الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شرّان يحكمان العالم: الحروب والاستبداد

شرّان يحكمان العالم: الحروب والاستبداد
30 مارس 2016 21:44
برتراند راسل إعداد وتقديم - عبير زيتون برتراند أرثر ويليام راسل (مايو 1872 فبراير 1970). فيلسوف وعالم رياضيات بريطاني، يعد أحد مؤسسي الفلسفة التحليلية، ومن أهم علماء المنطق في القرن العشرين. كان من دعاة السلام، ومناهضة الحروب طوال حياته. قاد وهو في التسعين من عمره الإحتجاجات ضد الاختبارات النووية، وكان المحرك الأول مع جان بول سارتر، وإسحق دويتشر في تأسيس المحكمة الدولية التي نظرت في الجرائم التي اقترفها الأمريكان أثناء حرب فيتنام. حاز العام 1950 جائزة نوبل للأدب «تقديراً لكتاباته المتنوعة والمهمة في الرياضيات، والأخلاق، والفلسفة، والشؤون السياسية وغيرها، والتي يدافع فيها عن المثل الإنسانية وحرية الفكر.» توفي راسل إثر إنفلونزا حادة في 2 فبراير 1970 في منزله في ويلز. وأحرق رفاته في فبراير 1970 حسب وصيته، وأقيم له نصب تذكاري العام 1980 في ميدان ريد ليون في لندن نحته مارسل كوينتن. من مؤلفاته والمستمدة منها هذه الشذريات: أثر العلم على المجتمع (1952)، النظرة العلمية.. (صور من الذاكرة 1956)، كتاب المثل السياسية (1917)، كتاب «تاريخ الفلسفة الغربية»، كتاب الزواج والأخلاق، (1929)، كتاب لما لست مسيحيا (1927). ثلاثة مشاعر، بسيطة لكنها غامرة بقوة، تحكمت بحياتي: التوق للحب، البحث عن المعرفة، والشفقة التي لا تحتمل لمعاناة البشر. *** يؤمن الناس ببعض الأشياء لأنهم يشعرون كما لو أنها يجب أن تكون حقيقة، أو لمجرد أن الأولين يقولون ذلك، وفي مثل هذه الحالات فإن كما هائلا من الأدلة ضروري لتبديد هذا الايمان. *** فكرة أسلحة الإبادة الجماعية هذه هي فكرة رهيبة تماماً وهي شيء لا يمكن لأحد يتمتع بذّرة من الإنسانية أن يتسامح معه. *** القوة الجديدة التي يخلقها «العلم» تكون خيّرة بقدر الحكمة التي يتميز بها الإنسان، وتكون شريرة بقدر ما في الإنسان من حمق! لذلك فإن أُريدَ للحضارة العلمية أن تكون حضارة خيرة، فقد وجب أن تقترن بزيادة المعرفة زيادة في الحكمة، وأعني بالحكمة الإدراك السليم لغايات الحياة. *** لا البؤس ولا الحماقة تبدوان لي كجزء لا مفر منه من مصير الإنسان. وأنا مقتنع بأن الذكاء، والصبر، والفصاحة يمكن، عاجلا أو آجلا، أن تقود الجنس البشري خارج التعذيب الذي فرضه على نفسه شريطة أن لا يفني نفسه إبان هذا. *** الحياة الجيدة هي تلك التي يلهمها الحب وترشدها المعرفة. *** مشكلة العالم أن الأغبياء والمتشددين واثقون بأنفسهم أشد الثقة دائما، أما الحكماء فتملأهم الشكوك. *** العلم يخبرنا ماذا يمكننا أن نعرف، لكن ما يمكننا معرفته قليل، وإذا نسينا مقدار ما لا يمكننا معرفته نصبح غير حساسين أو غير مكترثين لأشياء كثيرة ذات أهمية كبيرة. الإيمان على الجانب الآخر، يُنتج معتقد دوغمائي وهو أننا نملك المعرفة، حيث أنه في الحقيقة نحن نملك الجهل، وبفعل ذلك يتولد نوع من الغطرسة الوقحة تجاه الكون. *** هناك أشياء معينة يحتاجها عصرنا، وأشياء يجب تجنبها، فعصرنا يحتاج إلى الحنان، ورغبة في سعادة الإنسان، ويحتاج إلى رغبة المعرفة وإلى قرار لتجنب الخرافات. والأهم من كل ذلك هو بحاجة إلى الأمل الشجاع، والإندفاع نحو الإبداع. أما ما يجب تجنبه فهو ما قد أوصله إلى حد الكارثة «القسوة والتنافس». *** يعرض العلم إمكانية توفير رفاهية الجنس البشري أوسع بكثير من أي شيء عرفه سابقا، لكنه يعرض هذا بشروط معينة: إلغاء الحروب، التوزيع المتساوي للسلطة العليا، تحديد النمو السكاني. وكل هذه العوامل أقرب منالا بكثير مما كانت عليه سابقا. *** لا توجد موانع مادية أو تقنية تمنع تحقيق السلام العالمي، بل أهواء شريرة في أذهان البشر فقط، كالشك، وشهوة القوة، والكره، والتعصب. ولا أنكر أن هذه الأهواء الشريرة، أكثر شيوعا في الشرق الأوسط منها في الغرب، لكنها موجودة في الغرب أيضا. *** يستطيع الجنس البشري الآن أن يتقدم بسرعة الى عالم أفضل بكثير وبشرط واحد: التخلص من عدم الثقة بين الشرق والغرب. ولا أعلم ما يمكن تحقيقه لهذه الحالة، وإن كان هناك الكثير من المقترحات الساذجة ولكن الشيء الوحيد الممكن فعله هو منع الإنفجار بطريقة ما. *** الرغبة في عقيدة متطرفة هو إحدى لعنات زمننا، كما كانت لعنة لعصور أخرى ابتليت بذات الداء، وهو رد فعل غير عقلاني على الخطر الذي يميل إلى تمهيد السبيل لما يخشاه، فالخوف من القنبلة الهيدروجينية يثير التعصب، والتعصب هو أكثر الأسباب لاستخدام القنبلة الهيدروجينية. *** هناك شرّان قديمان يمكن للعلم إذا استخدم من دون حكمة أن يفاقمهما وهما «الاستبداد والحرب». *** علينا أن نتخذ قرارا خلال خمسين عاما، وهو قرار الاختيار بين التعقل والموت. وأخشى أن الجنس البشري سيختار الموت. آمل أن أكون على خطأ. *** أعتقد باحتمالية لجوء البشر لإبادة أنفسهم كخيار مفضل وسيتم الاختيار طبعا بإقناع أنفسنا أن الإبادة لن تتم لأن انتصار الحق (هكذا سيقول المشبعون بالروح الحربية في كلا الجانبين) مؤكد دون خطر الحرب الكونية، وربما كنا نعيش في آخر عهود الانسان، وإن كان ذلك صحيحا فإننا مدينون للعلم بإبادة الإنسان. *** إذا ما أراد العالم أن ينعم بالسلام فعليه إيجاد الوسائل لمزج السلام مع فرص المغامرة غير المدمرة. إن أي شيء يمكن أن يكون آليا إلا (القيم) وهذا ما يجب أن لا ينساه أي باحث في فلسفة السياسة. *** في أميركا ابتدعوا عبارة (رجال النَعم) لأولئك الذين يشبعون غرور مدرائهم بالإطراء، أما في إنجلترا فإن الضرر يأتي من (رجال الكلَا) الذين يمتهنون الغباء لرفض وتخريب أي مبادرة تصدر ممن يمتلكون المعرفة والخيال والإقدام. ويؤسفني أن ضرر رجال (الكَلا) بين ظهرانينا يفوق ضرر رجال (النَعم) بألف مرة. وإذا أردنا أن نستعيد رخاءنا فعلينا أن نجد وسائل لتحرير الطاقة والإقدام على المغامرة من التحكم المثَبط الذي يمارسه من جُبل على الجبن ويتميز بالجهل المطبق. *** قلة من الناس يبدو أنهم يدركون كم هو عدد الشرور التي نعاني منها والتي لا داعي لها كلياً، وأنه بإمكانهم محوها بجهد موحد في غضون بضع سنوات. إذا كانت الأغلبية في كل بلد متحضر راغبةً في ذلك، يمكننا، في غضون عشرين عاما، محو كل ظواهر الفقر المدقع، القضاء على نصف الأمراض في العالم، وكل الاستعباد الاقتصادي الذي يكبّل تسعة أعشار سكاننا، يمكننا أن نملأ العالم بالجمال والفرح، وتأمين حكم من السلام العالمي. إنه فقط بسبب كون البشر لامبالين، وفقط لأن الخيال خامل وراكد، وحيث يعتبر أن ما كان دائما موجودا هو ما يجب أن يظل دائماً موجودا، فهذا لم يتحقق. ولكن مع إرادة جيدة، سخاء، وذكاء، يمكن لمثل هذه الاشياء ان تتحقق. الشك في وجود الآمال الحية والمخاوف هو مؤلم، لكنه يجب أن يُحتمل إذا كنا نتمنى أن نعيش من دون مساعدة القصص الخرافية المريحة. *** الحذر في الحب هو غالباً أكثر أنواع الحذر فتكاً بالسعادة الحقيقية. *** الرجل القاسي يؤمن بإله قاس، ويستخدم معتقده هذا في تبرير قسوته. فقط الرجل الرحيم يؤمن بإله رحيم، وهو سيكون رحيما في أي حال. يميل الرجال إلى اعتناق المعتقدات التي تتماشى مع مشاعرهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©