الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

..هل من صدمني بخير؟!

28 يوليو 2007 02:38
صدمته سيارة مسرعة في طريقها، وقع على الأرض وانحنى جسمه بشكل كبير، من يره يكد يعتقد أن أضواءه قد انطفأت وفارقت الحياة، فالآثار الأليمة تدل على قوة ذلك الحادث الذي أسقطه مغشياً عليه·· أتحدث عن عمود إشارة، سقط بقوة إثر حادث مركبة ارتطمت به، إلا أن العجيب في الأمر أن عمود الإشارة هذا ظل صامداً حتى آخر رمق، فأنواره لم تنطفئ، رغم مرارة حالته، إلا أن تلك الإصابات البليغة التي أصيب بها لم تمنعه من إنارة الطريق، وعدم الاستسلام لتلك الآلام التي داهمته، لأنه متيقن حق اليقين أنه سيقف من جديد· السؤال الذي خيل إليّ أن ذلك العمود يسأله، لو كان ينطق ويفكر: لقد نجوت بفضل الرحمن، وحماني الله من شرور الزمان، ومن تهور قائد المركبة الذي كاد أن يودي بحياتي الى التهلكة، والحمد لله أن نوري لم ينطفئ، وسأعود للحياة بعد أن يتم إصلاحي وتوضع علي لمسات التعديلات اللازمة للنهوض من جديد، ولكنني أتساءل والدمعة تذرف من عيني: هل من صدمني بخير؟ هل انطفأ نوره أم أنه لا يزال ينبض بالحياة؟ آه يا أحبتي كم من عمود سقط ثم عاد الى الوقوف من جديد، ولكن هل كل من صدموهم بقوا على قيد الحياة؟ هل كل من ارتطمت مركباتهم بقوا صامدين من عواقب الحوادث الوخيمة؟ العمود قد ينكسر ويمكن أن يصلح حاله ويعود إلى الوقوف مرة أخرى، ولكن هل من السهل إعادة شمل الأسرة إن فقدت أحد أفرادها في حوادث السيارات الغريبة، التي نسمع يومياً عن شباب وأبناء وأرواح غالية أزهقت بسببها؟ هل من الممكن أن تمسح الدمعة عن ابنة يتيمة، أو زوجة ترملت، أو أم تذوقت المر بسبب فقدها لأبنائها، وتعود الابتسامة من جديد؟ أتمنى أن ننتبه الى أنفسنا قليلاً، ونتفكر ونتأمل لما يحدث من حولنا من قصص أليمة يروح ضحيتها أبناؤنا وأحبتنا بسبب حوادث السيارات، العمود يا أحبتي قد يمكننا إعادة صناعته، ولكن روح الإنسان غالية لا يمكن أن تعود إلا بإذن ربها، والموت قد يخطف أبناءنا من أيدينا بسبب تلك الحوادث المريبة التي يكون أول أسبابها طيش أبنائنا وتهورهم وعدم انتباههم للسرعة الجنونية التي يقودون بها مركباتهم، فيصدمون من حولهم ويؤذون أنفسهم وغيرهم·· نعم أقولها وبحزن مرير: لقد فقدت أغلى ما في الوجود بسبب حادث مرير مزق شمل أسرتي، وقضى على سعادتي، وجعلني يتيمة أعيش بدون أم، فقد صدمت أمي - رحمها الله - عموداً، عاد للحياة من جديد، ولكنها لم تعد إلينا·· لذا احذروا أحبتي في طرقاتهم، واذكروا الرحمن في الحل والترحال، وتأنوا في قيادتكم كثيراً، والتزموا بقوانين الطريق، وانتبهوا جيداً، تصلوا الى أهلكم سالمين·· والسلام·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©