الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صفعة أمنية لحركة "إيتا"

31 يوليو 2007 05:01
في نهاية المطاف، ربما يكون الحظ وحده هو الذي ساهم في إلقاء القبض على واحد من أكثر المطلوبين من أعضاء منظمة ''إيتا'' لدى الشرطة الإسبانية· فقد تم القبض على ''خوان كروس مايسا آرتولا''، الذي تشتبه الشرطة في كونه المسؤول عن الدعم اللوجيستي في منظمة الباسك، يوم الخميس الماضي، بعد تحقيق قامت به الشرطة إثر ارتياب مالك الشقة التي يقطن فيها ''مايسا'' في أمره - وشاءت الصدف أن يكون صاحب الشقة من الشرطة· وباعتقال ''مايسا'' إلى جانب اثنين من رفاقه، يرتفع عدد أعضاء حركة ''إيتا'' الذين أوقفتهم الشرطة إلى 18 شخصاً، وذلك منذ الخامس من يونيو المنصرم، وهو التاريخ الذي أنهت فيه المنظمة المحظورة وقف إطلاق النار الذي كانت قد أعلنته قبل ذلك بخمسة عشر شهراً· كما تم إلقاء القبض أيضاً على أربعة من مؤيدي المنظمة بسبب جنح تتعلق بالعنف في الشارع· ويرجع ''فلورينسيو دومينيجيز''، رئيس تحرير وكالة ''فاسكو'' للأنباء التي يوجد مقرها في'' بيلباو''، نجاح الشرطة الأخير في مواجهة ''إيتا'' إلى ''جهود محاربة الإرهاب، والعمل الاستخباراتي، وتشكيل الفرق الوقائية التي تقوم بعمليات تفتيش روتينية في محطات الحافلات والقطارات''· وعلاوة على ذلك، فإن قوات الأمن الإسبانية توجد في حالة تأهب قصوى منذ انتهاء وقف إطلاق النار· الواقع أن موجة الاعتقالات - إلى جانب إفشال عدة مخططات هجومية - ربما ليست سوى ثمرة جهود قوات محاربة الإرهاب الفرنسية والإسبانية، التي عملت بشكل وثيق مع بعضها بعضا في السنوات الأخيرة· غير أنه في ظل اقتراب موعد الانتخابات في مارس ،2008 فإن بعض المحللين يرون أن الحملة الأمنية إنما هي محاولة من قبل رئيس الوزراء ''خوسي لويس رودريجيز ثاباتيرو'' للرد على انتقادات المعارضة في بلاده والتي تتهمه بالضعف بخصوص مواجهة الإرهاب· إذ يرى المنتقدون أن الحكومة خففت الضغط على ''إيتا'' خلال وقف إطلاق النار، وهي التهمة التي رفضتها حكومة ''ثاباتيرو'' جملة وتفصيلاً· وتشير الاعتقالات الأخيرة إلى أن الحكومة تلاحق المنظمة اليوم بحزم وصرامة جديدين· إذ تأتي جهود فرض القانون هذه وسط تدابير أخرى اتخذتها حكومة ''ثاباتيرو'' لكبح جماح ما يصفه بعض المراقبين بالمنظمة التي تقوّت من جديد· ففي اليوم الذي تلا تخلي ''إيتا'' عن وقف إطلاق النار في يونيو، أعاد وزير الداخلية ''إينياكي دي خوانا كاووس''، وهو عضو مدان من ''إيتا''، إلى السجن· ومما يذكر هنا أن حكومة ''ثاباتيرو'' كانت قد خففت العقوبة المفروضة على ''دي خوانا'' إلى الاعتقال المنزلي بعد أن كاد الإضراب عن الطعام الذي خاضه أن يودي بحياته في مارس المنصرم· وبعد ذلك بيومين، حكمت المحكمة الوطنية على ''أرنالدو أوتيغي''، زعيم حزب ''باتاسونا'' المحظور -الذي يعد الجناح السياسي لـ''إيتا''- بتهمة ''تشجيع الإرهاب'' في حفل تأبين لعضو توفي من ''إيتا'' في ·2003 وتأتي حملة ''ثاباتيرو'' في وقت يواصل فيه الحزب الشعبي المعارض توجيه سهام انتقاداته صوب سياسات رئيس الوزراء تجاه الانفصاليين الباسكيين· فخلال مناقشة ''حالة الأمة'' في وقت سابق من هذا الشهر، اتهم زعيم الحزب الشعبي ''ماريانو راخوي مرار ثاباتيرو'' بـ''خيانة'' البلاد عبر التفاوض مع الإرهابيين· هذا، وتظهر استطلاعات الرأي استمرار نجاح الحزب الشعبي في ردم الهوة التي تفصله عن حزب ثاباتيرو (الحزب الاشتراكي)· ولذلك، فإن رئيس الوزراء قد يشعر بالضغط لإظهار موقف صارم من الإرهاب، كما يرى الخبراء· وفي هذا السياق، يقول ''إيغور أهيدو''، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بلاد ''الباسك''، عن المقاربة القوية التي بات يتبناها ''ثاباتيرو'': ''إن الحكومة تنتهجها حتى لا تفقد الأصوات في الانتخابات''، مضيفاً ''ولكن كاستراتيجية، فإنها لن تعمل سوى على مساعدة الحزب الشعبي· ففي إسبانيا هناك مثل يقول: ''إذا كنت تستطيع الحصول على الأصل، فلماذا تختار النسخة؟''· مراسلا كريستيان ساينس مونيتور في مدريد ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©