استراتيجية أميركية جديدة لـ "تأمين الخليج"

عززت صحيفتا ''واشنطن بوست'' و''نيويورك تايمز'' الاميركيتان امس ما نشر من تقارير عن عزم ادارة الرئيس جورج بوش الاعلان عن صفقات تسلح الى المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بغرض تعزيز حلفائها في المنطقة في مواجهة النفوذ المتزايد لإيران، وقالتا نقلا عن مسؤولين طلبوا عدم كشف هوياتهم ان عقود التسلح المنتظر ان يعلن عنها غدا الاثنين قبيل بدء جولة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت جيتس الى المنطقة تبلغ قيمتها حوالى 20 مليار دولار في اطار مشروع يقضي ايضا بتقديم مساعدات عسكرية الى اسرائيل بقيمة 30,4 مليار دولار والى مصر بقيمة 13 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة· ووفق تقرير ''واشنطن بوست'' الذي جاء مساندا لتقرير مماثل ثان لصحيفة ''نيويورك تايمز'' فإن بوش طرح خطة استراتيجية لتأمين منطقة الخليج والمصالح الأميركية الحيوية وتحسين التعاون الأمني بين بلاده ودول المنطقة، وكلف رايس وجيتس يبحث تفاصيل الخطة اثناء زيارتهما الى السعودية ولقائهما مع مجموعة ''6+2 '' في شرم الشيخ بعد غد الثلاثاء· واشار الى ان عقود التسلح الى المنطقة تشمل صواريخ جو-جو وتجهيزات للقنابل الذكية الموجهة بالأقمار الاصطناعية وتطوير طائرات مقاتلة وسفن بحرية جديدة وستكون الأكبر التي يتم التفاوض بشأنها في ظل ادارة بوش· وقال مسؤول رفيع لـ''واشنطن بوست'' ان أهمية الصفقة تكمن كونها تندرج في إطار استراتيجية اقليمية أوسع للابقاء على وجود أميركي قوي بالمنطقة في ضوء محاولات إيران لتوسيع نفوذها بالمنطقة، وذكر ان معظم الأسلحة التي تتضمنها الصفقات للدول الخليجية دفاعية ولكن ليس كلها· فيما كانت ''نيويورك تايمز'' اشارت الى ان هذه الصفقات كان جرى مناقشتها منذ أشهر بين واشنطن والرياض رغم التوتر بين البلدين على خلفية المزاعم بأن السعودية لم تقدم دعما يذكر الى الحكومة العراقية· وعزت إلى مسؤول اميركي شارك في المفاوضات بشأن اعتماد الصفقات قوله ''أعيننا متيقظة بشأن احتياجات شركائنا وبشأن ما يمكن لأي شخص اعتباره استعراضا للعضلات من قبل إيران''· وأوضح التقرير ان اقتراح بيع الأسلحة الى السعودية والخليج شمل ايضا تقديم مساعدات عسكرية الى مصر بقيمة 13 مليار دولار اضافة الى مساعدات عسكرية لاسرائيل بقيمة 30 مليار دولار للسنوات العشر المقبلة· فيما أكد مسؤول رفيع في ''البنتاجون'' ان جلسات استماع مع الكونجرس حول الصفقات قد بدأت للتو بعد ان تمكنت ادارة بوش من تسوية المخاوف الاسرائيلية، مرجحة اخطار الكونجرس بتفاصيل الصفقة في الخريف المقبل· غير ان مسؤولين آخرين قالوا ان واشنطن سارعت بتسريب نبأ صفقة الأسلحة لأن بعض دول الخليج بدأت مباحثات مع دول أخرى لشراء أسلحة متطورة، وقالوا ان تعطيل الكونجرس لهذه الصفقة سوف يدفع هذه الدول الى شراء احتياجاتها من بلدان أخرى ما يتسبب بزعزعة النفوذ الأميركي في المنطقة· واضاف التقرير ان الادارة الاميركية لم تسع الى الحصول على تأكيدات من السعوديين بان يكونوا أكثر دعما في العراق كجزء من الصفقة، لكنهم أضافوا ان رايس وجيتس مازالا يخططان لاستغلال زيارتهما المشتركة الى الرياض هذا الاسبوع للحث على مساعدة الحكومة العراقية· وقال مسؤول كبير في الخارجية الاميركية ان دور الجيران من السنة ارسال رسالة ايجابية وحازمة للمعتدلين في الحكومة العراقية بأن الجيران معكم، وأضاف ان واشنطن تريد من دول الخليج أن تؤكد للمشاركين في أعمال العنف ''انكم تقتلون مستقبلكم''· وقال مسؤول كبير لـ''واشنطن بوست'' ''اننا نساعد دول الخليج منذ سنوات ويجب ان يستمر الامر''، واضاف ''ان جيتس ورايس سيؤكدان لهذه الدول خلال جولتهما في المنطقة انه مهما حصل في المستقبل القريب في العراق فان الالتزام في المنطقة يبقى راسخا وحازما والحقيقة واننا نسعى الى تعزيزه وتطويره''· كما سيطمئن الوزيران الدول العربية بشأن التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة بمعزل عما يجري في العراق·