الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حالة التأهب تغتال السياحة المغربية.. مؤقتاً

حالة التأهب تغتال السياحة المغربية.. مؤقتاً
31 يوليو 2007 01:07
بدا إبراهيم منهكاً من شدة القيظ وهو ينتظر سائحاً قد يأتي أو لا يأتي للقيام بجولة على ظهر بعير بين معالم مراكش كبرى الوجهات السياحية في المغرب· وقال إبراهيم ''20 عاماً''، الذي رفض الكشف عن اسمه الثاني، وهو يرعى جماله في أرض جرداء وسط مراكش التي يطلق عليها المغاربة اسم ''الحمراء'': ''إن عدد السياح خاصة هذا الأسبوع قل بشكل كبير فمنذ ثلاثة أيام لم استقبل ولا سائحاً واحداً''· وقد يكون من باب المصادفة أن عدد زبائن إبراهيم من السياح انخفض خلال هذه الفترة التي يشكو فيها أيضاً عدد من العاملين في القطاع السياحي بمدينة مراكش من تراجع أعداد السياح· وقالوا إنهم سجلوا انخفاضاً في شهري مايو ويونيو الماضيين بعد تفجير سبعة انتحاريين أنفسهم بأحزمة ناسفة في مدينة الدار البيضاء في مارس وابريل الماضيين· ولم يقتل الانتحاريون سوى أنفسهم وشرطياً· لكنهم يخشون الأسوأ بعد رفع المغرب الأسبوع الماضي مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى التي تشير إلى توقع هجوم وشيك· وذكرت وزارة الداخلية المغربية أنها حصلت على معلومات مخابرات بشأن التهديد في الآونة الأخيرة لكنها لم تذكر تفاصيل· وتشهد المنطقة حالة تأهب منذ هدد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي المتمركز في الجزائر بتصعيد الحرب ضد الحكومات في المنطقة وحلفائها الغربيين· غير أن عدداً من المسؤولين في القطاع قللوا من شأن هذه المخاوف واعتبروا انخفاض عدد السائحين في مايو ظرفي وإعلان السلطات رفع حالة التأهب موقف سليم وشفاف· وتستقطب مراكش وحدها نحو 1,5 مليون سائح سنوياً، بينما قال المغرب إنه سجل العام الماضي أعلى نسبة توافد عليه مع قدوم 6,5 مليون سائح· والسياحة المصدر الرئيسي للعملة الصعبة في المملكة، إلى جانب تحويلات المغاربة في المهجر· ويسعى المغرب الذي لا يملك مصادر طاقة ويزداد عجزه التجاري؛ لأن يجعل من السياحة قاطرة للتنمية· وبدأ المغرب منذ عام 2001 خطة لجذب عشرة ملايين سائح بحلول عام 2010 عن طريق بناء منتجعات سياحية وفنادق وتهيئة شواطئ، كما وقع في 2004 اتفاقية ''السماء المفتوحة مع الاتحاد الأوربي''· وفي حين أرجع بعض العاملين في قطاع السياحة في مراكش التراجع في الشهرين الأخيرين إلى تفجيرات الدارالبيضاء، اعتبر آخرون أن سبب الانخفاض متعلق بانشغال الفرنسيين بالانتخابات الرئاسية، حيث يتصدر الفرنسيون زوار مراكش· وذهب آخرون إلى اعتبار العاملين معاً وراء الانخفاض· وقال خليل ماجدي، رئيس إحدى وكالات السفر في مراكش والناشط في جمعيات سياحية بالمدينة، إن إعلان المغرب لحالة التأهب القصوى يشغل بالنا لان قطاع السياحة حساس ومن شانه ان يتأثر بمثل هذه الاعلانات· وقال: ''سجلنا انخفاضاً في مايو وكذلك في يونيو، والآن لا أقول إننا قلقين، لكن لا يجب التقليل من أهمية هذا الانخفاض''· وأضاف: ''يجب أخذ المعايير الضرورية لمعرفة أسباب الانخفاض''· وقال مسؤول رسمي في قطاع السياحة بمراكش، طلب عدم نشر اسمه: ''إن الانخفاض حاصل، والسلطات ترفض نشر أرقام في هذا المجال''· وأضاف ان هذا ''الانخفاض ظرفي''؛ لأنه لا يجب ''أن ننسى تأثير الانتخابات الفرنسية على توافد السياح الفرنسيين على المدينة''· وقال إن ''أحداث الدار البيضاء في أبريل قد تكون ساهمت أيضاً في انخفاض عدد السياح، لأنها خدشت صورة المغرب''·
المصدر: مراكش
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©