الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كوشنير في مهمة صعبة من جديد في بيروت

كوشنير في مهمة صعبة من جديد في بيروت
28 يوليو 2007 04:46
عودة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير السريعة الى بيروت وقبل موعدها المحدد سابقاً بأربع وعشرين ساعة، لم تلق صدى إيجابياً في لبنان وسط توقعات بفشله في اختراق جدار الأزمة اللبنانية واقتصار مهمته على تثبيت الهدنة الإعلامية الحالية بانتظار معطيات دولية واقليمية محورها الأزمة العراقية· فالوزير الفرنسي يتحرك بين ''الألغام'' بحثاً عن ''مفتاح سحري'' للحل، و''يدور'' في حلقة مفرغة بين شروط وشروط مضادة محورها: ''الحكومة اولاً أم رئاسة الجمهورية''· فيما تتسع رقعة التباعد بين الأكثرية (قوى 14 مارس) والمعارضة (قوى 8 مارس) حول المعركة الانتخابية الفرعية في المتن (إحدى مناطق جبل لبنان) وبيروت في صراع ''مستميت'' للسيطرة على مقعدين نيابيين شغرا باغتيال النائبين بيار الجميل ووليد عيدو بعدما فشلت كل الوساطات في وأد نار الفتنة التي قد تشتعل بين حزب ''الكتائب'' و''التيار الوطني الحر'' في دائرة المتن التي تشكل نقطة مركزية في الاستحقاق الرئاسي· وبدت بوادر ''أم المعارك'' بين رئيس كتلة ''التغيير والاصلاح'' النائب الجنرال ميشال عون (المرشح الدائم والجدي لانتخابات رئاسة الجمهورية) والرئيس الاعلى لحزب ''الكتائب'' الرئيس اللبناني السابق امين الجميل، المرشح لخلافة نجله بيار باسم (فريق 14 مارس) في مواجهة مرشح عون كميل خوري، تلوح في افق المتن الشمالي، بعدما اصطدمت مبادرة بكركي للتسوية التي يقوم بها المطارنة الموارنة بعناد عون في رفض التنازل للجميل، واصراره على الاستمرار في الانتخابات حتى النهاية· وفيما بدا رئيس تيار ''المستقبل'' النائب سعد الحريري واثقاً من فوز مرشحه لخلافة عيدو وهو أمين عيتاني في مواجهة مرشح ''حركة الشعب'' ابراهيم حلبي، عن دائرة بيروت الثانية، اشتعلت ''الحرب الاعلامية'' مجدداً بين فريقي الاكثرية والمعارضة في تحد غير مسبوق لاحتلال المقعدين الشاغرين في البرلمان عن دائرتي المتن وبيروت وكل فريق يرجح فوزه المسبق في الرهان· وهذه الاجواء المتناغمة مع عودة الاشتباك الاقليمي والدولي بين طهران ودمشق من جهة وواشنطن من جهة ثانية حول الازمة العراقية المفتوحة على ملف ايران النووي، أرخت بظلالها على مهمة كوشنير التي انخفض منسوب نجاحها الى درجة الحفاظ على بعض مكاسب لقاء ''سان كلو'' الباريسي، ولو كان على مستوى قيادات الصف الثاني اللبناني، بعدما تعذر عليه جمع الصف الاول، مما عقّد مهمته ووضعها في خانة ''الانتظار'' الى اجل غير مسمى· ووصفت مصادر المعارضة والاكثرية مهمة الوزير الفرنسي بـ''الصعبة''، وقالت مجتمعة ''انه لا امل في حل قريب للازمة، لان عليه البحث عن اسس للتسوية في الخارج، ولذلك سيذهب الى القاهرة يوم غد الاحد علّه يحظى بدعم لمساعيه التي تتناغم مع المبادرة العربية· وكشفت مصادر ديبلوماسية فرنسية في بيروت لـ''الاتحاد'' بأن كوشنير سيلتقي اليوم السبت قيادات الصف الاول من المعارضة والاكثرية في مسعى لاستئناف الحوار الذي بدأ في ''سان كلو'' بشأن مواضيع الخلاف، لكنها ابدت حذراً لافتاً في امكانية تحقيق طموحه· وقالت المصادر نفسها ان الخلاف بين فريقي الاكثرية والمعارضة يتسع يوماً بعد يوم حول نقطتي الخلاف الرئيستين وهما: ''الحكومة اولاً ام الرئاسة اولاً''· واشارت الى ان كوشنير سيبحث في القاهرة امكانية دمج المبادرة الفرنسية بالمبادرة العربية، لاسيما وان وجه الشبه بين المبادرتين يؤدي الى نتيجة واحدة وهي ضرورة التزامن بين حكومة الوحدة الوطنية والاستحقاق الرئاسي· وتوقعت المصادر الديبلوماسية الفرنسية ان تقتصر لقاءات وزير الخارجية الفرنسي على قيادات 14 مارس، اضافة الى الرئيس نبيه بري (الذي سيختصر لقاءات كوشنير مع اركان المعارضة وسيتحدث باسمها) خصوصاً بعدما بادر مسؤول العلاقات الدولية في ''حزب الله'' نواف الموسوي واحد المشاركين البارزين في لقاء ''سان كلو'' رداً على طلب السفارة الفرنسية تحديد موعد لاجتماع رئيس الديبلوماسية الفرنسية مع الامين العام للحزب حسن نصرالله اليوم السبت الى القول: ''لا داعي لمثل هذا اللقاء، لان الامر يحتاج فقط الى البحث في تفاصيل حكومة الشراكة''· وقال الموسوي لـ''الاتحاد'': ''انه بعد تشكيل الحكومة يبدأ جهد مكثف ويومي لتحقيق التوافق على الاستحقاق الرئاسي على اساس ان هذه الحكومة يمكن ان تمهد المناخات التي لا بد ان تكون ايجابية لإنجاز هذا الاستحقاق''· وسارع زعيم الأكثرية النائب الحريري الى الرد على الموسوي وقال: ''ان حكومة الرئيس فؤاد السنيورة هي ''خط احمر'' ومن غير المسموح المس بشرعيتها والانتخابات الرئاسية ستحصل في موعدها الدستوري على الرغم من التهويل والتخوين بإمكانية عدم اجرائها من قبل البعض (يقصد المعارضة)''·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©