السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

التجار العراقيون ينبذون العملة الإيرانية تدريجياً

التجار العراقيون ينبذون العملة الإيرانية تدريجياً
6 فبراير 2012
بغداد (أ ف ب) - يتجنب التجار العراقيون التعامل مع مئات آلاف السياح القادمين من إيران بعملة بلادهم إثر تراجعها الكبير أمام الدولار، الذي بات بدوره هدف التجار الإيرانيين بعدما تجاهلوه لسنوات طويلة. وفي منطقة الكاظمية في شمال بغداد تعج محلات الصاغة والألبسة والمطاعم المحيطة بمرقدي الإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد، بزوار المكان المقدس لدى الشيعة. وعادة ما تزدحم هذه المحلات والشوارع التي تحيط المرقدين بالزوار الإيرانيين، إلا أن المواكب التي تقل هؤلاء إلى هذا الموقع اختفت تقريبا في نهاية الأسبوع الحالي. وقال علي محمد (42 عاما) وهو صاحب مكتب للصيرفة إن “سعر التومان (الريال الإيراني) انخفض بشكل كبير جدا، وسبب لنا خسارة كبيرة”. وتابع “أعتقد أني سأتوقف عن شراء التومان بشكل تدريجي، وإذا استمر بالانخفاض فسأتوقف نهائيا عن التعامل به”. ويتزايد انخفاض سعر الريال عند الحدود مع إيران، إذ وصل سعر الدولار إلى 20 ألف ريال عند معبر زرباطية الحدودي بمحافظة واسط. وأكد أحد المسؤولين في المعبر أن “عشرات التجار الإيرانيين يعملون وبشكل يومي على شراء الدولار”، مشيرا إلى أنه قبل انخفاض قيمة عملة بلادهم “كانوا يتعاملون بالعملة الإيرانية ولا يبحثون عن الدولار”. وأكد العاملي الذي يعمل في الصيرفة بالكاظمية منذ أكثر من عشر سنوات أنه تدارك “الأمر منذ البداية، ولم أتعامل بمبالغ كبيرة لأني علمت بأنه ستكون هناك ضغوط وعقوبات على الاقتصاد الإيراني”. وفي محافظة النجف، حيث مرقد الإمام علي بن أبي طالب، التي يزورها أكثر من مليوني إيراني سنويا، يثير تراجع العملة الإيرانية أيضا حفيظة أصحاب محال الصرافة ومالكي الفنادق التي تعتمد بشكل أساسي على هؤلاء الزوار. وأكد وزير السياحة العراقي لواء سميسم أن “هبوط العملة الإيرانية أثر بشكل طفيف على السياحة الدينية، إلا أن هذا الأمر لم يؤثر على تدفق الزوار الإيرانيين”. ورغم ذلك، قال خالد أبو الجيج (40 عاما)، وهو صاحب فندق وسط النجف، إن “شركات السياحة بدأت تسجل خسائر وتحاول تعويض هذه الخسائر من خلال الدفع لنا بالتومان الإيراني بعد أن كانت تدفع بالدولار”. وتابع “لم نستلم مستحقاتنا من الشركات السياحية منذ انخفاض العملة”. ويدفع النقص في العملات الصعبة لدى إيران التجار فيها إلى محاولة شرائها من مصادر خارجية، لعل أبرزها العراق الذي يبلغ حجم تبادله التجاري مع إيران بين خمسة وسبعة مليارات دولار سنويا. وفي محاولة لقطع الطريق على هذه المسألة، بدأ البنك المركزي العراقي هذا الأسبوع تطبيق إجراءات جديدة حيال مبيعاته من الدولار تنص خصوصا على تعريف المشتري. وتسببت هذه الإجراءات في انخفاض كبير بمعدلات بيع الدولار في المزاد الذي يقيمه البنك المركزي العراقي كل أسبوع بين يومي الأحد والخميس، فقد تراوحت هذا الأسبوع بين ثلاثة وأربعة ملايين دولار، بعدما كانت تبلغ حوالي 200 مليون دولار. وقال نائب محافظ البنك المركزي العراقي مظهر محمد صالح إن السبب وراء هذه الإجراءات يعود إلى أن “الكثير من الشارين يتخفون خلف أشخاص آخرين، أي أن من يشتري ليس الشخص الحقيقي”. وتابع أن العراق الذي يملك حوالى 60 مليار دولار من احتياطات العملة الصعبة ويدفع ثمن الكهرباء والوقود اللذين يستوردهما من إيران بالدولار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©