كوشنير يدعو الفرقاء اللبنانيين إلى بناء جسور من الثقة

جدد وزير الخارحية الفرنسي برنار كوشنير تأكيداته بوجود جهود من عدة أطراف لحل الأزمة اللبنانية ويمكن أن تزيد تلك الجهود لمنع وقوع حرب في لبنان·وقال إنه إذا اتفق اللبنانيون يمكن للجهود الدولية والجهود التي تبذلها فرنسا ومصر والجامعة العربية إبعاد شبح الحرب عن لبنان· وأوضح أن المشكلة هي أن اللبنانيين أنفسهم ليسوا على اتفاق، مشيرا الى أن هناك أزمة ثقة بينهم ويستلزم الامر مزيدا من الوقت لبناء الثقة· وقال -عقب لقائه وزيري خارجية مصر والسعودية والأمين العام للجامعة العربية مساء أمس الأول بالقاهرة- إن تقدما قد تم تحقيقه نتيجة للجهود المشتركة لفرنسا ومصر والجامعة العربية ونجحنا في جمع ممثلين عن اللبنانيين بكافة أطيافهم في باريس وهو امر لم يحدث منذ تسعة أشهر وإن الامين العام للجامعة عمرو موسى يقوم كذلك بجهود في بيروت في هذا الاطار والتقى ممثلين عن الصف الثاني في لبنان من كل الاطياف في باريس قبل أن ألتقي بممثلين عن الصف الاول للاطراف اللبنانية في بيروت أمس الأول· وعبر كوشنير عن أسفه لوجود دول أخرى قال إنها تتدخل في الشأن اللبناني ، مما سيكون له تأثيرات سيئة خاصة أن لبنان مر بسنوات من الحرب الأهلية وهو أمر صعب للغاية وربما تصل الامور الى مرحلة الحرب خاصة بعد تفاقم الأزمات وهو أمر خطير للغاية في الوقت الحالي على حد قوله، وقد انتقدت طهران امس تصريحات كوشنير حول الدور الإيراني في لبنان· · من ناحيته دعا وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط الى تكثيف جهود حل الأزمة في لبنان قبيل الاستحقاق الرئاسي في نوفمبر المقبل· واشار للجهود المبذولة من قبل فرنسا والجامعة العربية ومصر والسعودية ، ودعا كل الاطراف الى تكثيف اتصالاتها لتحقيق الانفراج المطلوب· وقال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى إنه تم خلال اللقاء الرباعي الذي جمعه مع وزيري الخارجية المصري والسعودي ووزير الخارجية الفرنسي بحث آخر تطورات الاوضاع في لبنان مشيرا الى أنه اطلع على التقرير الذي عرضه كوشنير حول زيارته الى بيروت· وقال سنتحرك ولن نترك لبنان في مهب الريح وأرجو أن نوفق في هذا الموضوع· وفي بيروت أبدى وزير الخارجية الاسباني ميجيل إنخل موراتينوس- كما كوشنير- تشاؤمه إزاء إمكانية حل الازمة اللبنانية، عازياً السبب الى انعدام الثقة بين طرفي النزاع (المعارضة والموالاة) في ختام زيارة قصيرة الى بيروت· فرئيس الدبلوماسية الاسباني الذي عقد خلوة مع نظيره الفرنسي في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت قبل أن يباشر مهمته في العاصمة اللبنانية اكتفى بالتأكيد على عزم بلاده وتصميمها على مساعدة لبنان للخروج من أزمته الحادة التي يعانيها· ولوحظ أن موراتينوس كان قليل الكلام وكثير الحركة، حيث عقد لقاءات مكثفة مع قادة من الصف الاول من الاكثرية والمعارضة، اضافة الى رئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة الذي اصدر مكتبه امس بيانا باسمه انتقد فيه بشدة زيادة المساعدات العسكرية الاميركية لإسرائيل·· وعلى صعيد الاشتباكات الجارية في مخيم نهر البارد خفت حدة الاشتباكات امس على محاور المخيم بين الجيش اللبناني ومسلحي ''فتح الإسلام''، قطعته بين الحين والآخر مناوشات على الجهة البحرية وسقوط قذائف في البقعة الصغيرة التي يتحصن فيها المسلحون· وسجلت اشتباكات محدودة في المخيم القديم، حيث حاول الجيش اللبناني التقدم على محاور عدة وفي داخل الشارع العام بعد أن وصلت دباباته الى مدخل السوق وتمركزت في المنطقة· ومن جهة أخرى تواصل المساعي لإخراج عائلات مسلحي ''فتح الإسلام'' من المخيم حيث يقدر عدد النساء بحوالي 35 امرأة والاطفال بحوالي 45 معظمهم لا يتجاوز عمرهم الشهرين وهناك عشرة اشخاص من كبار السن· وقد كان موضوع إعادة إعمار مخيم نهر البارد في صلب المحادثات التي أجراها ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي مع وزير خارجية إسبانيا ميغيل انخيل موراتينوس · من ناحيته وجه قائد الجيش اللبناني الجنرال ميشال سليمان كلمة للعسكريين بمناسبة الذكرى الـ 62 لعيد الجيش شدد فيه على وقوف الشعب الى جانب الجيش ، واعتزازه بتضحياته سواء خلال عدوان يوليو من العام الماضي او من خلال اقتلاع اشواك الارهاب الواحدة تلو الاخرى من جسم الوطن الجريح·