نقوش تعود إلى العصور الصفوية و السبئية والحيانية

بدأ الباحث أحمد سعيد النقبي ممارسة هوايته منذ الصغر بمفرده في البحث عن اللقى والمواقع الأثرية، ورسم لنفسه طريقاً لإشباع هوايته وفضوله الذي واكب تخصصه في الهندسة المدنية وعمله لاحقاً في دائرة التخطيط والمساحة· اكتشف النقبي الكثير من القطع واللقى الأثرية التي تعود للعصر الحجري في الفجيرة وخورفكان ومنطقة الجرادية، وتشمل رسومات ورموزا منحوتة على الصخور، ومن خلال دراسته وشغفه بالآثار اجتهد لمعرفة تاريخ كل قطعة ومعناها ودلالتها، مؤكداً أن الساحل الشرقي من أغنى وأقدم المناطق الأثرية في الدولة· وأوضح النقبي أن الرسومات الصخرية التي شاهدها في منطقة خورفكان والفجيرة تعود كل واحدة منها إلى زمن له طابع خاص يدل على تاريخه ولغة المخاطبة التي كانت تسود بين سكان المنطقة منذ القدم منها (الصفوي والحياني والسبئي)، وذلك استناداً إلى كتب ومراجع تاريخية اعتمد عليها في تحليل وتفسير ما حصل عليه· وقال النقبي إن الرسوم والعلامات الصخرية في الجزيرة العربية تظهر على صورة أشكال متعرجة وآثار أقدام، وبالأخص في المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن لكل رمز منقوش في الصخور مدلولات ومعاني محددة، ولها طابعها في الطقوس المعبرة عن حالة الفرح أو الحزن والأعياد والحروب ورعي الماشية· وأضاف النقبي أن زيادة عدد الأشكال البشرية والحيوانية واقترانها مع الرسوم الفنية التجريدية قد تكون دلالة على الاستعمال المتزايد لها في العصر الحجري النحاسي وهي وسيلة اتصال ولنقل المعلومات والتخاطب والتي لعبت فيه دوراً في تلك الفترة، مشيرا إلى أن بعض الأشكال الآدمية فقدت كافة ملامحها المميزة· وأوضح النقبي أن هناك أشكالا ورموزا يمكن اعتبارها بدايات عصر الكتابة في الجزيرة العربية، حيث حدد بعض الباحثين في الآثار والتاريخ وأوضحوا أن الكتابة لم تظهر في الجزيرة العربية إلا في أواخر العصر الحديدي أي قبل (800-500 قبل الميلاد)· ويوجد تشابه بين النقوش الصخرية والأشكال الآدمية في المملكة العربية السعودية ومدينة خورفكان وإمارة الفجيرة وهذا دليل على أن فن النحت على الصخور مترابط بين الحقبة الزمنية في ربوع شبه الجزيرة العربية· ويطالب النقبي الجهات المتخصصة في التنقيب وحماية الآثار والمتاحف الوطنية الاهتمام بالمواهب الشابة في هذا المجال، وإشراكهم في عمليات البحث والتنقيب عن الآثار للاستفادة من تجربتهم، وفي نفس الوقت صقل مواهبم ليحترفوا هذا العمل·