الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المهدي والحزب الحاكم

18 مارس 2008 02:44
بقي عام أو بعض عام على بلوغ موعد إجراء انتخابات عامة حسبما نصت على ذلك اتفاقية ''نيفاشا'' وهو عام ،2009 ومع اقتراب ذلك الميعاد تنشط الأحزاب السياسية الحاكمة منها والمعارضة، تلك التي في الجنوب أو التي في الشمال للإعداد لذلك الحدث، ورغم أن صورة التحالفات المتوقعة لم تتضح بعد، إلاّ أن ما يسبق تلك التحالفات أو حتى التنسيق قد بدأ بالفعل، فما حدث حتى الآن، هو ذلك التفاهم المبدئي بين الحزب الحاكم ''المؤتمر الوطني'' وحزب ''الأمة القومي'' الذي يقوده إمام طائفة الأنصار السيد ''الصادق المهدي''، الذي أعلن أكثر من مرة، أن ما تم الإتفاق عليه ليس تحالفاً، وأن حزب الأمة لن يشارك في الحكم، إلاّ إذا تم الاتفاق كاملاً بين كل قوى المعارضة المعروفة وحزبي الحكومة، لتكوين حكومة قومية حقاً، وفق برنامج وطني واضح، يكون هدفه إنقاذ الوطن من احتمالات الخطر المحدقة به· وأكد السيد ''المهدي'' أن اتفاق حزبه مع حزب المؤتمر الوطني، هدفه الوصول إلى أكبر قدر من التراضي ''الوطني''، وأن حزب الأمة سيعرض ما توصل إليه على الأحزاب السياسية المعارضة الأخرى بغية الوصول إلى عقد مؤتمر جامع لكل القوى السياسية لوضع الحلول المشتركة لأزمات السودان، وتوضيحاً للنقاط التي غطت ذلك الاتفاق مع الحزب الحاكم، أكد السيد المهدي أنها تشمل أزمــة ''دارفور'' والسياسات التي ينبغي الالتزام بها لحل الأزمة، وكذلك موضوع الحريات وتأمين المناخ لكسب الثقة المتبادلة، استعدادا لإجراء الانتخابات العامة في جو يؤكد حيدتها ونزاهتها وتعبيرها الحق عن رغبة الناخبين، ورغــم أن السيــد المهدي قــد أفاض في شـــرح ما توصل إليه حزبه، من إتفـــاق مــع حزب المؤتمر الوطني، إلاّ أن الأخير لم يعلن شيئا حتى بعد انقضاء نحو أسبوع على ما أعلنه السيد المهدي ولهذا فإن الصورة لم تكتمل بعد· وعلى صعيد غير هذا، فإن الدكتور ''حسن الترابي'' زعيم حزب المؤتمر الشعبي قد أفاد للصحف المحلية، أنه ليس ضد مبدأ الوصول إلى نوع من الاتفاق مع حزب ''المؤتمر الوطني'' حتى بالنسبة للانتخابات العامة، ولكنه قال: إن مثل تلك الخطوة يجب أن تسبقها خطوات أخرى، منها إطلاق سراح أي معتقل سياسي من حزبه، وإعادة ممتلكات حزبه التي صودرت من قبل، إضافة إلى خطوات أخرى ينبغي أن ينفذها الحزب الحاكم، إذا أراد أن يصل مع حزب الدكتور الترابي إلى نوع من الاتفاق والتنسيق في معركة الانتخابات القادمة· وهكــذا فقــد بـدأت الكــرة تتحـــرك في مضمــار الإعــداد للانتخابات، أو لما يسبقها، ورغم أنه من العسير تحديد من سيتحالف مع من، ولكن يبدو أن من الاحتمالات غير البعيدة، أن يكون هناك تقـــارب من نوع ما بشأن الانتخابـــات بين الحزب الحاكم والحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يتزعمه السيد ''محمد عثمان الميرغني'' وهذا أمر سيتضح بعد عودة السيد ''الميرغني'' للخرطوم في نهاية هذا الشهر، بعد غيبة تواصلت منذ عــام 1990م· أما بالنسبة للجنوب، فإن الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الفريق ''سلفاكير'' هي التي يبدو أنها أكثر التنظيمات العاملة في الجنوب حظاً بالنسبة للجنوب، ثم أنها ستكون حزباً يريد إثبات وجود له في الشمال بصورة مستقلة أو بالتحالف مع أحزاب شمالية· محجوب عثمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©