المطاعم البريطانية تشتري الكافيار تحت الطاولة

بات الكافيار، أحد أندر الأطعمة الشهية وأغلاها ثمناً يباع إلى المطاعم في لندن من تحت الطاولة في السوق السوداء، كما ورد في تقرير نشر الأسبوع الماضي· وأصبح من المؤكد أن بيض أسماك الحفش الذي تبلغ تكلفته حوالى 800 جنيه استرليني (1600 دولار) للرطل الواحد (300 جرام) في كبريات محال بيع الأسماك يتم تهريبه بصورة متزايدة من منطقة بحر قزوين قبل أن ينتهي المطاف بمعظمه في أطباق الأثرياء في لندن· وكما ورد في صحيفة الديلي تيليجراف البريطانية مؤخراً فإن جوليا روبرسون أحد أعضاء جمعية ''كافيار ايمبتور'' التي تناضل من أجل حماية أنواع الحفش المهددة بالانقراض قدرت في الأسبوع الماضي أن حجم سوق الكافيار غير المشروع بلغت قيمته خمسة أضعاف السوق الرسمية التي يبلغ حجمها 50 مليون جنيه استرليني، وهي تقول: ''من السهولة بمكان أن يتم تهريبه في حقيبة يدوية قبل أن يحقق أرباحاً هائلة وبسرعة فائقة''· ومضت قائلة ''إن الوضع في بحر قزوين مستمر في التدهور والتفاقم حيث لا يتم تطبيق إجراءات مشددة على صيد أسماك الحفش· لذا فمن غير المستغرب مطلقاً أن ينتهي بها المطاف الى مطاعم لندن''· وتأتي هذه الملاحظات في ظل اعتراف مجموعات من أصحاب المطاعم أن أشخاصاً قد اتصلوا بهم وعرضوا عليهم بيع بيض هذه الأسماك بأسعار لا تقاوم· وكان بول ميريت أحد نجوم الطهي ومقدم برامج الأغذية في محطة البي بي سي قد ذكر في أحد عروضه مؤخراً أن العديد من الأشخاص اتصلوا به مؤخراً وذكروا أن بحوزتهم كميات من الكافيار وسألوه عما إذا كان يرغب في شراء بعضها· ومضى يقول: ''لا أدري من أين حصلوا عليها ولكنها ليست بجودة الكافيار الذي يباع بصورة قانونية''· والى ذلك فإن الخبراء يقدرون أن موارد الكافيار قد شهدت تراجعاً حاداً بأكثر من 90 في المائة منذ أواخر حقبة السبعينيات بسبب الإفراط في عمليات الصيد سواء كانت قانونية أو غير مشروعة· ومن أجل مكافحة هذه التجارة عمدت الحكومة البريطانية الى سن قوانين جديدة في هذا الشهر تستوجب أن يتم تمرير جميع أصناف الكافيار التي تباع في بريطانيا بعلامات تجارية تصادق عليها ''منظمة مكافحة الاتجار العالمي في الأنواع المهددة بالانقراض'' والمعروفة اختصاراً باسم (Cites)· وعلى الرغم من فرض الحظر والعقوبات استمرت تجارة الكافيار تشهد المزيد من النشاط والانتعاش· وكانت منظمة مكافحة الإتجار في الأنواع المنقرضة قد حظرت جميع أنواع صيد أسماك الكافيار في العام الماضي بسبب تراجع وتدني أعداد أسماك الحفش بسرعة وبشكل حاد في بحر قزوين الذي يزود العالم بـ 90 في المائة من إجمالي المخزون العالمي قبل أن يتم رفع الحظر في هذا العام·