محمد حامد (دبي)
يمتد الصراع بين روما ولاتسيو إلى ما يقرب من 90 عاماً، حينما بدأت محاولات دمج أندية العاصمة في كيان كروي واحد يواجه قوة أندية الشمال، «اليوفي والميلان والإنتر» التي تسيطر على الكرة الإيطالية، وحاول النظام السياسي في عشرينيات القرن الماضي تمرير فكرة الدمج على أندية العاصمة، إلا أن نادي لاتسيو رفض هذا الأمر.
وعلى مدار 90 عاماً، تواصل الصراع بين روما ولاتسيو، رغم أنهما لم يحققا الكثير على الصعيد الإيطالي في ظل سيطرة أباطرة الشمال، إلا أن الخلافات مستمرة بين «الذئاب» و«النسور» على أحقية أي منهما في أن يكون واجهة العاصمة.
ومن بين مؤشرات الصراع بين الناديين أن جمهور كل منهما يتخذ من مكان بعينه في الملعب الأولمبي مكاناً له، وهو ليس مجرد مكان أو اسم لجمهور هذا النادي أو ذاك، بل يعكس الأصول التي يتمتع بهما كل منهما، فجماهير لاتسيو تحتل المدرج الشمالي، المعروف بـ «كورفا نورد»، فيما يسيطر عشاق روما على المدرج الجنوبي «كورفا سود».
الحدث التاريخي الأبرز في الصراع بين جماهير روما ولاتسيو وقع عام 1979، حينما لقي فينشينزو باباريللي، مشجع فريق لاتسيو، مصرعه على يد جماهير روما التي ألقت بمقذوف ناري تسبب في مصرعه، وهي واقعة لا تنسى لأنها الأولى من نوعها في ملاعب إيطاليا، حيث لم يسبق لمنافسة كروية بين جماهير ناديين حضور الموت فيها.
وفي 21 مارس 2004 تم إلغاء الديربي بين الفريقين بعد 4 دقائق فقط من الشوط الثاني، إثر مصرع مشجع خارج الملعب بسيارة تابعة للشرطة، وبعد أن انتشر الخبر بين الجماهير تم إلغاء المباراة، وبدأت أعمال العنف خارج الملعب، مما أدى إلى إصابة 170 شخصاً، وإلقاء القبض على 15 شخصاً، لتشتعل أجواء الديربي مجدداً.
كما ترك القائد توتي ذكرى لا تنسى في ديربي ديلا كابيتالي، بتسجيله هدفين في الديربي رقم 40، ليصبح هدافاً تاريخياً لمواجهات فريقي العاصمة، واحتفل توتي بطريقة أدهشت الجميع، وأثارت غضب جماهير لاتسيو، فقد أخذ هاتفاً والتقط لنفسه صورة «سيلفي» مع جمهور روما في مشهد لا ينسى.
ويمتد الخلاف بين جمهور روما ولاتسيو إلى مناصرة كل منهما لحزب سياسي مختلف عن الآخر، ويبدو أن الأساس في ذلك أن يكون لكل منهما توجهات مختلفة في مختلف القضايا، فأظهر أنصار لاتسيو لافتات عنصرية تنال من اللاعبين أصحاب البشرة السمراء في روما، ولم يتردد جمهور «الذئاب» في رفع لافتات تحمل إساءات عنصرية وسياسية لأنصار «النسور».
عدد اليوم
