ناصر الظاهري: الواقعية لا تعني أن يلبس بطل القصة «غترة وعقالاً»

فاطمة عطفة (أبوظبي) انطلق القاص ناصر الظاهري في حديثه عن القصة والرواية من مخزون تجربته الواسعة في الإبداع، وتساءل في محاضرة بعنوان: «ورشة في كتابة القصة القصيرة» نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مقره بالمسرح الوطني في أبوظبي: من هي الأم ومن هي البداية: القصة أم الرواية؟ ثم بين الفرق بين القصة والأقصوصة، وبين المقال والقصة القصيرة جداً، موضحاً أن السرد الشفاهي هو الأساس، وأشار إلى أن الكتابة الأولى للقص بالإمارات بدأت في السبعينيات من القرن الماضي، بينما نشأت في الوطن العربي قبل ذلك بما لا يقل عن ثلاثين سنة. وتطرق الظاهري إلى لغة القصة والتحولات التي طرأت عليها. كما تحدث عن الضمير في كتابة القصة بين المتكلم والغائب، مضيفاً أن القصة قد تأتي مثل ومضة يسجلها الكاتب في لحظتها.. وإما أن تكون مثل وجع يومي وتطبخ على نار هادئة حتى تختمر الفكرة في الرأس. وركز الكاتب على أهمية القراءة وسعة الاطلاع: «من يريد أن يتعلم كتابة القصة، فما عليه إلا أن يقرأ آلافاً مؤلفة شرط أن تكون عنده بذرة الإبداع»، واستعرض لمحات من القصة العربية والمحلية والعالمية وأهم أساطينها، مستشهداً بالكاتب الروسي أنطون تشيخوف الذي لم يترك شيئاً في الحياة إلا وكتب عنه. واستعرض الظاهري الملامح والفروق بين القصة والرواية، وعلاقتهما بالفن السينمائي، مؤكداً أن الرواية هي ديوان العرب الجديد، وأن القصة قد انحسرت كثيراً، وتساءل: هل ماتت في زمن الرواية؟ وعرج على الأدب اللاتيني والواقعية السحرية، قائلا: أين نحن من هذا؟ وعن تجربته في القصة أوضح أنها في البداية كانت تشبه الرواية، وهو يهتم بالواقعية لكنه لا يشترط أن يلبس البطل «غترة وعقالا»، ويمكن أن يكون بطله أي إنسان من بائع الصحف الهندي إلى أي عربي يموت في الغربة، مؤكداً أن البطل في القصة لا بد أن يأخذ زاوية في هذا الكون الإنساني. والقصة أحياناً قد تبدأ من النهاية، وأحياناً يلزمك العنوان بكتابة القصة. واختتم الكاتب أمسيته بالإجابة على الأسئلة التي طرحها الجمهور، ومنها: الكتابة باللهجة المحلية، وأهمية التكثيف أو الاستغراق بالتفاصيل. وحول الكتابة للأطفال، أشار إلى أنه ليس مع فكرة أن يكتب الأطفال قصصهم، وفي حال الكتابة لا بد لكتابة الطفل من إشراف فني قبل النشر.