انتشار الفيديو عبر الإنترنت

أفادت إحصائيات نشرت نتائجها مؤخراً أن واحداً من كل خمسة أميركيين يحرصون على مشاهدة أفلام الفيديو عن طريق الإنترنت· ولم يكن هذا التحول ليتحقق لولا التطور الكبير الذي طرأ على تقنية التوصيل بالإنترنت بتقنية الحزمة العريضة التي جعلت الصور المتعاقبة لأفلام الفيديو تتدفق بالسرعة الكافية لمشاهدتها بوضوح ومن دون انقطاع على شاشة الكمبيوتر أو الموبايل· ولقد رافق هذا التطور في تقنيات الاستقبال والعرض، تطور كبير في محتوى الشبكة من الأفلام والأغاني المصورة والتحقيقات المتعلقة بالطبيعة فضلاً عن نشرات الأخبار المصوّرة والأحداث الرياضية· وتبيّن أيضاً من خلال نتائج هذه الدراسة المهمة التي اشترك في إنجازها كل من مؤسسة ''بيو إنترنت'' و''أميريكان لايف بروجيكت'' أن صغار الشبّان الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و15 عاماً هم الأكثر تعلقاً بهذه التقنية الجديدة؛ وغالباً ما يتابعون المواد المعروضة لاسلكياً عن طريق الموبايل أو اللاب توب أو الكمبيوتر الشخصي المكتبي وخاصة الأغاني المصورة بينما تهتم الشرائح الاجتماعية الأكبر عمراً بمتابعة الأخبار· وفي اليوم العادي، يتابع 19 بالمئة من الأميركيين نوعاً من أنواع عروض الفيديو· وتقول الدراسة أن نشرات الأخبار المصوّرة احتلت المرتبة الأولى من اهتمامهم، تليها الأفلام السينيمائية والعروض الكوميدية· وأشارت ماري مادين التي تعمل رئيسة لقسم البحث الاجتماعي في مؤسسة ''بيو'' إلى أن شركات البث التلفزيوني للأخبار التي كانت سبّاقة لطرح مواد الفيديو المصوّرة للتناقل عبر الإنترنت (دي أس أل) أو اللاسلكي (واي ماكس)، أصبحت سبّاقة أيضاً في حصد العوائد المالية من تقديم هذه الخدمة؛ وهي التي عرفت قبل غيرها كيف تستفيد من فكرة تقديم أفلام الفيديو بهذه الطريقة السهلة والمريحة· إلا أن التزايد السريع في الإقبال على الاشتراك بموقع ''يوتيوب'' الذي اشترته شركة جوجل في شهر نوفمبر الماضي والمتخصص في عرض الفيديو اللاسلكي عبر الموبايل، أضاف أعداداً كبيرة من الشبان إلى قائمة متابعي الأفلام بواسطة الأجهزة اليدوية والثابتة· وأظهرت تفاصيل الدراسة أيضاً أن نصف مشاهدي أفلام الفيديو الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً يتابعون الأغاني المصورة ''الفيديو كليب'' عبر موقع ''يوتيوب''، و15 بالمئة منهم يفضلون مشاهدة الأفلام عبر موقع ''ماي سبيس'' الذي تمتلكه شركة ''نيوز كوربوريشن''· وتبيّن أيضاً أن صغار الشبّان كثيراً ما يعمدون لإرسال توصيلات الفيديو عبر الإنترنت إلى أصدقائهم وأقربائهم أو يشتركون في مشاهدة العروض المتواقتة في مجموعات· وقالت مصادر شركة (بيو): إن انتشار خدمات الدخول إلى الإنترنت ذات السرعة العالية شجع الكثيرين على متابعة عروض الفيديو· ويُذكر أن العديد من الشركات التكنولوجية وخاصة شركة إنتل تتسابق لابتداع تقنيات جديدة تهدف إلى تحسين طريقة دخول مستهلكي خدمات الإنترنت بطريقة لاسلكية باستخدام الموبايل أو الكمبيوتر المحمول أو أي من الأجهزة المحمولة الأخرى بما فيها مشغلات الموسيقى وكاميرات الفيديو أو المواقع التي تبث الأفلام السينمائية أو نشرات الأخبار المصورة· وسجلت إنتل أول انتصار حاسم لها في هذا الميدان بداية العام الجاري عندما أعلنت شركة ''سبرينت نيكستيل''، ثالث أضخم شركة لتشغيل الموبايل في الولايات المتحدة، عن استثمار 3 مليارات دولار لبناء شبكة مبنية على أساس التكنولوجيا التي تتبناها إنتل· وتدعى هذه التكنولوجيا المتطورة ويماكس (Wimax), وتمثل نظاماً متقدماً يسمح للمستخدمين بالدخول إلى الإنترنت لاسلكياً من مسافات بعيدة وبسرعة تكافئ تلك التي يمكن تحقيقها عن طريق الدخول عبر الكوابل ذات وصلات الحزمة العريضة· وقد يوحي هذا التطور السريع في انتشار خدمات تقديم عروض الفيديو المحمولة على الإنترنت بتغيرات كبيرة في أسواق الوسائل الإعلامية المتعددة وربما يمثل بداية النهاية بالنسبة لدور العرض السينمائية·