بعيداً عن غول التضخم قطر تنوع محافظها الاستثمارية

نشرت صحيفة ذي وول ستريت جورنال مؤخراً تقريراً تحليلياً جاء فيه أن دولة قطر ذات المساحة المتواضعة والتي تشتهر بإنتاجها ومخزونها الكبير من الغاز الطبيعي، أصبحت تمتلك شهية مفرطة لعقد الصفقات الاستثمارية الضخمة على المستوى العالمي· وكانت صفقة الاستحواذ على متاجر سينسبوري البريطانية للسوبرماركت الأسبوع الماضي والتي بلغت قيمتها 21 مليار دولار من خلال مجموعة صناديق استثمارية تديرها الحكومة القطرية، قد مثلت آخر إشارة على أن بلدان الخليج العربي التي تمتلك 1,5 تريليون دولار فوائض مالية، بدأت تشمر عن عضلاتها في السواق العالمية· وأصبحت الحكومات عبر العالم أجمع تهتم بالعوائد الاستثمارية السريعة لمخزونها من الأموال الأجنبية، كالاستثمار في الأسهم أو والسندات أو الأسواق العقارية؛ وهو التحول الذي ينتظر أن يغير الاستراتيجيات الاستثمارية السائدة في أسواق المال العالمية وبما يدفع أسعار الأسهم إلى الأعلى· ورغم أن الهيئة القطرية للاستثمار الأحدث بين العديد من الأذرع الاستثمارية لدول الخليج العربي، فأنها عرفت كيف تسرع الخطى وتحفر اسمها البارز في الأسواق العالمية بما أظهرته من قدرات اقتحامية تجلّت بوضوح في كل من استراتيجياتها واهدافها· ولم تكن صفقة سينسبوري إلا نموذجاً معبراً عن قوة طموحاتها على المستوى العالمي·ونقلت سيندير عن الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني رئيس الوزراء القطري قوله: ''لو أننا عمدنا إلى الاستثمار بأسلوب الودائع المالية وحصلنا على فائدة تقدر بنحو 4 بالمئة، فإن التضخم سيلتهم أرباحنا· ولهذا، نحن نحتاج في الحقيقة إلى استثمارات ذات عوائد مرتفعة؛ ويتعيّن علينا أن نكتشف طريقة نتمكن بواسطتها من اقتحام الدورة الدولارية وتحقيق الأرباح المشجعة· ويمكن القول أننا أصبحنا الآن في مركز رائد فيما يتعلق باكتشاف الأدوات الاستثمارية الجديدة''· واليوم، ينشغل 40 خبيراً من العاملين في الهيئة القطرية للاستثمار على إدارة محفظة استثمارية تفوق موجوداتها السائلة 50 مليار دولار· وبالرغم من أن هذا المبلغ لا يمثل إلا كسراً بسيطاً من المحفظة الاستثمارية السائلة لبلدان الخليج فأن من الأرجح أن تزداد قيمة أصولها على نحو سريع طالما أن قطر تتحكم بأضخم مخزون من الغاز الطبيعي في العالم أجمع· وكل أسبوع تقريباً، تجد الهيئة القطرية للاستثمار منفذاً جديداً لاستثمار مليار دولار؛ وهذا الرقم سيتضاعف بسهولة بحلول عام 2012 وفقاً لما يقوله محللو وخبراء الهيئة·ونقل التقرير عن زبيد أحمد نائب رئيس قسم الاستثمارات المصرفية فرع الشرق الأوسط لمؤسسة مورجان سيكيوريتيز المتخصصة بدراسة الاستثمارات المالية قوله: تحتكم قطر على قدرة بالغة على الصمود· وفيما تفضل العديد من الهيئات الاستثمارية التعامل عن طريق وسطاء وخبراء في مجال عقد الصفقات، فإن كبار مسؤولي الهيئة القطرية للاستثمار لطالما أكدوا أنهم يفضلون عقد الصفقات بشكل مباشر· وأشار التقرير إلى أن قطر تفضل أن تربح سنوياً 15 بالمئة على الأقل من قيمة المحفظة الاستثمارية التي توظفها في أي مجال من المجالات·