الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بعشرة ملايين دولار فقط ...

7 ابريل 2009 01:38
هذه هي البشارة !، وأية بشارة ؟!، فلولاها لما تناست غزة جراحها، ولا كفكفت الأمهات دموعها، ولا خلعت الأرامل سوادها، ولا تناسينا صور دمارها وقتلاها، ولا تلاشت أدخنة الفوسفور الأبيض عن سمائها، ولا القنابل العنقودية التي قذفتها طيارات «الأباتشي» من ارتفاع منخفض ، على بيوت ورؤوس أبنائها العُزل، لتجعلها بشارة 2009، وكأنها قطع من الحلوى «الباتشي» أو حلوى «المنْ والسلوى» !، ولا لولاها لما تجاوزنا ثقل وتبعات الأزمة المالية وتداعياتها اللآنية والمستقبلية، فبهذا الحدث الكبير، الذي لم يحصل، لا قبله ولا بعده، تنفست البشرية الصعداء، وبه آن الآوان أن تفرحي وتستبشري وتُبشري يا أمة العرب من المحيط إلى الخليج، والحاضر يعلم الغائب، فنانسي بنت عجرم حامل !، وستلد عما قريب بنتا ً، ليست ككل البنات، هي نجمة ، لا بل هي قطعة من بلّور، ستدخل التاريخ من قبل أن تولد وترى النور, وتلتقطها عدسات المصورين والمغرمين بأمها، فكيف بها هي؟! كم سيغرمون بك يا حبيبة ماما ، والأمة العربية وأبناء المهجر، المتناثرون هنا وهناك في بقاع العالم ، الذين أصبحتِ أنتِ شغلهم الشاغل من قبل أن يروا نورك الوضاء، كيف لا، وستصبح ولادتك هي أغلى ولادة في العالم ، بل في تاريخ البشرية جمعاء، فعشرة ملايين دولار بالتمام والكمال، دُفعت لأجل تصوير مشهد ولادتك التاريخي ! ولمَ لا يُدفع هكذا مبلغ في الدقائق المباركة لولادتك ، وهو الحدث الأهم الذي ستتناقله وكالات الأنباء العربية والعالمية، وصحافتنا الورقية والإلكترونية، وقنواتنا الفضائية والأرضية ، التي لن تدع لا شاردة ولا واردة إلا وستقتنصها وترصدها في هذا الحدث العظيم ، وستبقى في حالة نفير عام إلى أن تُزفي إلى بيت عدلك إن شاء الله ! واعلمي يا صغيرتي أن تلك الملايين ،لم يجرؤ على دفعها هذا الهصور في ولادتك الميمونة ، إلا من بعد يقينه التام ، بأن أطفال الأمة العربية والإسلامية يعيشون بأسعد حال، وبأن مشاريع التنمية الاجتماعية على قدم وساق، وأن برامج التغذية والتطعيم ، ومشاريع محو الأمية، وجمعيات حقوق الطفل تعمل ليل نهار على توفير الحياة الكريمة لهم ولغيرهم ، وأبشرك ياصغيرتي بأننا قضينا على مرض التهاب السحايا والروماتيوويد والسل والتهاب الكبد الوبائي، وقتلنا الدودة الشريطية وبيوضها وفي مهدها، حتى أصبحت المشاريع الخيرية تُمول نفسها بنفسها !، فلا حملات تبرع ولا خلافه ، فأطفالنا في النعيم ، ويتلقون أفضل تعليم ، ولكن بقي أن أعلمك يا صغيرتي، بأن هناك أمراضاً جديدة قد تفشت في عالمنا مؤخراً ، عجز الأطباء عن اختراع لقاحات ناجعة لاستئصالها، كالخِسْة وموت الضمير ، و ذهاب الحياء وانعدام الغَيرة !!! فاطمه اللامي Esmeralda8844@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©