30 يوليو 2007 02:54
صدر للشاعر العراقي هاشم شفيق عن دار نينوى للطباعة والنشر مجموعة شعرية جديدة حملت عنوان ''حميميات''، وكما يشير عنوان المجموعة، فإن الشاعر يحاول فيها أن يستعيد الذكريات الحميمة لأمكنة عبرها وأصدقاء قدامى عرفهم في عواصم كثيرة من دمشق إلى بيروت ومراكش وغيرها، ولكن بطريقة صوفية خاصة، يتلمس فيها جوهر الأشياء والعلاقات، والألفة معها· وهو بذلك لا يكتفي بتحسس سطوح الأشياء، بل يوغل عميقاً في تفاصيلها، وينظر إليها من الداخل، وكأنه يعيد اكتشافها، فيتأمل فيها ويقلّبها، لتنساب الكلمات والمفردات والصور شفيفة، تنبش بواطنها غير المرئية، وتنشرها في الشمس، فتصبح صوراً محسوسة، بعد أن كانت ظلالاً من الماضي·
مازال هاشم شفيق مخلصاً للإيقاع بمعناه التقليدي في قصائده، ولم يتخل عن الميثولوجيا شأنه في ذلك شأن جيل الستينيات، ومع ذلك فإن له أسلوبه وشخصيته الشعرية الخاصة· فالأسطورة عند شفيق ليست مجرد رموز ودلالات بل تهويم شعري، ولغته حميمية وهادئة، مسحوبة من توترها، رغم قوافيها وموسيقاها، وتنحو لإقامة وزن أكبر للنثر وإتاحة قدر أكبر من الحرية الداخلية في القصيدة· والشعر عنده بحاجة إلى موضوع، فهو ليس إنشاء أو اقتراحاً لغوياً، ولهذا تمتلك قصائده جميعاً موضوعاً محدداً وسبباً لكتابتها، بعكس الحال عند الكثير من شعراء قصيدة النثر·
مجموعته الجديدة ''حميميات'' تأتي بعد أربع عشرة مجموعة شعرية أصدرها منذ عام ،1978 وقد أحدثت مجموعته ''أقمار منزلية'' جدلاً واسعاً بين النقاد وصدى طيباً بين قرائه·
المصدر: دمشق
عدد اليوم
