الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

براون.. والاستمرارية في العلاقات الأميركية- البريطانية

براون.. والاستمرارية في العلاقات الأميركية- البريطانية
31 يوليو 2007 04:51
ليلة الأحد الماضي، بدأ الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي لم تكن علاقته بتوني بلير حين كان رئيس وزراء بريطانيا تضاهي أي علاقة أخرى من حيث القرب والمتانة، يومين من الاجتماعات مع ''جوردون براون''، الذي خلف بلير· غير أن اختيار ''براون''، الذي تسلم منصب رئاسة الوزراء في أواخر يونيو، ضخ شيئاً من الشك في أهم شراكة عابرة للأطلسي بالنسبة لبوش· والواقع أن الاجتماعات الثنائية، التي تعد الأولى لـ''براون'' منذ وصوله إلى السلطة، تحمل بين ثناياها تحديات لكلا الرجلين· فبوش يدخل هذه العلاقة الجديدة كـ''بطة عرجاء'' (ضعيف سياسياً)، في حين يدخلها ''براون'' في الأيام الأولى من فترة حكمه، وذلك في ظل ضغوط داخلية قد تعيد تحديد ملامح ما كان يعتبره الكثيرون علاقة قوية مع الولايات المتحدة في عهد بلير· الصحف اللندنية الصادرة مؤخراً تنبأت بعهد جديد يتميز بمحاولة بريطانيا النأي بنفسها عن الولايات المتحدة، ولاسيما بخصوص سياسة البلدين تجاه العراق - وهو تنبؤ لم يمر على البيت الأبيض والدبلوماسيين في واشنطن مرور الكرام· كما التقطوا أيضاً تصريحات بعض المسؤولين في حكومة براون - ولاسيما وزير الخارجية ''مارك مالوك براون''، الذي ألمح إلى أن رئيس الوزراء الجديد لن يكون قريباً من بوش مثلما كان بلير· ومما يذكر هنا أن رئيس الوزراء السابق كان موضع انتقاد من قبل بعض الناخبين البريطانيين الذين كانوا مستائين من الحرب ومما كانوا يعتبرونه تعجرفاً وغباء أميركياً بخصوص السياسة الخارجية· غير أن مسؤولين أميركيين قللوا في مقابلات صحفية معهم الأسبوع الماضي من شأن الأخبار القادمة من بريطانيا، معبرين عن تفاؤلهم بعد تصريحات ''براون'' التي أوضح فيها انه مايزال يعتبر الولايات المتحدة شريكاً رئيسياً لبريطانيا· وفي هذا الإطار، يقول ''جوردون جوندرو''، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، ''انظروا إلى ما قاله لهيئة الإذاعة البريطانية''، في إشارة إلى الحديث الصحفي الذي تحدث فيه ''براون'' هذا الشهر عن علاقة بوش مع بلير بشكل إيجابي· وقال ''براون'' في هذا الحوار: ''سأستمر في العمل عن قرب مع الإدارة الأميركية، مثلما فعل توني بلير''، مضيفاً ''ولن نسمح للناس بفصلنا عن الولايات المتحدة بخصوص التعاطي مع التحديات المشتركة التي نواجهها عبر العالم''· واعتبر ''جوندرو'' أن بداية انسحاب القوات البريطانية من البصرة، والتي غذت التنبؤات القائلة بحدوث تغير في العلاقة بين بريطانيا والولايات المتحدة، كانت متوقعة منذ بعض الوقت· والواقع أن ''براون'' كان واضحاً وصريحاً، قبل أن يشد الرحال إلى الولايات المتحدة، بخصوص دعمه للتحالف بين ضفتي الأطلسي، حيث وصفه بـ''العلاقة الثنائية الوحيدة الأهم'' بالنسبة لبريطانيا· وفضلا عن ذلك، قال براون في بيان صدر عن رئاسة الوزراء البريطانية: ''نظرا للقيم التي نشترك فيها، فإن العلاقة مع الولايات المتحدة ليست قوية فحسب، وإنما يمكنها أن تكون أكثر قوة في المقبل من الأعوام''، مضيفا ''ذلك أننا ندرك أننا لا نستطيع حل أي من مشاكل العالم الكبرى من دون المشاركة النشطة للولايات المتحدة''· وعلاوة على ذلك، يقول المسؤولون في الولايات المتحدة إن بوش وبراون، اللذين سبق لهما أن التقيا شخصياً في مناسبـات مختلفة قبل أن يصبح ''براون'' رئيساً للوزراء، شرعا مؤخراً في الحديث بانتظـام عبر ''الفيديو كونفرنس''· وأعلن ''جوندرو'' أن الرجلين تنـاولا وجبة العشـاء على انفراد ليلة الأحـد· أما الهدف، يقول ''جوندرو''، فيتمثل في ''شروع الزعيمين في المباحثـات المباشرة''، وإن كانت الاجتماعات اللاحقـة قد عرفت مشاركة كبار المساعدين مثل وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس· كما أوضح ''جوندرو'' أن الزعيمين سيقومان باستعراض مواقفهما بخصوص المواضيع الرئيسية التي تواجـه البلدين، أو مـا اصطلح عليه ''تبـادل وجهات النظر''، وذلــك بخصوص مواضيـع مـن قبيــل العراق، وأفغانستـان، وإيران، وأزمة دارفور، ووضع كوسوفـو· وقد بدا أن المسؤولين الأميركيين كانوا مسرورين بقدوم ''براون'' إلى منتجع كامب ديفيد، وهي زيارة كانوا يخشون أن يقوم بإلغائها على إثر الفيضانات التي اجتاحت مؤخراً بعض المناطق في بريطانيا· فحتى قبيل أيام معدودة، لم يكن المسؤولون الأميركيون واثقين من قدومه· ولئن كان من الواضح أن ''براون'' رأى أن الرحلة آمنة سياسياً، إلا أنه من المرجح أن تظل تداعيـات علاقتــه مع بوش داخل بريطانيا صعبة وحرجة لبعض الوقت، على ما يبدو· والجدير بالذكر هنا أن رفض بلير انتقاد الولايات المتحـدة والتزامـه القوي بحرب العراق شكلاً أكثر الجانـــب الأقل شعبية ضمن زعامته· وفي هذا الإطار، قال زعيم حزب ''الديمقراطيين الأحرار'' المعارض السير ''مينزيس كامــبل'': ''في عهــد توني بلير، كانـت العلاقة قائمـة على التبعيـــة إلى درجــة أنها بـدت أحيانا علاقـة خنوع''، مضيفـاً ''إن على بريطانيا أن تكـون صديق الولايـات المتحدة الصريح، وليس عميلها''· ومن جانبه، قـل مالـوك براون، الذي كـان يشغل حتى عهد قريب منصب نائب أمين عام منظمة الأمم المتحـــدة في مقابلـة هـذا الشهـر مع صحيفـة ديلي تيليغــــراف: ''على المرء أن ينشئ علاقـات جانبيـة تتخطى الغمائــم التي تخلقها العلاقـات الثنائيـة''، في إشارة إلـى التقـرب إلـى زعمـاء آخريـن فـي أوروبا والهنـد والصين· جيم روتنبورج محرر الشؤون الخارجية في نيويورك تايمز سارة ليال مراسلة نيويورك تايمز في لندن ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©