الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

"الفرح المكبوت" ينفجر في العراق

"الفرح المكبوت" ينفجر في العراق
31 يوليو 2007 05:27
أعرب عدد من الرياضيين والمهتمين بالشأن الرياضي العراقي، عن فرحهم وسرورهم الكبيرين بحسم المنتخب العراقي نتيجة مباراته المصيرية مع نظيره السعودي والحصول على كأس البطولة في المباراة النهائية للبطولة الآسيوية، مشيرين إلى أن نتيجة المباراة كانت عادلة وفقا للمستوى الفني الذي ظهر عليه المنتخب العراقي في المباراة·· وتوج المنتخب العراقي بلقب أمم آسيا الرابعة عشرة الذي جعل الملايين من العراقيين يعبرون عن الفرح المحبوس في قلوبهم وكان يحتاج إلى من يطلق له العنان ويفتح الأبواب الموصدة عليه كل هذه السنون· واتسمت مباراة العراق والسعودية باهمية كبيرة كونها المباراة النهائية للبطولة الاسيوية لكرة القدم والتي كانت تمثل لقبا رابعا للمنتخب السعودي في حالة الفوز بها بينما مثلت اللقب الاول للمنتخب الوطني العراقي الذي لم يسبق له الفوز بمثل هذا اللقب من قبل· وقال باسم الربيعي النائب الثاني لرئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم إن فوز المنتخب الوطني العراقي في بطولة اسيا يمثل انجازا كرويا غير مسبوق للكرة العراقية التي عجزت على مدى 35 سنة من المشاركة في البطولة الاسيوية ان تحقق مثل هذا الانجاز الكبير المتمثل بالفوز بكأس آسيا الذي لم يسبقه كأس الى خزانة اتحاد الكرة العراقي بمثل قيمته المعنوية· وتابع ان المباراة أمام المنتخب السعودي كانت تنطوي على اهمية كبيرة كونها تمثل اللقاء النهائي للبطولة الاسيوية كما أنها حددت البطل الجديد للبطولة الاسيوية بعد ان شهدت البطولة الحالية تخلي المنتخب الياباني عن لقبه الذي حصل عليه في البطولة السابقة في الصين عام 2004 اثر مغادرته على يد المنتخب السعودي نفسه وهنا تكمن صعوبة المباراة النهائية التي أحد طرفيها المنتخب الذي أخرج البطل من البطولة· إمكانات عالية واشار إلى أن الامكانات الفنية العالية التي يتمتع بها كل من المنتخب العراقي ونظيره السعودي على المستوى الآسيوي، وما يضمه المنتخبان من لاعبين يمتازون بالمهارة والقدرة الكبيرة على تسجيل الاهداف امثال يونس محمود في العراق وياسر القحطاني في السعودية، جعلت المباراة مثيرة للغاية· وقال الربيعي إن المنتخب العراقي دخل المباراة النهائية بروح جديدة تختلف عن المباريات السابقة التي لعبها في البطولة لاسيما أنه كان يتمتع بمعنويات عالية من جراء النتائج الايجابية التي حققها في البطولة الآسيوية، فضلا عن امتلاك المنتخب الوطني العراقي لمواهب متميزة قادرة على تحقيق الفوز في أي لحظة من المباراة· من جانبه قال اللاعب الدولي السابق شاكر محمود إن المنتخب العراقي كان مؤهلاً تماماً لخوض مباراة كبيرة وهو يواجه المنتخب السعودي القوي الذي يضم نخبة من النجوم المميزة في التشكيلة السعودية المتجددة والتي قدمت مباراة كبيرة أمام المنتخب العراقي لكنها عجزت عن هز الشباك العراقية بفعل اغلاق المنافذ الدفاعية بشكل محكم· وأضاف كانت المباراة النهائية مثيرة جدا نظرا للاهمية الكبيرة التي تحملها فضلا عن انها كان من الصعب التكهن بنتيجتها كون أن المنتخبين العراقي والسعودي يمتلكان مقومات الفوز في المباراة بسبب ما يضمه المنتخبان من نجوم كروية لامعة قادرة على صناعة الفوز في أي لحظة من المباراة· أما اللاعب الدولي السابق سليم ملاخ المشرف حاليا على تدريبات منتخب الناشئين فذكر أن المستوى الذي ظهر عليه المنتخب العراقي خلال مباريات البطولة بما فيها المباراة النهائية أمام المنتخب السعودي كان قد حظي بقبول الجماهير الكروية في العراق ولذلك كان التفاعل الذي اظهره الشارع الرياضي في العراق مع المنتخب الوطني العراقي كبيرا لاسيما ان هذا المنتخب حقق للعراق اغلى انجاز في تاريخ كرة القدم في العراق· وأشار إلى أن المنتخب العراقي بدا البطولة بتشكيلة غير ثابتة·· وكان هناك عدم استقرار في التشكيلة الاساسية للمنتخب العراقي·· وبرغم ذلك فإن المنتخب العراقي تمكن من التواصل بثبات في البطولة من خلال النتائج الايجابية التي حققها امام منتخبات تايلاند واستراليا وعمان وفيتنام وكوريا الجنوبية ليصل في الاخير الى المباراة النهائية للبطولة والتي ظهر خلالها بأعلى درجات الانسجام والتفاهم والقدرة على تحقيق الفوز حتى توقع الكثيرون وبعد اول ربع ساعة من المباراة ان المنتخب العراقي سيحسم المباراة لصالحه وهذا ماحدث فعلا بعد الهجمات الكثيرة التي شنها اللاعبون العراقيون على مرمى الحارس السعودي ياسر المسيليم· وقال ملاخ إن المنتخب العراقي كان قادراً على تحقيق الفوز على المنتخب السعودي بعد ان استفاد من الاخطاء التي وقع فيها خصمه وبالتالي حافظ على عامل الانسجام الذي ظهر بين اللاعبين فضلا عن معرفته كيفية استثمار الوقت من اجل تحقيق هدف الفوز الذي جلب كأس البطولة للمنتخب العراقي وهذا هو حلم بحد ذاته لم يكن بالحسبان قبل الاشتراك في البطولة الآسيوية· وكانت أول مباراة بين العراق والسعودية جرت في 22 آغسطس عام 1975 في تصفيات دورة مونتريال الأولمبية التي انتهت بفوز السعودية بهدفين مقابل لاشي· والمباراة التي فاز بها المنتخب العراقي على السعودية في نهائي اسيا كانت تحمل الرقم 31 مباراة على مدى اللقاءات العراقية السعودية·· وتمكن خلالها المنتخب العراقي من الفوز على السعودية 13 مرة في تاريخ اللقاءات العراقية السعودية، فيما فاز المنتخب السعودي على العراق في 9 مباريات وكان التعادل بين المنتخبين قد تكرر في 9 مباريات· وخلال اللقاءات العراقية السعودية سجل منتخب العراق 57 هدفاً في المرمى السعودي، فيما اهتزت الشباك العراقية 19 مرة من قبل المنتخب السعودي· وكان المنتخب العراقي لعب في الدور الاول ضمن المجموعة الاولى لبطولة كأس أمم آسيا والتي ضمت الى جانبه منتخبات تايلاند واستراليا وعمان وتمكن من اجتيازها وتصدرالمجموعة برصيد خمس نقاط من تعادلين وفوز واحد، وجاءت نتائجه بتعادل امام منتخب تايلاند بنتيجة (1/1)، ثم الفوز على استراليا بنتيجة (3/1)، وتعادل في المباراة الثالثة سلبيا مع المنتخب العماني، وفي الدور ربع النهائي فاز على منتخب فيتنام (2/ 0) ثم الفوز على المنتخب الكوري الجنوبي بفارق ركلات الترجيح ( 4/3) بعد التعادل السلبي بين المنتخبين · وكان المنتخب الوطني العراقي قد سجل اول ظهور له في بطولات كأس الامم الآسيوية في العام ،1972 في البطولة التي اقيمت في بانكوك ولم يسجل المنتخب العراقي في بطولات أمم آسيا نتيجة ايجابية على مدى خمس مشاركات سابقة وصل فيها الى النهائيات اعوام 1972و 1976 و1996 و2000 و،2004 وكانت أفضل نتيجة هي المركز الرابع في البطولة التي اقيمت في طهران عام ·1976 ووصل المنتخب العراقي الى نهائيات البطولة الاخيرة، بعد تصدره لفرق المجموعة الخامسة التي ضمته الى جانب منتخبات الصين وسنغافورا وفلسطين وجمع خلالها 11 نقطة وتفوق العراق على الصين بفارق الاهداف· وقاد المنتخب العراقي في البطولة الآسيوية الحالية المدرب البرازيلي جورفان فييرا، الذي ينتهي عقده مع الاتحاد العراقي لكرة القدم في 31 من يوليو· رسالة شكر وتقدير للأسود احتفل العراقيون في العاصمة بغداد التي فرض عليها حظر التجوال خشية تعرض الالاف من انصار المنتخب الى حوادث مؤسفة، في المقاهي التي احتشدوا فيها لمتابعة المباراة النهائية لكأس اسيا 2007 ولم تصمد اللوائح التي اعلنتها السلطات الحكومية بعدم اطلاق النار في حال فوز المنتخب العراقي حيث قام عدد كبير من العراقيين في بعض المناطق من العاصمة باطلاق النار، وسمع ازيز الرصاص في الكثير من الاماكن ابتهاجا بفوز المنتخب العراقي على السعودية (1-صفر) في نهائي كأس اسيا· وفي احدى مقاهي منطقة الكرادة قال سرمد رحيم ''بعد الاعلان عن حظر التجوال وجدنا من الانسب ان نجتمع في هذه المقهى لنعبر عن فرحنا في مثل هذه المناسبة النادرة وكان لدينا شعور بفوز منتخبنا''· واضاف رحيم ''لم نعش مثل هذه الفرحة وهذا الزهو العراقي الذي صنعه لاعبو منتخبنا في واحدة من اروع الملاحم الكروية التي عكست ارادتنا للمضي بالحياة صوب الانتصارات وازالة الهموم واثار الدمار''· وكان المنتخب العراقي توج بطلا لكاس اسيا لاول مرة في تاريخه بعد فوزه على نظيره السعودي في العاصمة الاندونيسية جاكرتا· واعتبر حيدر مصطفى ''الان من حقنا ان نفرح بهذا الانتصار الذي سطره ابطال المنتخب وهم يمنحونا الفرح الذي لم نناله في الاوقات الماضية التي عانينا فيها كثيرا''· واضاف ''لم يقدم لنا مثل هذا الفرح مثلما قدمه لنا هدية لاعبو المنتخب وهم يجسدون للعالم قدرتهم على صنع الفوز والانتصار، وكنا نتمنى ان نعيش مظاهر الفرح في الشوارع الرئيسة والساحات العامة لكن حظر التجوال حدد من هذه الامنيات''· ووجد زميله غسان عبد الحسين ان الاحتفال في هذا المكان ''لا يقل شانا عن اي مكان اخر ففي كل مكان يمكن ان نعبر عن مشاعر الفوز''· وفي منطقة الصالحية من جانب الكرخ حيث يوجد اكبر المجمعات السكنية خرج الشباب الى الساحات المقابلة للمجمع وهم يحتفلون بالانتصار الكروي رافعين الاعلام العراقية وصور لاعبي المنتخب وطافوا بها ارجاء المجمع· وقال محمود حسنين ''هذه فرصة طيبة لنا لنعيش افراحا قلما نعيشها بسبب الازمات لكن كرة القدم قدمت لنا عبر منتخبنا افراحا ولحظات سعيدة من حقنا ان نعيشها ونثبت للعالم بأننا ابطال في الحياة والرياضة وكرة القدم''· واوضح هيثم احمد (22 عاما) ''لا يسعنا الا ان نقول لمنتخبنا ولاعبينا شكرا لما قدمتموه لنا من فوز مقرون بالفرح والنشوة بدلاً من الآلام التي نعيشها في كل لحظة، لكن هذه المناسبة ستزيل الكثير من همومنا''· وخلافا لما شهدته العاصمة من حظر للتجوال انطلقت جموع العراقيين في المدن ابتهاجا بفوز منتخب بلادهم، ففي مدينة البصرة، 550 كلم جنوب البلاد، خرج الآلاف من العراقيين في احتفالات صاخبة· وفي مدينة اربيل (350 كلم شمالا) والتابعة لاقليم كردستان العراق تجمع انصار المنتخب العراقي في مركز المدينة محتفلين بفوز منتخب بلادهم بكاس اسيا وبدأت طوابير المشجعين بالتوافد على منطقة ''مول سيتي'' الشهيرة لاحياء الاحتفالات التي من المتوقع ان تستمر حتى ساعات متأخرة من الليل· وفي مدينة النجف جنوب البلاد خرج الآلاف من مشجعي المنتخب الى الساحات العامة حاملين صور لاعبي المنتخب واعلام العراق، فيما طافت طوابير المركبات شوارع المدينة ابتهاجا بالفوز الكروي التاريخي الذي حققه العراق· رويترز: بسمة على شفاه وطن في تعليقها على أحداث النهائي قالت وكالة ''رويترز'' لقد أنجز المنتخب العراقي مهمة بدت مستحيلة وتغلب على نظيره السعودي بهدف دون مقابل ليحرز كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم خلافاً للتوقعات ويرسم بسمة على شفاه وطن مزقته الحرب· أحرز يونس محمود قائد المنتخب العراقي هدف اللقاء الوحيد في الدقيقة 71 عندما ارتقى عالياً ولعب ضربة رأس سكنت شباك الفريق السعودي من عرضية متقنة لعبها هوار ملا محمد· وكانت السعودية تسعى إلى أن تصبح أول فريق يحرز اللقب الآسيوي أربع مرات لكن الفريق العراقي دانت له السيطرة على مجريات الأمور في لقاء اليوم· وهذا النصر الرياضي الذي حققه منتخب العراق لم يخلب ألباب المهتمين بالرياضة في جميع أنحاء العالم فحسب بل إنه ساعد على توحيد دولة مزقتها الحرب وشعب يعاني ويلاتها· 1,5 مليون عراقي يحتفلون في سوريا خرج الآلاف من اللاجئين العراقيين الى شوارع العاصمة السورية دمشق مرددين الهتافات لبلادهم احتفالا بالفوز ولوح حوالي ثلاثة آلاف لاجئ بالعلم العراقي ورفعوا صورا للرئيس السوري بشار الاسد في شوارع جارامانا جنوب دمشق عقب انطلاق صافرة الحكم بانتهاء المباراة في العاصمة الاندونيسية جاكرتا· وتستضيف سوريا حوالي 5ر1 مليون لاجئ عراقي أغلبهم في دمشق· وقال علي كيون 24 عاما من بغداد والذي يقيم في سوريا منذ أربعة أعوام ''إنني سعيد للغاية بفوز العراق وأتمنى أن يفوز هذا الفريق على الدوام''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©