الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أيها الأب.. المهنة أم الراتب؟

أيها الأب.. المهنة أم الراتب؟
11 فبراير 2014 01:32
من الجميل أن نشاهد تعلق الأطفال الكبير بكرة القدم، ونشاهد مدى إلمامهم بتفاصيل هذه الرياضة بجميع نقاطها، ومدى معرفتهم بالدوري المحلي والدوري الإنجليزي والإسباني، وغيرها من البطولات العالمية والقارية، لدرجة أنك تعجز عن مناقشتهم لدرجة تعلقهم بهذه الرياضة التي يحبها الصغير قبل الكبير، ولكن من الأمور العجيبة التي صادفتني وجعلتني أُعيد النظر في هذا الأمر نقاش بين طفلين لا يتعديان التاسعة من العمر وقال أحدهما للآخر: (ليش أدرس أبويه قالي ألعب كرة أحسن لك بتحصل فلوس أكثر). لربما كانت هذه الجملة خرجت من طفل ولا تُأخذ بعين الاعتبار عند البعض ولكن ما مدى تأثيرها مستقبلياً؟ هذا هو المهم. من الجميل أن يكون لأطفالنا هواية معينة، وخاصة إذا كانت في مجال الرياضة لِما فيها من فوائد صحية وجسدية لهم، ولكن إذا تعلق الأمر بالدراسة والتعليم، فيجب علينا أن ننظر إلى سلبياتها ومدى خطرها في المستقبل على الجيل القادم. قيادتنا الرشيدة اهتمت بالتعليم، وجعلته من أول اهتماماتها لِما فيها مصلحة للوطن وأبناء هذا الوطن، وسخرت جميع إمكانياتها لإعداد جيل ناجح يكون هو ما تقف عليه نجاحات الإمارات. لا ننكر الميزات والرواتب الخيالية التي يحصل عليها لاعب كرة القدم، والتي ربما تكون أفضل من مميزات ورواتب مديري مؤسسات حكومية، والكل يعلم ومع احترامي الشديد فرق المستوى الدراسي لكل منهم، ولكن أصبح لاعب كرة القدم أكثر شهرة وأكثر دخلاً، وهذا الأمر الذي جعل بعض أولياء الأمور وللأسف ينظر لـ (مهنة) كرة القدم أفضل من أي تخصص علمي لأبنائه، ويكون فكره المادي يطغى على مستقبل ابنه الذي لربما يكون أحد أعمدة الوطن في المستقبل. اختلاف النظرة عند أولياء الأمور تجعل منهم من يرى أن كرة القدم هي المستقبل الأفضل لابنه مستبعداً تماماً خطورتها في المستقبل، سواءً بنجاحه أو إصابته التي لربما تجعل منه شخصاً في مهب الريح ، وبعض أولياء الأمور ينظرون لها بأنها مجرد رياضة أو هواية ربما يستطيع أن يمارسها الابن في أي وقت، ولكن لن تكون هي المهنة التي يطمح لها الأب، فكل منا يتمنى أن يشاهد ابنه دكتوراً أو مهندساً أو طياراً أو عسكرياً يدافع عن وطنه ويحمل اسمه إلى عنان السماء، ويحثه على اختيار التخصص الذي سيرفع اسمه واسم وطنه في المستقبل، فكم من أب يسعد عندما يقول أنا ابني مهندس أو دكتور وغيرها من المهن التي تُشرف. ربما حان الوقت للنظر في هذا الأمر بشكل جدي وربما علينا تثقيف أولياء الأمور الذين جعلوا هدف أبنائهم أن يكونوا (لاعبي كرة قدم) وجعلهم يفضلون الكرة على دراستهم وربما زرع فكر أن كرة القدم أفضل من أي مهنة أخرى. لن نجحد حق لاعبي الكرة، فهم سبب سعادة شعب بأكمله من خلال انتصاراتهم، وحزنه بسبب خسارتهم، لكننا يجب أن نكون واقعيين بعض الشيء ونعلم أن هذه الرياضة ليست مستقبل دولة الإمارات، فمستقبل وطننا يُبنى على سواعد الأجيال القادمة وتنوع اختصاصاتهم أمر يفخر به الجميع، وخاصة أن أبناء البلاد بدأوا يشغلون مناصب الأجانب وأثبتوا أنهم من يستحق هذا المناصب. لنزرع حب الكرة في قلوب أبنائنا، ولكن لا نجعلها المستقبل الذي يتمناه، فدولتنا الحبيبة تحتاج لكل فرد منهم حتى يكون أحد سواعد المستقبل، وأبناؤنا هم جيل المستقبل، وهم فخرنا، فلا يحرم الأب ابنه من خدمة وطنه.. لنتدارك أخطاءنا ونؤسس الأطفال على اختيار مهنة المستقبل، وتجعلهم عنصراً فعالاً في المجتمع. مروان الرميثي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©