الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأسلاك الشائكة تمنع شاباً من حضور جنازة والده

28 يوليو 2007 04:34
رفح (مصر)-د·ب·أ: ربما كان باستطاعة الفلسطيني محمد سكر أن يتحمل القيظ واليأس والشعور بأنه يعتمد على الصدقة التي تجود بها أيدي أصحاب القلوب الرحيمة في مصر لمزيد من الوقت· ولكن عندما توفي والده قبل 12 يوما في بيته بغزة ولم يسمح له بالمرور لحضور جنازته وجد نفسه يجري يائساً باتجاه السور الذي يفصل مصر عن قطاع غزة الفلسطيني· لم يستطع محمد البالغ من العمر 32 عاما أن يجتاز الأسلاك الشائكة ولا السور مما جعله يستسلم لمصيره ويأخذ مكانه على السجادة التي افترشها في الجزء المصري من معبر رفح ويدخن سيجارته· وليس محمد سكر إلا واحدا من أكثر من 6000 فلسطيني من غزة ينتظرون في سيناء منذ يونيو الماضي بعد أن حيل بينهم وبين دخول بلدهم وذلك بعد أن أغلقت السلطات المصرية المنفذ الوحيد لغزة عبر مصر منذ استيلاء حركة ''حماس'' على السلطة في قطاع غزة قبل نحو سبعة أسابيع· من البديهي أن يسيطر الغضب على العالقين ويصبون جام غضبهم على إسرائيل تارة وتارة أخرى على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أو الحكومة المصرية أو حركة'' حماس''· وهناك من امتلأ غيظا وحنقا على جميع أطراف الأزمة· ويشعر هؤلاء بأنهم كرة يتلاعب بها الساعون للسلطة والنفوذ· امتلأت مساجد رفح ومدينة العريش المجاورة ومدارسها بمثل هؤلاء الفلسطينيين· ومنهم من يسكن في منازل وفرتها لهم أسر مصرية أو فنادق رخيصة الثمن ومنهم من لم يجد سوى أطلال المباني· وقام أنصار لجماعة الإخوان المسلمين في مصر ومنظمات إنسانية بتوزيع أغذية على هؤلاء الفلسطينيين· ولا يلوح في الأفق أي انفراج لهذه الأزمة مما جعل أحد رجال الشرطة المحسوبين على حركة فتح يقول ''أتصل يوميا بالحكومة الفلسطينية في رام الله وفي كل مرة يقال لي إن هناك مفاوضات من أجل السماح لنا بالعبور ولكن شيئا لم يحدث''· وهناك العديد من النظريات الشائعة بين العالقين في رفح والتي تحاول تفسير الوضع الحالي أو استقراء ما يمكن أن يحدث· تذهب إحدى هذه النظريات إلى أن عباس والحكومة المصرية يعتزمون الاستمرار في غلق معبر رفح حتى تقدم حماس تنازلات· وعن ذلك تقول بشرى أبو صبيح التي تملكها الاستياء:''مصيرنا بيد الرئيس عباس الذي يريد أن يمارس ضغوطاً على حماس على حساب صحتنا''· وبشرى ابو صبيح مدرسة فلسطينية في السادسة والعشرين من عمرها وهي حامل في شهرها السادس وتجلس في منزل الفلسطيني عبد الستار الغلبان الذي يعيش في رفح· وإلى جانب بشرى جلست أخت زوجها تحمل على يديها ابنتها التي أنجبتها قبل عشرة أيام فقط· بشرى :''لدى طفلان صغيران ينتظرانني في منزلنا بغزة''· نفذت النقود التي ادخرتها بشرى لهذه الرحلة التي طالت· وفي غزة احتج أهالي العالقين من أجل فتح معبر رفح وهناك فلسطينيون يفكرون في استخدام القوة لفتح هذا المنفذ الوحيد إلى العالم الخارجي· ولكن الغلبان قال: ''طلبنا من حماس عدم فتح المعبر بالقوة حتى لا يتسبب ذلك في فوضى تامة''· يقول الغلبان إن أكثر من 30 فلسطينيا توفوا بسبب سوء الرعاية الصحية أثناء وجودهم في أماكن المبيت التي وفرت لهم في سيناء· ومازال هناك الكثيرون من المرضى من بين العالقين· كما سافر بعض ذويهم للقاهرة لتلقي العلاج في مستشفياتها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©