حينما تكتب، فإنك تحاول جاهداً أن تبحث فيما ينفع الناس، والحمد لله أني أكتب منذ فترة طويلة في كافة صحف ومجلات الدولة وخارجها ولكن «لظروف خاصه» توقفت، وكوني أكتب في جريدة «الاتحاد» الآن، لأن بداياتي كانت من هنا ومن هذه الصفحة بالذات، البعض يطلب الزيادة في النشر والتعدد في المواقع وهم لا يعلمون الجهد والتعب الذي تبذله في البحث والتحري والتحليل وبعدها تكون الكتابة من أجل «قارئ تحترم عقله»، وهذه مقتطفات مما قد يحصل معك ، وعندما ينزل لك مقال، فيكلمك أحدهم وهو يستحلفك«بغلاة أمك وأبيك» إن كان هذا المقال عنه شخصياً؟ ولو كنت تتكلم عن «دودة القز» يقولك «أعرفك تقصدني». وهناك جروبات «قالوا وقلنا» يقولك ليش طايح انتقاد في العالم تقوله إذا مدحنا بتقولون اشتغل «دهان السير» وإذا طنشنا تقولون«خفنا» وإذا تكلمنا في الدين بعض ربعنا يزعلون وإذا تكلمنا في الاقتصاد قالوا «أشباه» الاقتصاديين لا تدخل في «أكل عيشنا» وإذا تكلمت عن الصحة ضربوك بهذيك «الإبرة الغلط» وإذا تكلمت في التعليم كتبوا في دفاتر عيالك «حسن خطك» وإذا تكلمت عن الرياضة قالوا شو دخلك «بسهرات اللعيبة». وهذا طبعاً غير يوم تتصل فيك «معدة أو مذيعة برنامج» للتفاهم معك على مقابلة وتعتذر بلباقة أن مواعيدهم لا تتناسب مع ظروفك، فتخرج عليك إشاعات وكلام «طالب عشرين ألف.. مثل غيرنا» .
ينزل لك مقال عن «التاريخ» وكيف أن بعض الفراعنة تم تشويه تاريخهم على المعابد من قبل منافسيهم ويطلع لك صديق ويقول لك يا أخي فرعون «ملعون في القرآن» وانت ليش ما تريدهم يشوهونه؟ وكأن الحبيب كان «هارب» من حصة التاريخ ولا يعلم أن هناك 30 أسرة فرعونية حكمت مصر مش بس فرعون واحد فأنت مضطر لتتحمل بعض «عقليات قرائك». وهناك من إذا نزل لك مقال يتصلون فيك يناقشونك من الساعة 7 إلى 4 العصر وإذا اعتذرت لأن عندك شغل قالوا «شاف نفسه» طيب ليش ما تتصلون بعد المغرب؟ يقولك «مشغولين» طيب أنا اسأل «شخبار تحليل المعاش»؟ .
وإذا كان عندك مقال «تطوير إداري» لا تقصد به شخصا أو مؤسسة بعينها والحمدلله كل مؤسساتنا «حاصلة على جائزة أبوظبي للتميز» يطلع لك البعض ويقول على لسانك ما لم تقل وأنك كنت تقصد المسؤول الفلاني أو المؤسسة العلانية لأنهم «هم» لديهم مشاكل مع هذا المسؤول أو تلك المؤسسة، ولكن يربطون مقالك فيهم ويزعل عليك فلان وعلان وأنت قاعد في بيتكم كافي خيرك شرك.. وتريدوني بعدها أرجع أكتب؟
عدد اليوم
