السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

لجنة التحكيم تختار الشاعر حازم التميمي

لجنة التحكيم تختار الشاعر حازم التميمي
29 يوليو 2007 05:25
ضمن الحلقة الرابعة ما قبل الأخيرة من تصفيات المرحلة الأولى لمسابقة ''أمير الشعراء'' استضاف مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي مساء أمس الأول كلاًّ من الشعراء: الشيخ أبوشجة ولد محمد ''موريتانيا''، وهدى علي حمد السعدي ''الإمارات''، وأحمد صلاح كامل بصلة ''مصر''، وخالد أبو حمدية ''الأردن''، ومريّع علي عبد الله السويدي ''السعودية''، وحازم التميمي ''العراق''، والهادي الهادي القمري ''تونس''، في حلقة خامسة مباشرة بثها تلفزيون أبوظبي وقناة أمير الشعراء وإذاعة إمارات ''أف ام''، وحفلت بروح التنافس ومواقف التشويق والنقد الجريء، والشعر الجميل والإبداع· وشهدت الحلقة إعلان أسماء الشعراء المشاركين في الحلقة القادمة من البرنامج، وهم: تميم البرغوثي ''فلسطين''، وسليمان عوضه حسين دهموش ''اليمن''، وطلال سالم الصابري ''الإمارات''، ومصطفى أحمد إبراهيم الجزار ''مصر''، ومحمد بن مسلم ''عمان''، وحنين عمر ''الجزائر''، وأحمد مجيب السوسي ''سوريا''، كما شهدت إعلان الشاعر عبد الله السمطي انسحابه من المسابقة· واختارت لجنة التحكيم الشاعر حازم التميمي في نهاية الحلقة مرشحاً للانتقال إلى المرحلة الثانية من البرنامج، بينما اختار جمهور المسرح الشاعر الشيخ أبوشجة ولد محمد، واستقر تصويت الجمهور مضافاً إليه تصويت لجنة التحكيم وجمهور مسرح شاطئ الراحة، على ترشيح الشاعر محمد عبد المولى، والشاعرة هاجر البريكي، وهما من شعراء الحلقة السابقة من برنامج ''أمير الشعراء''· آلام الأمة قرأ الشاعر الشيخ أبو شجة قصيدة حمّلها أحزان الشاعر ونجواه للحبيبة ''سليمى''، وآلام الأمة في العراق والقدس، كأسان نجرع كلّ يومٍ منهما سماً كما صوّرهما في قصيدته ''دم الياقوت''، التي اعتبرها د· علي بن تميم قصيدة كلاسيكية تتناص مع الصوفية في كثير من موضوعاتها لجهة التأشير إلى المطلق، والتوحّد بالحبيبة، كما في تجربة ابن الفارض، وصور ''عطش المرايا والنخيل''، ورأى د· عبد الملك مرتاض أن الشاعر استخدم في قصيدته سماتٍ جمعت ما بين الضوئية ''المرايا، إنارة، وهج''، والصوتية ''صوتي، طبول، هديل''، والسائلة ''كأس، بحر، ماء'' شكّلت كلها لحمة النص ومتانته البنائية والمضمونية، وأشار إلى توظيف الشاعر للتراث، عبر استحضار تجربة امرئ القيس وطرفة بن العبد، إلا أنه أخذ على النص غياب الموضوع القضية· بينما أشاد الشاعر نايف الرشدان بنص يأتي من بلد المليون شاعر، وكأنه قفز من ديوان شعري قديم، عبر رمزية اسم ''سليمى'' بدلالاته المتنوعة، ورأى أن القصيدة زئبقية تراوحت بين البراعة والعادية· وقال د· صلاح فضل إن الشاعر مغرق في عشق التراث، ولغته ماسيةٌ تعج بإضاءات، لكن المشكلة أنه لم يتاثر بموجات التجديد الشعري المعاصر، كأنه استغرق في نشوة الشعر القديم، ونصحه بإكساب شاعريته القوة عبر جعله أكثر قرباً إلى المعاصرة والحداثة· بكائية ثم قرأ الهادي القمري قصيدة أهداها إلى روح أخته صباح، التي ماتت احتراقاً في ركن بيت، وكانت حافلة بمعاني الألم والمعاناة الإنسانية في الفقد والموت· ورأى د· عبد الملك مرتاض أن القصيدة بكائية محزنة، فيها لغة ضجيجية ونحيب وصراخ، إلا أن فيها توظيفاً شعرياً جميلاً لألوان الشعور بالحزن والصور الجميلة المعبرة عن صدق عاطفة ووجدان، وإن كان ينقص النص التكثيف وفيه نثرية تُؤخذ عليه· وأشاد الفنان غسان مسعود بكسر الشاعر للهالة الذكورية التي تقول إن الرجال لا يبكون، وبقدرة الشاعر على إنشاء علاقة بين نصه الشعري والمسرح والدراما في تجربة تحكي ذاكرة حقيقية ومعاناة عاشها الشاعر في فقد أخته ، كما رأى الشاعر نايف الرشدان أن القصيدة رائعة، وإن غابت الرثائية الحقيقية فيها، وبرزت قيم إيقاعية وتصويرية عالية، فالحزن ارتقى بالشاعر إلى مرحلة أعلى من الوجد والحزن بدلاً من أن يسقط فيه· أما د· صلاح فضل فقد أشاد بشعرية الشاعر الجميلة التي استطاع من خلالها تشكيل صورة لوقوف الإنسان على لهيب اللحظة الشعورية، فأحال الشخصي إلى سؤال وجودي وفكر فلسفي يشهدان له بالشعرية· واعتبر د· علي بن تميم أن الشاعر العربي ظل عبر التاريخ يتحرج من البكاء على الأنثى، فجاء الشاعر استثناءً وكسراً للحالة التقليدية، وإن جاءت لغته محددة التركيب البنائي لولا بعض الصور الجميلة في المضاف والمضاف إليه، وإحالة الأخت إلى صورة أسطورية تتمثل في رمزية قصة ''عشتار''· غضب الشاعر تلاه الشاعر أحمد صلاح كامل الذي قرأ قصيدة اعتبرها الفنان غسان مسعود تعبيراً عن غضب شاعر مسكون بالانهزامات والانكسارات العربية التي صوّرها في قصيدته، ولو لجأ إلى التلميح لكان أجدى لشعريته بعيداً عن الموقف الخاص والجارح، ورأى الشاعر نايف الرشدان أن استلهام وتوظيف العبارة القرآنية أضاف قيمة فكرية وجمالية للقصيدة، وأعطى الشاعر قدرةً شعرية فذة ظهرت في بعض الصور الشعرية الجميلة في القصيدة· وقال د· صلاح فضل إن الشاعر يأتي في مطلع القرن العشرين لينتزع لقب شاعر الحزن من الشاعر صلاح عبد الصبور، فحزنه نبيل وإرثه ثقيل وشعريته مكثفة، وقصيدته معجونة بالحس الديني والعبارات القرآنية والهم القومي تجدر بالفرح· لكنّ د· علي بن تميم أخذ على النص أنه يقدّم وجهة نظر أحادية جداً، ويستدعي مجموعة من الاستدعاءات التاريخية والدينية، ليستخدمها في سياقات لا مبرر لاستدعائها فيها، إلى جانب كسور إيقاعية وردت في النص، ورأى د· عبد الملك مرتاض أن القصيدة تقع بين الفهم و''اللا فهم''، ولغتها المعجمية في غاية النقاوة وإن جاءت الصور تبشيعية تخدم الموضوع الناقم· أحزان العراق وقرأ الشاعر حازم رشك التميمي قصيدته التي غنّت أحزان العراق ودعت إلى وأد الفتنة في ربوعه وعودة الحياة إليه، فاعتبرها الشاعر نايف الرشدان لحناً للفرات يحلق بالمستمعين إلى فضاءات الخيال، فكان الشاعر شاعراً بحق امتلك قدرة تصويرية فائقة· ورأى د· صلاح فضل أن الشاعر يعيد إلى الشعر قوته بأصالة وإبداع عظيمين، في مقاطع بالغة القوة من الشعرية وكثافة الصورة تضع الشاعر في مقام شعري رفيع· واعتبر د· علي بن تميم أن القصيدة تستعيد قصيدة الجواهري، تجعل من الضعف صورة شعرية قوية بدلالات دينية ذات بعد شعري وإنساني، استطاع فيها الشاعر أن يقلب المنظور الشعري عند المتنبي الذي انشغل الآخر به، فانشغل هو بالآخر· ورأى د· عبد الملك مرتاض أن القصيدة تحكي مأساة العراق في تشكيل شعري جميل ولغة شعرية جديدة، فيها تناص مع المتنبي والحطيئة، واستلهام من صور القرآن الكريم بلغة فنية تنهض على توظيف سيميائية الألوان بشكل ذكي جداً، وتصوير بديع· وطني وقرأ الشاعر مريّع علي سوادي قصيدة ''وطني'' التي رأى د· علي بن تميم أنها لم تستطع رسم صورة حاكمة لبنية الوطن الذي يخاطبه الشاعر في القصيدة، إذ بدا منفصلاً عن صورة الوطن التي يحاول رسمها· أما د· عبد الملك مرتاض فرأى أن لغة الشاعر فيها سمات عابقة من الورد والرحيق، وسائلة من الغيث، وفيها من سمات الزينة ''سوار، تخضب'' كأنها أضواء تتلألأ وعطور تعبق، في نقاوة لغة وبراعة تصوير وجمال إيقاع ، وأشاد الفنان غسان مسعود بتجربة الشاعر العميقة واستحضاره الوطن بما يساهم في بناء قيم معرفية تنضح بالجمال والوفاء، ورأى د· صلاح فضل أن القصيدة تتمتع بالحلم بالمطلق ولا تتمثل بالواقع لتحلم بالمستقبل، فالشاعر يعشق وطناً نموذجياً لا وجود له في الأرض يرسمه بلغة شعرية مكثفة جميلة، وإن وجب برأي د· صلاح فضل أن يتحلى النص بشيء من الشجاعة لقول ما يجب قوله في أوطاننا العربية، بدلاً من إنشاد قصيدة تهدهد للأوطان ولا تشير إلى جراحها· نصير شمة حلّ العازف العراقي المبدع نصير شمة ضيفاً على الأمسية فزيّنها بطرب أصيل وعزف لمقطوعات موسيقية جمعت بين الموسيقى الكلاسيكية والحديثة في مواءمة جميلة بين الشعر والكلمة والموسيقى واللحن، في ليلةٍ من ألف ليلةِ شعرٍ جميل وطرب أصيل· حضور كبير للجاليات شهدت الحلقة حضوراً كبيراً للجاليات من مختلف الدول العربية لتشجيع الشعراء ومنها السعودية، ومصر، وموريتانيا، وسلطنة عمان، وسوريا، والعراق، وتونس، والإمارات، والمغرب· هيئة أبوظبي للتراث يذكر أن برنامج ''أمير الشعراء'' تدعمه وتنتجه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وتنفذه شركة بيراميديا، ويتم بثه عبر قناة أبوظبي يوم الجمعة من كل أسبوع الساعة العاشرة مساءً، ويُعاد بثه السبت الساعة 9,30 صباحاً، والأحد الساعة 9,45 مساءً، والثلاثاء الساعة 3,30 عصراً بتوقيت أبوظبي، إضافة إلى بثه عبر قناة ''أمير الشعراء'' التي تبث فعاليات المهرجان والمسابقة على مدار 24 ساعة على تردد 11804 ميجا هيرتز على القمر الاصطناعي ''عرب سات'' استقطاب أفقي الترميز 27500 التصحيح · مسرح ''شاطئ الراحة'' يستقبل الجمهور العام يوم بث الحلقة حتى الساعة 8,30 مساءً· القلب والعقل اختتمت الأمسية بقراءة الشاعرة هدى السعدي لمقاطع شعرية أسمتها ''جدلية بين القلب والعقل''، اعتبر د· عبد الملك مرتاض أنها استعملت فيها لغة شعرية جميلة أفسدتها بشيء من التأليفية، حيث استخدمت لغة العلماء لا الشعراء، وطرحت جدلية حافلة بالتباين والثنائيات الضدية والصور البديعة في استحضار لبعض الموشحات الأندلسية، وإن كان الموضوع عتيقاً ومطروقاً قبلاً، فإن التنويع خدم النص وجمّل إيقاعها، وشهد للشاعرة بالقدرة على التحكم بلغتها الشعرية· بينما رأى الفنان غسان مسعود أن الشاعرة جمعت في نصها بين المسرح والشعر واتجهت إلى المسرح الشعري عبر استحضارها الحوار بين الأصوات المتعددة، وهي طريقة غير مستحبة في الشعر المسرحي برأيه، أما الشاعر نايف الرشدان فقد أشاد بالفكرة الفلسفية في النص، إلى جانب الصور الجميلة وما قدمته من لغة باذخة وصور فارهة دلّت على شعرية حقيقية تمارس التعب اللذيذ الذي ينتج قامات شعرية· وأشار د· صلاح فضل إلى أن الشاعرة بحاجة إلى أن تستكمل أنوثتها في القصيدة بدلاً من أن تقف موقفاً متوازناً بين القلب والعقل، واعتبر د· علي بن تميم أن ثنائية القلب والعقل أوقعت الشاعرة في إشكاليات عدة، وقادتها إلى مشكلات ''جنسوية''، حيث نسبت القوة والذكورة للعقل، والأنوثة والضعف للقلب·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©