ألوان اللآلئ وأشكالها تحدد قيمتها

استعمل اللؤلؤ في صناعة الحلي في مختلف بلدان العالم وشتى العصور التاريخية، وشكلت صناعة الحلي فناً من أقدم وأرقى الفنون منذ آلاف السنين. فاللؤلؤ أحد أنواع الحلي التي استخدمها الإنسان وتفنن في صناعة الأشكال الخلابة منه لغرض التزين. استخدم اللؤلؤ في الإمارات بطرق شتى لإعداد الحلي، إما مجموعاً إلى بعضه أو منفرداً منفصلاً أو مرفقاً بجواهر أخرى، لكنه بأي شكل كان؛ منح قطع الحلي الجمال والجاذبية واللمعة الأخاذة. وكان الكثير من أجدادنا في البيئة البحرية يعملون في صيد اللؤلؤ ويخوضون غمار البحر في مواسم الغوص بحثاً عنه. وقد أدت الفكرة التي راودت الياباني ميكوموتو عام 1895 لزراعة اللؤلؤ الصناعي أو الزراعي، وأتت ثمارها عام 1912 بعد عدة تجارب لتحقيقها إلى القضاء على مهنة الغوص في الخليج العربي. لذا تقتصر رحلات الغوص «التجريبية» في الدولة على هيئات وأندية التراث بهدف التعريف بإحدى مهن الأجداد. أسماء وأشكال في سبيل إحياء ذكريات الغوص الذي كان أجدادنا الغواصون يعرضون حياتهم للخطر من أجل جمع اللآلئ، يقيم «نادي تراث الإمارات» خلال ملتقياته الشبابية الهادفة، مثل ملتقى «الربيع» و»الثريا» و»السمالية»، رحلات غوص بسيطة تهدف إلى تعريف جيل الشباب بتاريخ الأجداد، عبر استلهام بعض وقائع حياتهم اليومية آنذاك والمهن التي قاموا بها. يرافق سفينة الرحلة نوخذة وطواش وبحارة وشباب من أبناء الوطن، للرجوع إلى الأيام الخوالي والاطلاع على حيثيات تلك المهنة. يقول النوخذة حسن بن زعل- استشاري تراثي في النادي: «تهدف تلك الأنشطة البحرية خلال الملتقيات إلى تعريف واطلاع أبناء الوطن على أهم المهن التقليدية الخاصة بالبيئة البحرية، يتعلمون خلالها الأساسيات المتصلة بعالم اللؤلؤ، فنخبرهم عن تصنيف اللؤلؤ الذي يعتمد على عدد من الصفات أو المعايير، فمن حيث الهيئة فإن الأشكال المعروفة هي: البطن، والجيوَن، والدانة، والقماشة، والحصة، والغلامي، واليالس، والنيمرو، والمضرس، والسجني، والطيلي، والجرست، والحصباه، والقولوه، والتمبول، والشعيري، والمياهيل، والمزيز، وجامشاهي. وأم عوينة، والقعري، وكاووكي، والفص، وبدله، ويكه، والنخجي، والموري، وشيرين، و درور، وسحتيت، وكنيباتي، وخشرة». ألوان أخاذة تتعدد ألوان اللآلىء بحسب نوعها وكلما كانت ناصعة البياض وكاملة الاستدارة تكون أجمل وأعلى ثمناً، إذ يقول بن زعل: «ثمة قاعدة معروفة لدى بحارة الإمارات القدامى، وكذلك لدى تجار اللؤلؤ «الطواويش» تتمثل بأن لون اللؤلؤة يحدد غالباً ثمنها، فإذا كانت اللؤلؤة مستديرة وذات لون شفاف يكون ثمنها مرتفعاً، وإذا كانت ذات نتوءات أوتشوهات على سطحها وخشنة الملمس فإن ثمنها يتدنى، وثمة لآلىء عديمة الفائدة تسمى «خشرة- خشرات- خشاري» وهي نوع رديء من اللؤلؤ لونها بني أو أسود. بينما ألوان اللؤلؤ الجميل فهي: أبيض، وبصلي، وقلابي، وأحمر وردي، وشقراء، وخضراء، وسماوي، وزجاجي». صفات أساسية ويفرز اللؤلؤ بحسب حجمه وجودته وجمال بريقه، فهي الصفات الأساسية التي كان بفضلها يرغب التاجر أو الصائغ أو المستهلك في شراء اللؤلؤ. ويعبّر الطالب خليفة محمد- عن سعادته بالاشتراك في الرحلة التي عرّفته وزملائه على عالم الغوص، ويشير إلى معلومات تخص الصفات الأساسية التي يتصف بها اللؤلؤ، استقاها خلال تلك الرحلة، ويقول: «تعلمنا كيفية غربلة وفرز اللؤلؤ من حيث الحجم واللون وروعة البريق، حيث يتم انتقاء اللآلئ الكبيرة، ثم الفريدة من لونها، والمتميزة بجودتها عن باقي اللآلئ». وزن ومثقال يباع اللؤلؤ ويشترى كسلعة قيّمة مرتفعة الثمن نسبياً، وله موازين خاصة لأنه سلعة ثمينة وحساسة جداً، وبذا يحتاج إلى ميزان من نوع خاص، يشير إليه بدر ريجاني- بائع مجوهرات، ويقول: «يصنع ميزان اللؤلؤ من الرقائق النحاسية، وله خيوط حريرية، فضلاً عن وجود مختصين يقومون بتركيبه وإصلاحه ومعادلته. وقديماً كان الوزن لا يتم في وجود تيار هوائي! بسبب حساسية الميزان ولئلا يؤثر التيار الهوائي في حقيقة الوزن، فالفروقات التي تحدث بسبب عدم دقة الوزن تؤثر في الثمن». ويضيف ريجاني مشيراً إلى الأوزان: «توزن اللآلىء بواسطة «الجاو» أما المثقال فهو وحدة الوزن الأساس، وهناك أوزان أخرى هي: رتي، وآنتين، وآنه، ودوكره، وحبة، وبدام، وبايه، ومازور. ولجميعها أوزان النصف والربع». حلي شهيرة تصنع من اللآلئ العديد من قطع الحلي، سواء للعنق أو المعصم أو الأصابع، وثمة قطع تراثية شهيرة تشير إليها أم سلطان- ربة منزل، خلال شرائها عقد لؤلؤ، تقول: «عرفت أمهاتنا القلائد والأساور والخواتم المستخدمة في الزينة حيث كان اللؤلؤ يمثل العامل الرئيسي في صنعها. ومن أشهر حلي اللؤلؤ القديمة: أقراط الشغاب، وأقراط الكواش، وأقراط التراجي، وأقراط الفتور، واسورة الناجري، واسورة ملتفت، وعقد المرية، وعقد المرتعشة، وخواتم مصنوعة من لؤلؤ الدانات والجيوَن. إضافة إلى «الشناف»- حلية للرأس تتدلى منها حبيبات اللؤلؤ». بينما يتراوح سعر قطع حلي اللؤلؤ الصناعي في الدولة ما بين 100 درهم إلى 100 ألف درهم، بحسب حجم القطعة وجودة اللؤلؤ.