الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البنك المركزي الألماني يواجه أزمة هوية

البنك المركزي الألماني يواجه أزمة هوية
28 يوليو 2007 00:25
ظل البنك المركزي الألماني (بوندسبنك) لعقود طويلة رمزاً وطنياً يقوم بدور الضامن لإبقاء العملة الالمانية قوية وللمعجزة الاقتصادية للبلاد في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية· وكان مؤسسة يثق فيها المواطنون بشكل أكثر من ثقتهم في أي شيء آخر· وكان رئيس الاتحاد الأوروبي جاك ديلورز يقول في عام 1992: ''ليس كل الألمان يؤمنون بالرب، لكنهم كلهم يؤمنون بالبوندسبنك''· وتغيرت الأمور في السنوات العشر التالية مع طرح العملة الأوروبية الموحدة اليورو وفقدان البنك دوره الأساسي في تحديد أسعار الفائدة لصالح البنك المركزي الأوروبي، ومنذ أن تم طرح عملة اليورو في يناير عام 2002 بدأ البوندسبنك يهبط ببطء باتجاه دور أقل اهمية، كما تخيم عمليات خفض التكاليف وتسريح الموظفين بظلالها على الذكرى الخمسين لإنشائه في الأول من أغسطس المقبل، لكن رئيس البنك أكسيل فبر يرى أنه له دور مهم للقيام به في تحديد مسار السياسة النقدية الأوروبية، ويقول: ''إننا نحتاج إلى بوندسبنك قوي كجزء مكمل لنظام اليورو''· ويمثل فبر أكبر اقتصاد في أوروبا في مجلس تحديد أسعار الفائدة المؤلف من 19 عضواً بالاتحاد الأوروبي حيث تتمتع ألمانيا في المجلس بالنفوذ نفسه الذي لدى دول أصغر مثل سلوفينيا أولوكسمبورج، وأصبحت الوظائف الرئيسية للبوندسبنك اليوم هي إقراض الأموال للبنوك التجارية والتأكد من أن هناك سيولة كافية لتعزيز الاقتصاد والإشراف على العمليات المصرفية وإبداء المشورة للحكومة الفيدرالية· لكن بعض الخبراء مثل أستاذ الجامعة ديرك شيريك بكلية التجارة الأوروبية في أوستريتش فينكيل يعتقد أنه لم يعد هناك دور للبنك المركزي على الإطلاق، ويقول: إنه ''كمؤسسة فإنه عاش إلى ما بعد زوال فائدته، وخلال فترة خمسين عاماً لن يكون هناك بوندسبنك على الإطلاق''· ومنذ أن سلم البنك مهامه الرئيسية للبنك المركزي الأوروبي فإن البوندسبنك أصبح يبحث عن دور جديد له، وهو أمر أثبت صعوبة تحقيقه في مقره في فرانكفورت المؤلف من 13 طابقاً، لكنه استجاب لانتقادات بالإعلان عن خطط لخفض فروعه من 127 إلى 47 فرعاً بحلول عام 2012 وتقليص عدد العاملين به من 10970 موظفاً حالياً إلى 9 آلاف خلال الفترة نفسها· والمستقبل لن يكون شبيهاً بالماضي المبهر عندما كان البنك يؤكد على استقلاله في نزاعاته مع مختلف المستشارين الألمان ووزراء المالية بشأن السياسة النقدية· وقال أودو اشتيفينس الأستاذ الجامعي بكلية فرانكفورت للمالية والإدارة: إنه ''في ظل السياسة غير المسبوقة من الاستقرار التي ينتهجها البنك المركزي، فإن المارك الألماني أصبح واحداً من أكثر العملات في العالم ثباتاً''· وأصبح البوندسبنك نتيجة لذلك نموذجاً يقتدى به البنك المركزي الأوروبي الذي يتخذ من فرانكفورت مقراً له أيضاً، ويقول اشتيفينس: إنه ''لو لم يكن البنك يهتم بقوة المارك ما كان لعملة اليورو أن تكون في قوتها اليوم''· وتولى البنك عملية طرح اليورو في ألمانيا في عملية كانت الأكبر على الإطلاق لتحويل الأموال· فخلال أيام قامت شركات النقل بتوزيع 71500 طن من العملات و5ر2 مليار من أوراق البنكنوت على العملاء، لكن البنك تلطخ تاريخه بفضيحة في عام 2004 عندما أجبر رئيس البنك وقتها إيرنست فلتكه على الاستقالة لقبوله عطايا وهبات من بنك يخضع لإشرافه ومراقبته·
المصدر: فرانكفورت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©