الفوز التاريخي بـ كأس آسيا يوحد العراقيين

أهدى المنتخب العراقي لكرة القدم جماهيره المكلومة أمس انتصاراً نادراً وذا مغزى بالغ الأهمية، بفوزه لأول مرة بكأس آسيا الرابعة عشرة، ليرسم فرحة في لحظات عصيبة،ويؤكد انتصار الوحدة الوطنية على الطائفية والتعبير عن ذلك من خلال أكبر احتفالات في الشوارع بمدن العراق منذ سقوط الرئيس الراحل صدام حسين· وبكل طوائفه توحد المشهد العراقي أمس فرحاً بالفوز، ومع إطلاق صافرة نهاية المباراة في جاكرتا بإعلان فوز المنتخب العراقي على منافسه السعودي بهدف مقابل لا شيء، دوت أصوات الأعيرة النارية من بغداد إلى البصرة والنجف جنوباً وأربيل وكركوك شمالاً·· رغم أوامر السلطات والزعماء بعدم إطلاق النار في الهواء· وإزاء هذا المشهد التاريخي تراجعت أعمال العنف الطائفي· ولم يكن المشهد السياسي مختلفاً عن حالة الجماهير في الشوارع رغم الأزمة الحالية، حيث قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي: ''إن النصر الذي حققته كتيبة شيعية عربية سنية كردية (المنتخب العراقي) يشكل درساً في كيفية تحقيق النصر في ظرف يستحيل فيه الانتصار''، وأضاف ''ستظل عظمتكم في قلوب العـراقيين وسـتبقى فرحتكم أقوى وأكبر من حقد الإرهابيين''· وقرر الرئيس جلال طالباني منح لاعبي المنتخب مكافآت مالية بقيمة 10 آلاف دولار لكل لاعب قائلا ''إن اللاعبين حملوا في المباراة الكثير من معاني الرجولة والبسالة والعنفوان واستجابوا لنداء الوطن''· ودعا طارق الهاشمي نائب الرئيس الفريق لدى عودته إلى الخروج بتظاهرة سلمية أمام المنطقة الخضراء في بغداد الساسة إلى نبذ خلافاتهم والتمسك بالوحدة الوطنية· كما قررت جبهة ''التوافق'' البرلمانية إرجاء اجتماع بشأن مقاطعتها للحكومة بسبب المباراة· في وقت قال السفير الأميركي في الأمم المتحدة زلماي خليل زاد إن السياسيين العراقيين المنقسمين على أنفسهم يجب أن يتعلموا درسا من فريق بلادهم لكرة القدم المؤلف من السنة والشيعة والأكراد لأنهم تمكنوا من خلال وحدتهم من الفوز بكاس آسيا، وأضاف ''إن اللاعبين العراقيين كانوا متحدين بحق على عكس الحكومة والعملية السياسية التي تفتقر إلى الوحدة وآمل أن يتعلم السياسيون من فريق كرة القدم''·