الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العثور على رأس رمح ثنائي الوجه بحقل ساحل في أبوظبي

العثور على رأس رمح ثنائي الوجه بحقل ساحل في أبوظبي
17 مارس 2008 02:36
عثر أحد فنيي فريق مسح التربة في إمارة أبوظبي التابع لهيئة البيئة أبوظبي على رأس رمح ثنائي الوجه مصنوع من حجر صوان ذي اللون البني الضارب إلى الأصفر جنوب حقلي نفط ساحل وعصب في أبوظبي· وأكد خبير الآثار الدكتور هايكو كولوات أن رأس الرمح المكتشف يطابق رؤوس الرماح التي يعود تاريخها إلى العصر العربي الحجري الحديث· وقال ماجد المنصوري أمـــين عام ''الهيئة'': إنه بالرغــم من اكتشاف مصنوعات مماثلة في مناطق أخرى من صحراء أبوظبي، إلا أن هذه القطعة الوحيدة من نوعها التي تم العثور عليها بالقرب من حقلي ساحل وعصــب النفــــطيين اللذين تديرهما شركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية ''أدكــو''، مشـــيراً إلى وجــــود رأس رمح آخـــر تم العثـــور عـــليه في منطقة عرجان شمال ساحل· وأوضح أن هذا الكشف الأثري يمثل امتداداً للمنطقة التي عمرها الإنسان في العصر العربي الحجري الحديث في أبوظبي· ورأى المنصوري أن عدم العثور على مثل هذه الآثار في ساحل وعصب من قبل، يعود إلى قلة المسوحات التي تم إجراؤها في هذه المنطقة، مشيراً إلى احتمال الحصول على مصنوعات مماثلة في السهول المنخفضة ''بين الكثبان الرملية'' في هذه المنطقة، إذا تم إجراء المزيد من المسوحات الأثرية· وتمت صناعة القطعة الأثرية بصقل الوجهين· ويشيع صناعة رؤوس الرماح بهذه الطريقة في الألفية السادسة إلى الرابعة قبل الميلاد، وعليه يمكن أن تكون القطعة المكتشفة عائدة لهذه الفترة التي تسمى في المنطقة الجنوبية الشرقية من شبه الجزيرة العربية بالعصر العربي الحجري الحديث· وتشير بعض نقوشها إلى أن هذا الرأس ربما كان عائداً إلى الجزء الأول من هذه الفترة، أي في الألفية السادسة قبل الميلاد· صفات الرمح يبلغ طول رأس الرمح 3,1 سنتمتر وسمكه 0,3 مليمتر، ويصل أقصى عرض له إلى 1,8 سنتيمتر· تمت صناعة الرأس الرمح بإزالة أجزاء صغيرة من الصوان، وتشير النقوشات المتعرجة في وسط أحد الوجهين بالقرب من العنق إلى استخدام أداة للصقل والتي ربما تكون قرن غزال أو قطعة من الخشب الصلب· ونجد أن العنق أكثر سمكاً من الجسم مع ملاحظة عدم الانتظام· وتشير هذه السمة بالإضافة إلى علامات النقش على الوجهين، إلى أن الرأس ربما تعرض للكسر أثناء الاستخدام وأعيد إصلاحه للتمكن من إعادة استخدامه مرة أخرى· ومن دلائل إعادة الاستخدام الأخرى أن الشوكة على حافة أحد الوجهين قصيرة جداً فيما توجد بالحافة الأخرى شوكة واضحة وبارزة· أما الوجه الآخر فيمكن تشبيهه بالكتف لتماثل جانبيه· وإن العنق والأشواك متوسطة الحجم تشبه إلى حد كبير رؤوس الرماح الخاصة بالفترة الأولى من العصر العربي الحجري الحديث التي تم العثور عليها في دلما والكويت· ويلاحظ أن نهاية رأس الرمح غير موجودة مما يشير إلى إمكانية استخدامها لمرة واحدة على الأقل ونجاحها في إصابة الهدف· الصوان البني والمادة الخام التي يشكلها الصوان البني الضارب للأصفر ذات نوعية جيدة وربما كانت مأخوذة من المنطقة الحدودية بين الإمارات وسلطنة عُمان· وتقع المناطق المعروفة لهذا الحجر في جنوب العين وعلى امتداد الحدود مع عُمان وشمال العين وفي عدة مواقع إلى شرق الطريق السريع إلى دبي· وقد استخدمت رؤوس الرماح مع قصبات الرمح الخشبية المعروفة على نطاق واسع في شبه الجزيرة العربية والمشرق العربي ومصر القديمة· وتعمل هذه الرؤوس الحجرية على زيادة قوة الاندفاع والمقدرة على الاختراق لإصابة الهدف· ولم يتم العثور على أي قصبات رمحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أن وجود رؤوس الرماح الحجرية يشير إلى أن قصبات الرمح ربما كانت ريشية لتحسين قدرتها على الوصول إلى الهدف·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©