17 مارس 2008 02:43
أكد الدكتور سالم مسري الظاهري، مدير عام الهيئة الاتحادية للبيئة، على ضرورة التوعية بالمخاطر التي ينطوي عليها الاستهلاك غير المستدام، موضحا أهمية إعادة توجيه أنماط الاستهلاك الحالية نحو أنماط معيشة تتوافق مع متطلبات التنمية المستدامة·
وطالب باستنباط الوسائل والأدوات التي يمكن أن تحقق هذا الهدف، خاصة ما يرتبط منها برفع مستوى وعي المستهلكين لتوجيههم نحو أنماط معيشة أكثر استدامة، ولتمكينهم من تشكيل مجموعات ضغط وامتلاك الوسائل والقدرات التي تسمح لهم بنبذ كل أشكال الهدر والاستهلاك غير الرشيد لمواردنا المحدودة·
وقال إن مواجهة قضية الإنتاج والاستهلاك غير المستدام الضار بالبيئة تستدعي القيام بجهود كبيرة وفي أكثر من اتجاه في وقت واحد، نظراً لتداخل الكثير من العوامل التي تعمل على تفاقمها·
جاء ذلك خلال افتتاحه لورشة العمل حول الاستهلاك المستدام والبيئة في مدينة العين صباح أمس، التي تعقد على هامش المائدة المستديرة لاجتماع الخبراء حول الإنتاج والاستهلاك المستدام في المنطقة العربية الذي يبدأ أعماله اليوم·
ونظمها المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة في غرب آسيا وبرنامج شباب من أجل تنمية مستدامة في غرب آسيا والحكومة السويدية بالتعاون مع الهيئة الاتحادية للبيئة بالدولة·
وتهدف الورشة إلى رفع وتنمية قدرات الأعضاء في البرنامج وتوثيق أواصر التعاون بينهم في مختلف أنحاء العالم إضافة إلى تحديد أولويات العمل الإقليمي والسياسات المستقبلية لقضايا التعليم من أجل الاستهلاك المستدام·
وقال الدكتور الظاهري إنه بالرغم من مرور حوالي عقدين على بداية الجهود الدولية للتصدي لظاهرة الاستهلاك المفرط للموارد الطبيعية، وتحقيق بعض النجاحات في أكثر من منطقة، إلاّ أن أنماط الاستهلاك غير المستدام ظلت تتنامى سنة بعد أخرى نتيجة لعدة عوامل ، منها لتزايد عدد السكان وتزايد احتياجاتهم وارتفاع القدرة الشرائية للمستهلكين وتدني مستوى الوعي البيئي·
من جانبه، أشار الدكتور حبيب الحبر، الممثل الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في إقليم غرب آسيا في كلمته بالورشة، إلى أهمية التركيز على زخم الشباب ودوره الريادي في العمل على إدماج الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للتنمية وترجمتها إلى أنماط حياتية مسؤولة وبرامج عمل مستدامة·
وأكد أهمية تجسيد القيم المجتمعية الراسخة والإرث الحضاري العربي والإسلامي لمواجهة القيم غير المرغوبة وأنماط الاستهلاك التي قد تتسرب إلى إقليمنا·
ويفتتح اليوم معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه
أعمال المائدة المستديرة لاجتماع الخبراء حول الإنتاج والاستهلاك المستدام في المنطقة العربية· وتنظمه الهيئة الاتحادية للبيئة بالتعاون مع الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وإدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا·
وصرح الدكتور سالم مسري الظاهري أن الاجتماع الذي يستغرق ثلاثة أيام ، يهدف بصورة أساسية إلى استعراض المبادرات الحالية للإنتاج والإستهلاك المستدام في المنطقة العربية وتحديد الأولويات الإقليمية الأساسية للإنتاج والاستهلاك المستدام من أجل تطوير خطة عمل إقليمية·
كما يهدف إلى بحث الخطوات اللازمــة لدعـــم والمشاركــــة في ''عملية مراكش'' وتقديم الموقف الإقليمي لصياغة إطار عشري لبرامج الإنتاج والاستهلاك المستدام، بالإضافة الى تعزيز التعاـــون بين المنطقة العربية وفريق ''عملية مراكش'' والشركاء الآخرين كالمنظمات التنموية وقطاع الأعمال والمنظمات غير الحكومية·
وأوضح الدكتور الظاهري أن عملية مراكش نسبة الى مدينة مراكش المغربية التي استضافت في عام '' 2003 '' أول اجتماع دولي للخبراء في مجال الإنتاج والاستهلاك المستدام·
وهي المبادرة العالمية الرئيسية المنوط بها إيجاد الحلول والآليات الهادفة الى إعادة توجيه أنماط الانتاج والاستهلاك الحالية الى أنماط مستدامة، من خلال إطار عمل لبرامج تمتد لعشر سنوات، والتي شكلت بناء على قرارات خطة التنفيذ الصادرة عن مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة الذي عقد في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا في عام'' 2002 ''·
ودعت إلى ضرورة إجراء تغييرات جوهرية في طرق الإنتاج والاستهلاك·
تشكيل فرق عمل
أشار مدير عام الهيئة الاتحادية للبيئة أنه سيتم خلال أول أيام الاجتماع تشكيل ثلاثة فرق عمل تتكون من واضعي السياسات والمهتمين وباحثين خبراء في المجالات المتماثلة ذات الصلة تعمل بالتزامن حيث سيركز فريق العمل الأول على قضايا الشراكة ما بين قطاع الأعمال والصناعة في مجال الإنتاج والاستهلاك المستدام فيما سيركز فريق العمل الثاني على دور الحكومة في ترقية وتشجيع الإنتاج والاستهلاك المستدام أما الفريق الثالث فسيركز على قضايا التعليم والتوعية وخصائص نوعية الحياة المستدامة·
المصدر: العين
عدد اليوم
