الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

آمنه النصيري: أحب العمل التلقائي وإن اقترب من الطابع الطفولي

آمنه النصيري: أحب العمل التلقائي وإن اقترب من الطابع الطفولي
31 يوليو 2007 02:55
الناقدة والتشكيلية اليمنية الدكتورة آمنه النصيري ترسم قمراً من الياسمين ، وتغوص في عمق التراث لتعيد قراءته بعفوية وجمالية جديدة ، ثم تنتقل إلى مرحلة متقدمة حيث تتأمل العالم من منطلق وعي اجتماعي، تضفي عليه القراءات والتأملات الفلسفية مذاقاً خاصاً عجيباً · '' الاتحاد'' التقتها في العاصمة الأردنية عمان حيث كانت تشارك في مهرجان للفن التشكيلي وكان معها الحوار التالي: الأطر الفنية ؟ما هي الأطر الفنية والرؤية لديك ؟ ؟؟ منذ كنت أدرس التخصصات النظرية في أكاديمية الفنون ، كنت أمارس فن الجرافيك ، وأشتغل على تقنيات جرافيكية محاولة إنتاج السائد في العالم، بمعنى إنتاج نصوص بصرية قريبة مما هو منتج في العالم بحيث لا أشعر أنني أقل مستوى من زملائي ، لكنني منذ عدة سنوات بدأت أشعر أن هذه التقنية لا تعجبني ، وأنني بحاجة إلى ممارسة اللون أكثر، لأن اللون يكون دوره ثانوياً في فن الجرافيك، وقد شعرت أن هناك نوعاً من المغالطة مع النفس، حيث إنني أحب العمل التلقائي، وحتى إن كانت التلقائية قريبة من الطابع الطفولي ، وحيث إنني أحب الألوان بشدة، بدأت أشتغل على اللون بالفعل، حيث أنتجت سلسلة من الأعمال الملونة ، وأقمت معرضاً ناجحاً، وكان خطوة أولى في هذا المجال، بعد ذلك أقمت عدة معارض خلال السنوات الماضية ، ثم تتطورت التجربة باتجاه ممارسة لونية أيضاً، ولكن بأحجام كبيرة، وضمن تقنيات التصوير الذاتي· قراءة الموروث الشعبي ؟ كيف مزجت بين القضايا التراثية والدراسة الفلسفية في تجربتك الفنية؟ ؟؟ في البداية كنت مهتمة بالأنماط التعبيرية، الشكل التعبيري للنص البصري، مع الأخذ بعين الاعتبار موضوعات ذات معطى اجتماعي ربما بحكم كوني امرأة، وفي مجتمعاتنا فإن الفنانة تبدأ من قضاياها، وإذا كان الفنان صادقاً فإنه يبدأ من عالمه المحيط به بالدرجة الرئيسية، من عالمه الذاتي وإشكالاته المحيطة، فبدأت بقضايا المجتمع، ولكن دراستي الفلسفية كانت تؤثر بدرجة كبيرة على توجهاتي ، وعلى التصورات والرؤى التي أريد أن أحققها في النص البصري، لكن هذا لم يحدث إلا عندما تحولت في الاتجاهات التعبيرية إلى ما يمكن أن أطلق عليه بالفن الحديث، بمعنى أنني إلى حد ما تخليت عن التعبيرية، والمسحة الواقعية في النص، وصرت أشتغل على الزخرفة، أي إعادة قراءة الموروث الشعبي البصري، ولكن من خلال عملية تلقائية بحتة، بمعنى ماذا يمكن أن يشكل لي هذا الموروث، كيف يمكن أن أستلهم هذا الموروث دون التعالي عليه، دون اشتغال متعمد ومعقلن لهذا الموروث، فأنتجت سلسلة من الأعمال، ثم حدث تطور جديد للتجربة وهو الدخول في موضوعات فلسفية أكثر عمقاً وشمولية، أصبحت أهتم أكثر بعلاقة الإنسان بالكون، والعلاقات الكونية، وركزت في اهتماماتي على إعادة أنسنة العالم ، فهناك هجمة شرسة حتى في الفن التشكيلي، حيث تطغى المادة على الإنساني ، وعلى القيم الفنية الجمالية · الجداريات الفنية ؟ ماأهمية الجداريات الفنية الملونة بالنسبة للمتلقي والفنان؟ ؟؟ إن الجداريات الملونة خاصة في المعارض والاحتفالات الكبرى أنها ملتقى اجتماعي وفني بين الناس، حيث تعود العين على رؤية الألوان واللوحات التشكيلية وإن كانت بأحجام غير اعتيادية مساهمة في نشر وعي فني لدى الناس، كما أن الجداريات تمتحن قدرة الفنان على التعامل بشكل إيجابي مع مساحات كبيرة في الرسم والتلوين ، حيث تتحول الأماكن إلى مزيج من الألوان والأشكال الهندسية لتمنح الشعور بالبهجة وتكسر حدة جمود المشهد الاعتيادي، وأهمية الجداريات تكمن في أنها مفتوحة للجميع دونما تمييز ولا تحتاج إلى مستوى ثقافي محدد، فالكل قادر على استيعابها والاعتياد على رؤيتها، أما الفنان فمن واجبه أن يقدمها بصورة مبدعة وخلاقة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©