صحيفة بريطانية: "سالك" نجح في فك الاختناقات المرورية بدبي

أشادت صحيفة ''ميد'' البريطانية بمشروع ''سالك'' ووصفته بأنه نموذج يحتذى في مدن منطقة الشرق الأوسط، وقالت إن ''سالك'' يعتبر أحد أكثر المشاريع جرأة في تاريخ النقل في منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه بمقتضى هذا النظام تم فرض رسوم في الأول من يوليو الجاري على السيارات التي تستخدم جزءاً بطول 30 كيلومتراً من الطريق العلوي الرئيس في دبي والممتد من الجانب الغربي لجسر القرهود وحتى تقاطع مول الإمارات في منتصف الطريق الى جبل علي· وكما ورد في ميد فإن نظام (سالك) يتطلب عرض بطاقة الكترونية مسبقة الدفع على شاشة يتم بموجبها استقطاع الرسم في كل مرة تمر فيها السيارة تحت إحدى البوابتين وبكلفة 4 دراهم (1,07 دولار) بينما يتم فرض عقوبات مالية مشددة على المخالفين· وذكرت أن الرسوم على الطرق شائعة في الولايات المتحدة الأميركية وليست أمراً معروفاً في أجزاء العالم الأخرى· لذا فإن نظام (سالك) يعتبر أمراً فريداً من نوعه في المنطقة وغير معتاد بكل المقاييس· إلا أن أول اختلاف جوهري بينه وبين غيره من النظم المشابهة يكمن في الإيرادات· إذ أن الأموال التي تحصل عبر رسوم الطرق والجسور عادة ما تستخدم في تمويل عمليات إنشائها وصيانتها· أما في حالة (سالك) فإن هذه الأموال تستخدم في تمويل بناء الطرق الأخرى في جميع أنحاء إمارة دبي· لذا فهو أشبه بضريبة عامة للطرق أكثر منه طريقة لتمويل المشاريع وسوف يعمل على استدرار مبلغ بحوالى 150 مليون دولار سنوياً· وفي عام 1975 أصبحت سنغافورة أول مدينة في العالم تفرض رسوماً على ازدحام الحركة المرورية عبر دفع أموال في أوقات محددة وفي مناطق بعينها· أما لندن فتعتبر الأكبر مساهمة في هذا النظام حيث بدأت العمل به في عام 2003 وتمت توسعته ليشمل مناطق أخرى في عام ·2007 وأوضحت الصحيفة معظم سكان مدينة دبي يعتقدون أن النظام الجديد عمل على زيادة سرعة الحركة المرورية وقلل من كميات التلوث بينما لا زال النظام يثير غضب الآخرين· ولكن أكثر ما يجعل نظام دبي مختلفاً عن تلك التي توجد في مدن أخرى فيما يختص برسوم الازدحام أن السكان هنا ليست أمامهم بدائل أخرى إذ لن يتم افتتاح خط المترو إلا بحلول سبتمبر عام 2009 كما أن شبكة حافلات دبي لا تمتد إلا في مناطق محدودة· لذا فعندما بدأ العمل في مشروع (سالك) قبل نحو شهر من الآن فقد عمد الأشخاص الراغبين في تجنب دفع الرسوم الى استخدام طرق فرعية أخرى عوضاً عن ذلك، لذا فقد شهدت الحركة المرورية شارع الشيخ زايد هدوءاً ملحوظاً، بينما أصبحت الطرق الفرعية الأخرى أكثر ازدحاماً من ذي قبل، إلا أن هنالك العديد من الأشخاص الذين باتوا يعتقدون بأن المشروع قد حقق نجاحات باهرة في فك الاختناقات المرورية· وفي الوقت الذي يخطط فيه لتمديد العمل بالمشروع بحيث يستحق المزيد من المناطق النشطة بالحركة في دبي فقد عكفت مناطق أخرى في الشرق الأوسط على دراسته وإمكانية العمل به· وفي ظل الازدهار المتسارع الوتيرة الذي تشهده كبريات المدن الخليجية فإن الاستثناء ربما يصبح أمراً اعتيادياً في وقت يواجه فيه المخططون للمناطق الحضرية تحديات تتمثل في ازدياد أعداد السكان والمتجولين في الطرقات بالملايين في كل يوم· لذا فإن فرض رسوم على الطريق يعتبر بلا شك جزءاً من الحل· ولم يعد السؤال يتعلق بعما إذا كان سيتم تعميمه في المنطقة، وإنما بمتى وكيف سيتم ذل؟·