الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

العراقيون بين الترقب والأمل

العراقيون بين الترقب والأمل
28 يوليو 2007 01:41
يبدو أن العراقيين منقسمون بين الترقب والامل عشية المباراة النهائي لكأس آسيا الرابعة عشرة في كرة القدم المقررة غداً بين العراق والسعودية في جاكرتا، وذلك على ضوء الصراعات الطائفية التي تعيشها البلاد منذ نحو 4 اعوام· ويتابع العراقيون باهتمام كبير مشاركة منتخب بلادهم في النهائيات الاسيوية منذ انطلاقها، وكانوا يحتفلون عقب كل فوز، علماً بأن فرحتهم بتأهل العراق الى الدور نصف النهائي خلفت 50 قتيلاً و126 جريحاً اثر انفجار سيارتين مفخختين· ويذكر ان العراق بلغ المباراة النهائية للبطولة الاسيوية للمرة الاولى في تاريخه اثر فوزه على كوريا الجنوبية 4-3 بركلات الترجيح في الدور نصف النهائي الاربعاء في كوالالمبور، وهو سيلاقي السعودية في النهائي· ويضم المنتخب العراقي، الذي بلغ نصف نهائي دورة الالعاب الاولمبية عام 2004 في اثينا، لاعبين مميزين اكراداً وسنة وشيعة· وفي حال توج المنتخب العراقي باللقب غداً فإن ذلك سيكون مناسبة جديدة للاحتفال ونسيان النزاعات وحمامات الدم التي تغرق فيها البلاد منذ ،2003 وقال عبدالحسين خزال عبيد (28 عاماً) بفخر كبير: ''سنتحدى الموت لرفع العلم العراقي عالياً، ونقول في الوقت ذاته للقتلة ورجال السياسة: إننا متحدون''، وأضاف عبيد، وهو طالب شيعي، ''اذا احرزنا اللقب سننزل الى الشوارع رغم خطر الانفجارات التي تتهددنا كل يوم''· في المقابل، بدا بعض المشجعين اكثر حذراً، وقال ماتن عمر خورشيد وهو مشجع تركماني (اقلية عراقية) في كركوك شمال العراق: ''اذا فزنا غداً فسأبقى انا واصدقائي في المنزل للاحتفال بالنصر في عين المكان''، واضاف ''ما حصل الاربعاء في بغداد سابقة خطيرة، فالمشجعون العراقيون الذين نزلوا الى شوارع بغداد للاحتفال لم يفعلوا ذلك باسم مجموعاتهم الطائفية، لقد فعلوا ذلك لانهم عراقيون''، وبالنسبة اليه فإن ''المجرمين يرغبون في قتل الفرحة العراقية''· ومنذ سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين عام 2003 دخل العراقيون في نزاعات طائفية خلفت مقتل الالاف من الضحايا المدنيين، وتقوم المليشيات والجماعات المسلحة بالعديد من الهجومات الانتحارية، في الوقت الذي وجدت فيه حكومة الائتلاف بقيادة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي في مواجهة الصراعات الطائفية، لكن رغم اجواء الحرب والدم، فإن المنتخب العراقي لكرة القدم يحمل شعار الوحدة المنسية، ويضم حوله جراح البلد الممزق''· ولم تستثن الحرب لاعبي المنتخب العراقي لكرة القدم حيث إن بعضهم يعيش في الاردن، فيما اختار البعض الاخر العيش مع عائلاتهم في اماكن امنة مثل كردستان المستقلة· ويؤكد عدد كبير من اللاعبين انهم فقدوا افراد عائلاتهم بسبب اعمال العنف، بيد أنهم اكدوا أنهم فخورون بتمثيل العراق في البطولات الدولية والقارية، وقال حارس مرمى المنتخب العراقي نور صبري: ''قبل 4 ايام من وصول منتخب بلادنا الى بانكوك قتل شقيق زوجتي، كما قتلت حماة زميلي في المنتخب المهاجم هوار ملا محمد''، وتابع ''بالنسبة الينا فإن المعركة في الملعب، انها مساندة متواضعة منا الى شعبنا لنؤكد له أن الانجاز مشترك ويساهم فيه جميع اللاعبين باختلاف مذاهبهم الطائفية''· وقال محمد البجاري (45 عاماً) وهو استاذ في جامعة البصورة (جنوب): ''لقد نجح اللاعبون فيما فشل فيه السياسيون، فالاحتفالات بالفوز شارك فيها السنة والشيعة والاكراد، في الجنوب والشمال''· وحتى في تكريت، معقل الرئيس السني صدام حسين، تم الاحتفال بالفوز· وقال صالح سيف وهو رياضي سابق من تكريت: ''أعتقد أن كرة القدم نجحت في توحيد الشعب العراقي''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©