شركات التوزيع تشتري الكهرباء من مزارع الرياح الخاصة

أصبحت المشاريع والمبادرات الفردية والمؤسساتية التي تهدف لتوليد الطاقة الكهربائية من مصادر مستدامة، تحظى بتشجيع متزايد في العديد من دول العالم· ويتعلق أحدث ما استجدّ في هذا الشأن بمبادرة شركات توزيع الطاقة في الولايات المتحدة لشراء الكهرباء التي يتم توليدها في مزارع الرياح من منتجيها الأفراد أو الشركات المستقلة· ولا تكاد شركات التوزيع المسؤولة عن تشغيل واستثمار الشبكات العامة في بعض الدول المتطورة تتوقف عن نشر الإعلانات اليومية عن استعدادها لدعم مثل هذه المبادرات· ويتحدث تقرير نشرته صحيفة (ذي وول ستريت جورنال) عن شركات توزيع في أوروبا وأميركا وضعت خططاً لشراء مزارع الرياح التي تعود ملكيتها للشركات الخاصة أو الأفراد· ويهدف هذا الإجراء إلى حثّ المزيد من المنتجين على العمل في هذا الاتجاه وزيادة مصادر الطاقة المستدامة التي تضاف إلى الشبكات المحلية· وينقل التقرير عن الخبير الأميركي مايكل سكيلي مدير قسم التطوير في شركة (هورايزون ويند إنيرجي) التابعة لمجموعة (إنيرجياس دو بورتوجال) البرتغالية، قوله في مؤتمر نظم لتدارس مشاكل الطاقة:بعد أن كانت شركات التوزيع تشتري منا الطاقة الكهربائية التي نولدها من مزارع الرياح، أصبحت تعرض علينا شراء مشاريعنا ومحطاتنا ذاتها· وتصنّف (هورايزون ويند إنيرجي) من بين أضخم الشركات المتخصصة بإنتاج طاقة الرياح في الولايات المتحدة، وتعدّ مثالاً واضحاً ونموذجاً مهماً عن سرعة النمو التي تحققها الشركات الجديدة المتخصصة بإنتاج أنواع الطاقة المستدامة· ويكمن سرّ الاهتمام المتزايد لشركات التوزيع الغربية بطاقة الرياح، في أنها باتت تصنّف ضمن أنواع الطاقات المتجددة الأكثر فعالية والأرخص استغلالاً على النطاق الواسع· وتجسّد هذا الاهتمام بشكل واضح من خلال سعي هذه الشركات لشراء طاقة الرياح وفق عقود طويلة الأجل تبرمها مع كل من يبادر إلى إنتاجها· ويفسر الخبراء سعي شركات التوزيع لشراء مزارع الرياح الخاصة بدلاً من شراء الطاقة التي تنتجها، في أن الجدوى الاقتصادية للطريقة الأولى تكون أعلى وفقاً لمقياس احتساب التكاليف والعوائد· كما أن امتلاك هذه المصادر يتيح لشركات التوزيع التحكم في دمج الطاقة التي تنتجها ضمن طاقة الشبكات المحلية بطريقة أفضل، ويحقق لها فرصة تخفيض أسعار الاستهلاك وزيادة أرباح أسهمها المطروحة في البورصات· وبالرغم من هذه التطورات، فإن الطاقة التي يتم توليدها من مزارع الرياح التي تمتلكها شركات التوزيع في الولايات المتحدة لا تمثل حتى الآن إلا كسراً بسيطاً من مجمل الطاقة المولدة من الرياح؛ إلا أن إضافة طاقة الريح إلى الشبكات تسجل تزايداً سريعاً· وخلال العام الماضي، بلغت القيمة الإجمالية لطاقة الرياح التي أضيفت إلى الشبكات المحلية 795 ميجاواط ارتفاعاً من 553 ميجاواط في عام 2006 وفقاً لإحصائية صادرة عن (الرابطة الأميركية لإنتاج طاقة الرياح)· وفي الوقت الراهن، أصبحت عشر شركات كبرى لتوزيع الطاقة الكهربائية في الولايات المتحدة تمتلك مزارع الرياح المنتجة للطاقة المتجددة، من أشهرها شركة (آليانت إنيرجي كوربوريشن) و(إكسيل إنيرجي) و(ويستار إنيرجي إنكوربوريتد)· وأصبحت لكل هذه الشركات مشاريعها الخاصة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح· ومع هذا التشجيع الذي تلقاه صناعة توليد الطاقة الكهربائية من الرياح، يتوقع الخبراء أن تزداد انتشاراً لتشكل أول مصدر عملي للطاقة النظيفة المستدامة خلال السنوات القليلة المقبلة· نقلاً عن ''ذي وول ستريت جورنال''