الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات أنموذج وطني مشرف للدول ذات المصداقية

30 مارس 2016 02:43
الرياض (وام) أكدت صحيفة «الرياض» السعودية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة استطاعت أن تقدم خلال «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» لدعم الشرعية في اليمن، أنموذجاً وطنياً مشرفاً للدول ذات المصداقية على مستوى القيادة والشعب، إذ قدمت عشرات الشهداء من خيرة شبابها الغيورين من جنود وضباط بواسل، كما أثبتت القيادة السياسية الإماراتية أنها ليست قيادة تقليدية تدير الأمور عبر التوجيه عن بعد، وإنما انغرست في صميم وعمق الحدث وحساسية خطورته، فكانت مثالاً للقيادة الحية الشجاعة والوطنية العالية بامتياز. وقالت الصحيفة في تقرير، إنه ومنذ اللحظات الأولى لعاصفة الحزم، كانت القيادة السياسية في الإمارات، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، على تماس مباشر مع الحدث، ولم تبخل أبداً في تقديم كل ما يلزم لدعم عاصفة الحزم وإعادة الأمل في هذه المعركة العادلة والمصيرية، الساعية لحماية الشرعية اليمنية والدفاع عن الشعب العربي اليمني في مواجهة الاعتداءات والجرائم التي تنفذها المليشيات الانقلابية. وأوضح التقرير أنه وفي خلال شهر واحد، تمكنت قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من استعادة عدن وإرجاع وجوه الشرعية اليمنية إليها، قبل أن تتابع زخمها لتحرير التراب اليمني كافة من سطوة وبراثن تلك العصابات الانقلابية المشبوهة المدعومة من الخارج التي آلت على نفسها الاصطفاف في خندق أعداء الأمة، ولا سيما نظام الملالي في طهران الذي يعلن جهاراً نهاراً عداءه الكبير للقومية العربية، انطلاقاً من أحقاد تاريخية وأحلام توسعية لإعادة الإمبراطورية الفارسية في المنطقة. ولفت التقرير إلى أن الدول الخليجية كلها وقفت وراء السعودية لإنقاذ اليمن وحماية الشرعية، وفي مقدمة هذه الدول، دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتسم بقيادتها العاقلة الرشيدة، ومواقفها العربية البارزة في دعم الأشقاء العرب، ونجدتهم، فمنذ نشأتها اعتمدت الإمارات سياسة حكيمة قائمة على إقامة العلاقات السلمية مع جميع الدول، ولذلك فقلما خاضت الدولة حروباً، وإنما كانت حربها دائماً ضد التخلف، ومن أجل تحدي الصعاب للوصول إلى بناء المستقبل الواعد للشعب، ومعظم المهام التي أدتها القوات المسلحة الإماراتية كان لها طابع إنساني وأخلاقي كمهام المساعدات الإنسانية وما شابه. إلا أن مهمة قوات الإمارات كانت في هذه الحرب مهمة قتالية أساسية، مهمة فاعلة، استطاعت أن تسهم إسهاماً كبيراً في تحول ميزان القوى على الأرض، وانطلاقاً من تلك الثوابت، قدمت الإمارات منذ مشاركتها في التحالف العربي عدداً من الشهداء البواسل الذين استشهدوا دفاعاً عن الحق ونصرة للمظلوم، مقدمين أرواحهم لإعلاء الحق، خلف قيادتهم صفاً واحداً ضمن بيت متوحد متآزر متلاحم. وقالت «الرياض» في تقريرها «صحيح أن الإمارات شاركت في الكثير من المهام ذات الطابع العسكري، لا سيما الإنساني أن هناك شهداء كثر قدمتهم الإمارات على دروب العطاء الطويلة، إلا أن استشهاد عشرات العسكريين من ضباط وضباط صف وأفراد الشرفاء من أبناء القوات المسلحة الإماراتية البطلة في اليمن، جاء ليثبت أن هذه الدولة العربية المعطاء لا ولم ولن تبخل أبداً في تقديم جسام التضحيات في سبيل الحفاظ على مبادئها والقيم العربية الأصيلة التي قامت عليها، فقد آلت دولة الإمارات العربية المتحدة على نفسها إلا أن تكون ناصراً ومعيناً لأبناء الشعب اليمني، وأول المبادرين بنجدته الذين حاول الحوثيون ومليشيا صالح اختطاف حريتهم، ورهن بلادهم لخدمة المشروع الفارسي التوسعي في المنطقة على حساب المصالح العربية القومية، وقد تحالفت الدول العربية لنصرة الضعيف وردع الظالم، وكان للإمارات كما هو دائماً شرف المشاركة في هذا العمل الوطني والقومي البطولي، وقد حققت القوات العربية، ومن ضمنها قوات الإمارات تقدماً كبيراً، وفي المقابل دفعت ثمن هذا التدخل من الدماء أكثر من 70 شهيداً من أبنائها العسكريين الأبطال الذين نالوا شرف الشهادة وروى بدمائهم الزكية أرض المعركة بكل شرف وإقدام وشجاعة، وكلما ودعت الإمارات أحدهم وقد كفن بعلمها، ارتفعت هامات الآخرين عالياً ترنو للشهادة، ملبين نداء الوطن في سبيل إعلاء كلمة الدين ورفع الظلم عن المظلومين». وأكد التقرير أنه ومع أن تقديم الإمارات للعشرات من أبنائها في ساحات الشرف كانت خسارة ثقيلة ومؤلمة ومحزنة لكل عربي وإماراتي بشكل خاص، إلا أن ما يجب التوقف عنده بإمعان، هي الطريقة التي استقبل بها شعب الإمارات العربي الأصيل، وعلى رأسه قيادته الوطنية الحكيمة، هذا الخطب الجلل، حيث استقبلت القيادة والشعب في الإمارات ما جرى بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبإحساس بالمسؤولية قل نظيره، فحبس المجتمع الإماراتي العربي حزنه وترجمه بصورة من الفخر والاعتزاز، محولاً مواكب تشييع شهدائه الشجعان الأبرار إلى أعراس وطنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فتحولت مواكب التشييع إلى مناسبات وطنية، جدد فيها شعب الإمارات العربي الأصيل وقيادته الحكيمة الإيمان بحتمية الانتصار على أعداء الأمة، عبر التمسك بالمبادئ والمواقف العربية الأصيلة التي تعكس ما يتميز به هذا الشعب من شجاعة ووطنية وعروبية تنحني أمامها الهامات. وذكر التقرير أن الزيارات المكوكية التي قام بها عدد من قادة الإمارات إلى السعودية باستمرار، لا سيما زيارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سواء لقادة المملكة أو إلى المواقع العسكرية في المملكة، تثبت بشكل لا يقبل الشك أن هذه القيادة جعلت من الهم القومي العربي أولوية الأولويات بالنسبة لها، وأن تقف إلى جانب السعودية ليس لكونها دولة مجاورة، وإنما لأنها صاحبة المواقف العربية القومية الصادقة والمشرفة، وهي المواقف التي باتت تمثل الباروميتر للمواقف العربية كلها ذات الأبعاد القومية والوطنية، ناهيك عن الثقل الكبير الذي تمثله المملكة على الصعيد الإسلامي، فهي قبلة المسلمين أجمع بالعالم. وأشارت الصحيفة إلى إيمان دولة الإمارات بأهمية الشهادة والشهداء، وإصدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قراراً بأن يكون يوم 30 نوفمبر يوم الشهيد، حيث تم اعتباره مناسبة وطنية وإجازة رسمية من كل عام، وذلك تخليداً وعرفاناً بما بذله شهداء الوطن من تضحيات بأرواحهم أثناء تأديتهم للواجب الوطني في كل الميادين العسكرية والمدنية، حيث يعكس ذلك الأخلاق التي تربى عليها شعب الإمارات العربي، والتي تمثلها تلك القيم النبيلة التي زرعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله تعالى، صاحب المواقف الوطنية والعربية والإنسانية بما كان يمثله من تواضع وحب للوطن وتضحية بلا حدود من أجل الأمة والوطن. وأضافت أن تفاعل دولة الإمارات بكل مستوياتها الرسمية والشعبية، يعطي من جديد صورة لأنموذج الدولة الوطنية الحضارية، والتي تدرك جيداً أن قيمة الوطن من قيمة أبنائه، وأن تكريم شهداء الوطن والاهتمام بقضيتهم أحد أبرز المهام التي تقوم بها الدولة، ويتمثلها الشعب بأطيافه كافة، بوقوفه خلف قيادته الحكيمة لإعادة الشرعية إلى اليمن، واستئصال شأفة المتمردين الحوثيين الذين أرادوا أن يكونوا كمخلب القط بالنسبة للأطماع الفارسية في المنطقة. واختتمت «الرياض» تقريرها بالتأكيد على أن الانتصار العربي الذي سجلته «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» في اليمن، سيؤسس لانتصارات قادمة، عنوانها أن زمن التردد والضعف العربي قد ولى وإلى الأبد، وأن على كل متآمر على هذه الأمة العريقة أن يحسب ألف حساب قبل أن يقدم على أي خطوة عدائية أو عمل تخريبي في الجغرافيا العربية عامة، إنه انتصار عربي جديد، سيكتب سطوره التاريخ العربي بدماء الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم الغالية رخيصة في سبيل الدفاع عن الوطن والكرامة العربية والقيم الإسلامية الحنيفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©