الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

من منظور النمور..

من منظور النمور..
1 أغسطس 2007 00:28
حققت السياحة العالمية رقماً قياسياً العام الماضي بوصول عدد السياح إلى نحو 842 مليون سائح، وذلك رغم وجود بعض الحروب المتفرقة، والتهديدات والحوادث الإرهابية في المطارات والرحلات الجوية·· ورغم القلق الشديد الذي سببه انتشار إنفلونزا الطيور وارتفاع أسعار النفط··! وهذا الرقم الكبير مرشح للارتفاع هذا العام أيضاً بنسبة قد تصل إلى 4,1 في المائة· وحتى عام 2020 سيظل الرقم يرتفع طبقاً للتوقعات والدراسات بنفس النسبة ليتعدى الـ 900 مليون سائح حول العالم·· وبعض المتفائلين يؤكدون أنه سيتعدى المليار سائح· وهذه الأرقام توضح بلاشك أهمية صناعة السياحة في العالم، وضرورة الاهتمام بها والعمل على تنمية الطاقات السياحية العربية، لتتمكن المنطقة من الحصول على نسبة مرتفعة من هذه الأرقام، حيث لم يصل عدد السياح إلى كل الدول العربية مجتمعة حالياً إلى 5 في المائة من هذا الرقم·· ! وصناعة السياحة يمكنها أن تلعب دوراً أساسياً في حل العديد من المشكلات الاقتصادية في وطننا العربي، ويمكنها تحفيز حركة التنمية، ومواجهة انخفاض المستوى المعيشي للمواطن العربي· ولكن السؤال هل ننظر نحن إلى السياحة من هذا المنظور··؟! والإجابة هي أن معظم الدول العربية ربما لا تدرك هذا، وتتعامل مع الأمر على أنه أحد القطاعات الحكومية التي تعمل لسد خانة من خانات العمل الحكومي· الأسبوع الماضي تحدثنا عن النمور الآسيوية السياحية، التي تمكنت من تحقيق نسبة نمو في عدد السياح بشكل مذهل، ووصلت إلى أرقام لم تصل إليها دول عربية تعمل في السياحة منذ سنوات طويلة، وسخرت كل الإمكانيات من أجل الدخول إلى صناعة السياحة والفوز بحصة مرضية لها من عدد سياح العالم· لهذا يجب أن نأخذ الموضوع على محمل الجد في العالم العربي، ويجب أن نعترف بأن الطرق التقليدية التي تسير عليها المنطقة العربية في صناعة السياحة طرق لا فائدة منها طالما ظلت الأرقام السياحية بهذا الشكل· هذا العام أعلنت بعض شركات الطيران العربية وقف التعامل مع الجمهور الراغب في السفر إلى الدول السياحية الآسيوية، بعد أن أصبحت الطائرات كاملة العدد بالكامل مع قوائم انتظار لا تجد لها مقعداً واحداً، ونجحت هذه الدول في ابتكار أنواع جديدة من السياحة مثل السياحة العلاجية والعائلية وغيرها·· وأصبح الحصول على مقعد لإحدى هذه الدول رهن الواسطة والمعارف، وكأنهم يقدمون للسياح رحلات سياحية مجانية· هناك شيء ما خطأ يجب أن نعترف به، ونعمل على إصلاحه·· فلن نحل مشاكلنا قبل أن نعترف بأخطائنا·· وأن ننظر إلى صناعة السياحة بمنظور النمور·· فالتبريرات الدائمة لن تجدي نفعاً في عالم أصبح كل من فيه نموراً·· إلا نحن··!! وحياكم الله·· رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©