الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رهينة الأخطاء الطبية

30 يوليو 2007 02:02
سأخبركم أمراً قد تضحكون عليه، لكنه يحمل بين طياته وضعاً مؤلماً نعانيه نحن المرضى والمراجعين للمستشفيات·· فقد ذهبت بأمي لأحد مستشفيات الدولة لألم أصيبت به·· وبعد التشخيص أخبرونا أنها تعاني من حالة خطيرة وحرجة وقد لا تعيش إلا أياماً أو أسابيع فقط·· فضاقت الدنيا بنا ولم نعرف ما العمل، حتى نصحنا أحد أفراد عائلتنا بالسفر الى الخارج وتلقي العلاج هناك، حتى وإن كانت حالتها متأخرة سنقوم بعلاجها لآخر فلس نملكه عل وعسى يكتب الله لها الشفاء·· وعند وصولنا لتلك الدولة الأوروبية قابلونا أحسن مقابلة وسهلوا أمورنا كلها وقاموا بعمل فحص شامل لها·· وبصراحة كنا نضع أيدينا على قلوبنا مخافة أن يقال لنا (ارجعوا لبلدكم·· فلا علاج لها عندنا)، لكن المفاجأة التي عقدت لساننا أن الوالدة لم يكن بها ذاك المرض الخطير الذي أخبرونا به·· وكل ما كانت تعاني منه مشكلة بسيطة بالكبد تذهب بالعلاج·· وبالفعل تم إعطاؤها الأدوية المناسبة وشفيت ولله الحمد· ومرت فترة طويلة نسبياً بعد علاجها ثم اضطررت للذهاب الى الدكتور الذي عالجها في مستشفانا الحكومي لأخذ أوراقها الطبية·· فسلم عليّ وترحم على والدتي·· فقلت له إن والدتي ما زالت على قيد الحياة·· عندما سمع هذه الكلمة ظل يشاهدني وهو غير مصدق وغير مستوعب·· قال: هل تمزح؟ كانت حالتها متأخرة ولم نكن نظن أنها ستعيش لأكثر من أسبوع·· فأجبته أن الأعمار بيد الله وأن تشخيصكم كان خاطئاً، وهي الآن بصحة جيدة·· ولم يصدقني حتى قام من مكانه ليرى أمي القابعة في السيارة بانتظاري!!·· أرأيتم كيف أن الوضع مؤلم! الى متى سنظل رهينة للأخطاء الطبية التي تقضي على مستقبلنا وحياتنا مبكراً؟ والى متى سيستمر التسيب؟ لم لا تقوم الهيئة والوزارة باختيار أفضل الكوادر الطبية؟ فمرة يتعذر أطباؤنا بالأجهزة - رغم أنها جديدة ومتطورة - ومرة يتعذرون بأشياء واهية لا يتقبلها العقل·· بل يلقون بالخطأ على الطرف الآخر دون الاعتراف بالذنب· وللأمانة أقول إن الشباب والشابات المواطنين خريجي كلية الطب حريصون على المرضى أكثر من غيرهم، ويشخصون المرض كما هو دون اللجوء الى المبالغة أو الكذب، ولكن للأسف لا نجد لهم فرصة كبيرة، ولا يتم الوثوق بهم من الجهات المختصة، كما تثق بالأجانب·· لذا نتمنى الأخذ بيدهم ومساعدتهم لبلوغ المكانة الطبية التي يستحقونها في المحافل الدولية·· فنجاحهم هو نجاحنا ونجاح لدولتنا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©