم· وتقدر القيمة التطويرية لمشاريع ''إعمار'' الدولية بما يزيد على 220 مليار درهم ''60 مليار دولار''، لتصبح بذلك أكبر شركة تطوير عقارية إماراتية خارج حدود الدولة· وتعتبر ''إعمار'' أكبر شركة عامة مدرجة في قطاع التطوير العقاري على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث بلغت قيمتها السوقية 67,9 مليار درهم ''18,5 مليار دولار'' في 10 مايو ،2007 وبلغ حجم عائدات الشركة 14 مليار درهم ''3,8 مليار دولار'' خلال العام ·2006 كما تمتلك الشركة رصيداً من الأراضي يقدر بـ468 مليون متر مربع في مواقع حيوية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشبه القارة الهندية· وتبلغ قيمة مشاريع ''إعمار'' التي تم الإعلان عنها، متضمنة المشاريع الدولية، 140 مليار درهم ''40 مليار دولار'' خلال الأعوام الأربعة المقبلة· وتستفيد الشركة من الازدهار الكبير الذي تشهده الأسواق العالمية، وتعمل على تنويع مصادر دخلها بشكل مستمر، ومن المتوقع أن تبلغ نسبة عائدات الشركة من مشاريعها العالمية ما بين 60-70 % من إجمالي العائدات، على أن تشارك المشاريع ذات الدخول المستمرة، مثل الشقق الفندقية والمراكز التجارية، بنسبة 15% من إجمالي الأرباح الصافية مع حلول العام ·2010 وتمتلك ''إعمار'' مساحات كبيرة من الأراضي في الإمارات، والهند، والسعودية، والمغرب، وباكستان، وسوريا، وتركيا، ومصر، والأردن· وحققت الشركة خطوات كبيرة في مجال التوسع الاستراتيجي من خلال استحواذها على شركة ''جون لينج هومز''، ثاني أكبر الشركات الخاصة في قطاع تطوير المشاريع السكنية في الولايات المتحدة الأميركية، وشركة ''هامبتونز إنترناشيونال'' البريطانية للتطوير العقاري· كما تحالفت ''إعمار'' مع شركة الخدمات الإنشائية العالمية ''تيرنر كوربوريشن''، المزود العالمي لخدمات البناء، وذلك للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في المنطقة· ومثلما حدث في شركة ''إعمار المدينة الاقتصادية''، ستعمل ''إعمار'' على إدراج اثنتين من شركاتها الفرعية لزيادة رأس المال لدعم خططها الهادفة إلى التوسع الدولي وتحقيق قيمة إضافية للمساهمين، كما تعمل أيضاً على تحديد التوقيت المناسب لطرح شركة ''إعمار إم جي إف- الهند'' للاكتتاب العام في البورصة الوطنية وبورصة بومباي قبل نهاية العام· وتستهدف ''إعمار العقارية'' ضمن خطتها الإستراتيجية تنويع استثماراتها الدولية ضمن أربعة قطاعات رئيسية، وهي: التعليم، والرعاية الصحية، والضيافة، والتجزئة· وكشفت الشركة عن خطط طموحة لتعزيز حضورها في قطاع تجارة التجزئة باستثمارات إجمالية تقدر بأكثر من 15 مليار درهم ''4 مليارات دولار''· وسوف تشمل خطط ''إعمار'' بناء وتطوير 150 مركزاً للتسوق في أكبر الأسواق النامية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشبه القارة الهندية· أما في قطاع الضيافة، فقد تعاقدت ''إعمار'' مع شركة ''أرماني للشقق الفندقية والمنتجعات'' لإنشاء وإدارة 10 منتجعات ومجمعات للشقق الفندقية تحمل اسم أرماني حول العالم· وسوف يحتضن ''برج دبي'' أحد هذه الفنادق الفاخرة· كما تم الإعلان عن خطط لتوسيع استثمارات ''إعمار'' باتجاه قطاع التعليم، وذلك عبر إنشاء مدارس دولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند· وسوف توفر هذه المدارس أرقى مستويات التعليم للطلاب عبر مناهج تعليمية متكاملة لجميع المراحل التعليمية بدءاً من الروضة وحتى الثانوية العامة· وأعلنت عزمها دخول قطاع الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، وذلك عبر استثمار ما يصل إلى 18,35 مليار درهم ''5 مليارات دولار'' خلال العقد المقبل في بناء وإدارة مستشفيات وعيادات ومراكز صحية متخصصة وفقاً لأرقى معايير الرعاية الطبية العالمية· وتشتمل خطط الشركة على تشييد وإدارة أكثر من 100 مستشفى بأرقى المواصفات يتمتع كل منها بطاقة استيعابية تصل إلى 200 سرير· وتوقع تقرير لـ ''دويتش بنك'' أن تبدأ المشروعات الخارجية في دعم إيرادات الشركة لتمثل حوالي 28% من إجمالي إيرادات العام الجاري، ترتفع إلى 50% في العام ،2010 مشيراً إلى أن الشركة تتمتع بهوامش ربح عالية، إضافة إلى قوة الطلب في السوق المحلية، الأمر الذي يمنحها ميزة نسبية إذا ما قورنت بنظيراتها في الأسواق المحلية والعالمية، غير أن التقرير يشير إلى أن تلك الهوامش مرشحة للتراجع تدريجياً، بما يتماشى مع المستويات المتعارف عليها عالمياً مع بدء تأثير المشروعات الخارجية على الميزانية· وفي المقابل عدد التقرير مجموعة من العوامل التي رآها بمثابة تحديات ومخاطر تواجه الشركة في المرحلة المقبلة ومنها إمكانية التأثر بوضع سوق العقارات في دبي بما يحد من الإيرادات في وقت تكون فيه الشركة في حاجة ماسة لتدفقات نقدية كبيرة، إضافة إلى توافر العناصر البشرية المناسبة في ظل التوسع الخارجي الكبير، وكذلك التساؤلات بشأن إمكانية تجانس الأعمال في ظل عمليات الاستحواذ التي أقدمت عليها خارجيا لشركات مثل ''هامبتونز''·