السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تدهور سعر الدولار يهبط بالبورصات الآسيوية والأوروبية

تدهور سعر الدولار يهبط بالبورصات الآسيوية والأوروبية
18 مارس 2008 01:18
جرف تدهور سعر صرف الدولار الذي تسارعت وتيرته أمس امام اليورو والين، في طريقه كل البورصات الاوروبية والآسيوية اضافة الى ان انهيار بنك الاعمال الاميركي ''بير ستيرنز'' جاء ليزيد الطين بلة في الظروف السلبية التي تعيشها الاسواق المالية· وفتحت بورصة باريس جلسة التداول في مطلع الاسبوع على انخفاض كبير، بحيث فقد مؤشر ''كاك ''40 ما نسبته 2,62% ليعود للمرة الاولى منذ 16 نوفمبر 2005 الى ما دون العتبة النفسية المتمثلة في 4500 نقطة· وعند الساعة 08,10 بتوقيت جرينتش، تدهور المؤشر الباريسي الرئيسي 120,20 نقطة ليصل الى 4471,95 نقطة مما زاد انخفاضه منذ بداية السنة الى اكثر من 20%· وهو حجم غالبا ما اعتبره الاختصاصيون مؤشرا يشهد على انهيار مالي· وكانت الحركة مشابهة في بقية الاسواق المالية الاوروبية الاخرى: فقد فتح مؤشر ''فوتسي-''100 الرئيسي في بورصة لندن جلسة التداول بتراجع 1,92% ليصل الى 5523,20 نقطة· في حين خسر مؤشر ''داكس'' الرئيسي في بورصة فرانكفورت لحظة الافتتاح ما نسبته 1,41% ليصل الى 6360,92 نقطة· الى ذلك، فقد مؤشر ''ايبكس'' 1,98% بعيد افتتاح جلسة التداول عند الساعة 08,26 بتوقيت جرينتش، بينما خسر مؤشر ميلانو 2,18% في الساعة نفسها، ومؤشر ''اس ام آي'' السويسري ما نسبته 2,55% عند الساعة 08,41 بتوقيت جرينتش· وتعرضت الاسواق المالية الاوروبية لضربة قوية جراء الأنباء السلبية التي تتالت في القطاع المالي وخصوصا عملية الإنقاذ العاجلة لبنك ''بير ستيرنز'' الذي شارف على الافلاس واشتراه نظيره الاميركي ''جيه بي مورجان'' بسعر بخس· كذلك عانت البورصات من التدهور المتواصل في سعر صرف الدولار والارقام القياسية التي يسجلها اليورو في المقابل اضافة الى ارتفاع سعر النفط المستمر والتدخل الطارئ الجديد للاحتياطي الفدرالي الاميركي (البنك المركزي) والذي لم يطمئن المستثمرين في شيء· وسجل سعر صرف اليورو رقما قياسيا تاريخيا جديدا من 1,5905 دولار امس في المبادلات الآسيوية محطما على التوالي وفي غضون ساعات عتبة 1,57 و1,58 و1,59 دولار· ويعود الرقم القياسي السابق (1,5668 دلار) الى مساء الجمعة ليس إلا· اما بالنسبة الى سعر صرف العملة الاميركية، فقد انهار بشكل كبير دون عتبة 100 ين والتي كان تجاوزها تراجعا الاسبوع الماضي للمرة الاولى في غضون 12 سنة، ليسجل 95,75 ين حوالى الساعة 02,25 بتوقيت جرينتش· وأضاف الرئيس السابق للاحتياطي الفدرالي الاميركي الان جرينسبان اخيرا تشاؤمه الكبير امس الى الأجواء عندما أكد لصحيفة ''فايننشال تايمز'' أن الأزمة الحالية قد تكون ''الأخطر'' منذ الحرب العالمية الثانية· إلا أن الأسواق المالية الاوروبية قاومت امس بشكل افضل من نظيراتها الآسيوية: فمؤشر هانج سنج في بورصة هونج كونج أقفل الجلسة الاولى هذا الاسبوع بتراجع 5,18% ليصل الى 21084,61 نقطة، وأنهت بورصة شنغهاي جلسة التداول على تراجع كبير إذ فقد مؤشرها المركب 3,6% ليصل الى 3820,05 نقطة، ومؤشر نيكاي في بورصة طوكيو أنهى الجلسة على انخفاض كبير من 3,71% ليصل الى 11787,51 نقطة، متراجعا دون العتبة الرمزية المتمثلة في 12 الف نقطة للمرة الاولى منذ اكثر من عامين ونصف العام· ويخشى المستثمرون بالفعل من استمرار تفاقم الأزمة المالية بعد الإعلان عن قيام ''جيه بي مورجان'' بشراء بنك ''بير ستيرنز'' الأميركي ومن انخفاض معدلات الحسم لدى الاحتياطي الفدرالي الاميركي (فوائد القروض للمؤسسات المالية الكبرى) الى 3,25% مقابل 3,50%· وأوضح الاقتصادي المكلف أسعار القطع لدى ''ميزوهو كوربوريت بنك'' ماساكي فوكوي ''أن التعثر وعدم الشعور بالأمان في السوق بشأن الاقتصاد الأميركي هو الذي كسر جناح الدولار''· وأضاف ''وان خفض معدلات الحسم من جانب الاحتياطي الفدرالي لم يؤد إلا الى التنبيه بأن الأزمة خطيرة جدا''· وكان المصرف المركزي الاميركي قرر خفض معدل الحسم (معدل فائدة قروضه للمؤسسات المالية الكبرى) بربع نقطة ليصبح 3,25% في مقابل 3,50%· كما أعلن تسهيلات جديدة للاقتراض لمساعدة المؤسسات الكبرى على تسليف مستثمرين ماليين آخرين خصوصا اولئك الذين استثمروا في أسهم مستندة الى ديون ورأوا مواردهم المالية تنضب الواحدة تلو الأخرى· وأوضح في بيان انه يريد ''ضخ مزيد من السيولة في الأسواق والمساعدة على حسن عملها''· وهذا التدخل الجديد العاجل الذي أعلن قبل قليل من افتتاح اسواق البورصات في آسيا يأتي قبل يومين من اجتماع أساسي كان المحللون يتوقعون أن يقرر خلاله خفض معدل فائدته الرئيسية بنصف نقطة او ثلاثة أرباع النقطة لمساعدة سوق الائتمان· ولم يتمكن الاحتياطي الفدرالي الاميركي من التريث يومين اضافيين للتدخل، على الأرجح ايضا لأنه في اليوم نفسه وافق مصرف جيه بي مورجان على شراء منافسه ''بير ستيرنز'' بسعر منخفض لإنقاذه من الإفلاس· وهي نتيجة مقلقة جدا للأسواق وان أنقذت العملية بير ستيرنز من الإفلاس· وتعاني سوق التسليفات من مشاكل كبيرة تحت تأثير أزمة القروض العقارية التي أدت الى تدهور في بقية الاسواق المالية· وبات الاحتياطي الفدرالي يوافق على مساعدة المصارف والمؤسسات التي قامت بمضاربات على القروض العقارية بعدما رفض طويلا القيام بذلك· والتسهيلات الجديدة ستمنح بسخاء إذ يكفي المؤسسات الراغبة في الحصول عليها أن تضمنها بسندات مصنفة على أنها ''استثمار''· وهذه الخدمة الجديدة للتسليف باتت متوافرة اعتبارا من امس للمصارف الكبرى ''لمدة ستة اشهر على الاقل قابلة للتمديد'' على ما أعلن المصرف المركزي الأميركي· وهناك تدبير آخر لتسهيل التسليف إذ أن هذه القروض ستكون مستحقة بعد تسعين يوما بدلا من ثلاثين حاليا· وأكد الاحتياطي الفدرالي أن معدل الحسم يقترب بذلك من معدل الفائدة الرئيسية أي المعدل اليومي الذي يبلغ حاليا حاليا 3%· وهذا المعدل الأخير الذي يعتمد للقروض التي تتم بين المصارف يتوقع أن يخفضه الاحتياطي الفدرالي اثناء اجتماعه اليوم· ومنذ ايام عدة لعب الاحتياطي الفدرالي دور المنقذ لسوق يسودها قلق كبير، من خلال مضاعفة تدخلاته العاجلة في كل الاتجاهات لكنه لم ينجح حتى الآن في تهدئة الازمة· وقد أكد وزير الخزانة الاميركي هنري بولسون امس الاول أن الحكومة الاميركية على استعداد للقيام ''بما يلزم'' لضمان استقرار النظام المالي·
المصدر: باريس، واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©