فاطمة عطفة (أبوظبي)
شهد المسرح في منارة السعديات وجمهوره الكبير، وعلى مدى أربعة أيام متتالية اختتمت أمس في منارة السعديات بأبوظبي، عرضاً مميزاً لمسرحية «أنا لغتي»، شارك فيه 20 فناناً من المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات، وجمعت بين الكلمة ولغة الجسد والموسيقا والغناء والتشكيل، كما جمعت بين نماذج من إبداعات الشعوب الأدبية والفنية عبر الأجيال.
وجاء هذا الإنجاز الفني المتميز بعد تدريبات مكثفة، تتويجاً للبرنامج الثقافي المسرحي بعنوان «أشكال من التحولات»، الذي أطلقته المدرسة الوطنية للفنون في باريس، بالتعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، حيث تم التركيز على الأداء الحركي المبتكر، إضافة إلى مقاطع أدبية وغنائية مقتبسة، من المعلقات وقصة مجنون ليلى حتى «بداية الحب» لباسكال رامبرت وملحمة أبوظبي «من الفقر إلى الغنى» لمحمد الفهيم، مروراً بلقطات ومشاهد مختارة من «دون كيشوت» ونيتشه وشكسبير وغيرهم.
وأشارت المخرجة جوديث إرتيل إلى تميز الممثلين في أدائهم ومعاملاتهم، واهتمامهم بفنهم وشغفهم بالمهنة، مما جعلهم يقدمون أدوارهم بأجمل صورة فنية، في عمل مسرحي بمستوى احترافي من خلال علاقة ثقافية بين الإمارات وفرنسا تشكل نموذجاً متكاملاً في تبادل المعرفة والخبرة.
وعن دور هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة تقول آمنة غانم، منسقة البرامج بالهيئة: نفتخر بهؤلاء الممثلين وما قدموه في هذا العرض الذي استغرق شهوراً من التدريبات الشاقة، موضحة أن الهيئة تعمل بجهد على تشجيع مثل هذه الفنون وتطويرها، لاكتشاف المواهب.
ويقول الفنان الإماراتي ياسر النيادي: «العمل في المسرحية شكل تجربة فنية مختلفة في مسيرتي، لأني عملت مع كوادر محلية، ثم أتيح لي أن أعمل مع ممثلين من عدة بلدان وثقافات أخرى، لذا فهي تجربة مهمة ويمكن الاستفادة منها».
أما الفنان هاغوب عيد، فقدم مشهداً مختصراً فيه معاناة مؤلمة مما يتعرض له المهاجر عندما اضطرته الحرب للهجرة عن أهله وبيته، ويقول: أردت أن أنقل للمشاهد هذا الوجع الذي أشعر به بالكلمة والحركة التعبيرية، في هذا العمل الجماعي المشترك بيننا في أكثر من قضية.
وأضاف محمد النيادي: هذه أول مرة أشاهد فيها عرضاً مسرحياً بهذا الأداء المتقن، فقد أبهرتني هذه المشاهد الجديدة وأحببتها كثيراً.
عدد اليوم
