الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الصوفيون في ليبيا يحتفلون بالمولد النبوي

الصوفيون في ليبيا يحتفلون بالمولد النبوي
6 فبراير 2012
طرابلس (رويترز) - نظم الصوفيون في ليبيا مسيرة استعراضية في قلب العاصمة طرابلس أمس الأول للاحتفال بالمولد النبوي في تحد للسلفيين الذين كانوا يضغطون من أجل إلغاء هذا الاحتفال الذي يعود إلى عدة قرون. وردد المشاركون في المسيرة الأناشيد الدينية على وقع دقات الطبول والصنوج النحاسية واكتظت بهم الأزقة الضيقة للمدينة القديمة احتفالا بالمولد النبوي الذي يعد الحدث المفضل للصوفيين. وهذه الاحتفالات هي الأولى بعد سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي في اغسطس. وكان القذافي يضع الدين تحت رقابة مشددة خلال حكمه الدكتاتوري الذي استمر 42 عاما. ومضت الاحتفالات قدما رغم المخاوف من احتمال مهاجمة السلفيين المتشددين للمشاركين في المسيرة باعتبار الاحتفال بدعة. وأصبح التوتر بين الصوفيين والسلفيين عامل انقسام رئيسيا في السياسة الليبية في الوقت الذي تبدأ فيه الأحزاب في التشكل لخوض انتخابات حرة في يونيو . وقال محمد عارف وهو مدرس أحياء “لقد قاتلنا الطاغية (القذافي) لأنه كان دكتاتورا ولا نريد أي شخص مثله يحكمنا مرة أخرى” مضيفا “نحن الأكثرية”. وقال محمد الاشهب وهو شيخ في مدرسة دينية حيث تجمع المشاركون في المسيرة إن هناك أقل من 2000 من الإسلاميين المتطرفين في ليبيا مضيفا أن “كل المواطنين العاديين ضد أفكارهم”. وفي احدى الليالي في الشهر الماضي هدم متطرفون جدار جبانة قديمة في مدينة بنغازي بشرق ليبيا ودمروا مقابرها وأخرجوا رفات 29 من الحكماء والعلماء الذين يحظون باحترام. كما هدموا مدرسة صوفية قريبة. وقال جميل عبد المحيي “استغل المتطرفون غياب النظام” مضيفا “من يعملون في الظلام إما الخفافيش أو اللصوص. انهم جبناء.” واعرب هشام الكريكشي نائب رئيس مجلس بلدية طرابلس عن ارتياحه لأن المسيرة جرت بسلام رغم المخاوف من عمليات انتقامية من جانب المتشددين الذين نشروا كتيبات في الأيام الأخيرة تحث الناس على عدم المشاركة في الاحتفال بالمناسبة.وقال في أحد الأسواق الرئيسية حيث اغلق تجار الذهب وباعة الملابس متاجرهم في هذا اليوم “هذا أمر قائم منذ 14 قرنا ليس بالإمكان منعه”. وبدأت الاحتفالات بطقوس صوفية في مدارس إسلامية تقليدية في البلدة القديمة. وفي أكبرها في الزاوية الكبيرة ردد رجال الأناشيد الدينية في غرفة معبقة بالبخور في حين وزع آخرون حليب اللوز والبسكويت على من هم بالخارج. وفي إحدى المراحل تدفق المشاركون في المسيرة على ساحة الشهداء وهي الساحة الخضراء سابقا التي كان القذافي يستخدمها لإلقاء خطب أمام أنصاره. وحتى لو مرت عطلة المولد النبوي بدون حوادث، فإن زعماء الصوفية يقولون إنهم ما زالوا يشعرون بالقلق لان الكثيرين من المسؤولين الدينيين فيما بعد القذافي لديهم ميول سلفية ويعينون أئمة ذوي فكر مشابه للمساجد في أنحاء البلاد. ويضيفون أن الدعوة السلفية منتشرة أيضا على التلفزيون الليبي والإذاعة الأمر الذي يثير مخاوف بين الصوفيين من انهم محاصرون وسط شكل جديد الإسلام السياسي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©